تشاؤم فلسطيني ازاء نتائج التحركات الامريكية: روس التقى عنان قبل توجهه الى الشرق الاوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

التقى المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط دينيس روس في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قبل بدئه مهمة سلام جديدة بين اسرائيل والفلسطينيين, فيما اعربت مصادر فلسطينية عن تشاؤمها ازاء ما يمكن أن تسفر عنه التحركات الامريكية من نتائج مثمرة على صعيد السلام وانتقدت المصادر ما اعتبرته تحيزاً لروس تجاه اسرائيل . وبينما اعرب مسؤول أمريكي كبير عن قلقه من ان الوقت ينفد فقد اشار الى ان روس سيحاول بذل كل ما في وسعه لاحراز تقدم. وقال مسؤولون في الامم المتحدة ان روس وافق على ان يطلع عنان على نتائج مهمته الاخيرة بناء على طلب الامين العام الذي قام بجولة في المنطقة الشهر الماضي. واوضح دبلوماسي امريكي ان هذا اللقاء مطابق للقرار الاخير للولايات المتحدة باطلاع الامم المتحدة على تطورات الوضع في الشرق الاوسط. وتعارض واشنطن رسمياً تدخل الامم المتحدة في عملية السلام في الشرق الاوسط معتبرة ان اطراف النزاع هم المعنيون وحدهم. ومن المقرر ان تستغرق زيارة روس ومساعد وزيرة الخارجية مارتن انديك للمنطقة اسبوعا حول مقترحات أمريكية في شأن انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية. وتوقع نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصريح له ان يكون الاسبوعان المقبلان حاسمين لتحديد ما اذا كانت الجهود الامريكية ستنجح في انقاذ مسيرة السلام ام ان هذه المسيرة تجمدت بشكل كامل ووصلت الى طريق مسدود. وقال ابو ردينة الايام المقبلة ستشهد حركة سياسية نشطة منها لقاء الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووصول المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط دينيس روس الى المنطقة ولقاءات وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت مع عرفات ونتانياهو في لندن, واضاف لا شك ان هذه الاجتماعات هي المحاولة ما قبل الاخيرة لمعرفة ما سيجري. وأكد ابو ردينة ان المطلب بعقد قمة عربية سواء موسعة او مصغرة ما زال قائماً وقال:(الجهود ما زالت تبذل على هذا الصعيد ولكن الاسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين في نجاح الولايات المتحدة في انقاذ المسيرة السلمية ولذا فبعدهما سيكون اي لقاء عربي ذا أهمية كبيرة. ويعتقد الفلسطينيون ان الجولة التي سيقوم بها المنسق الامريكي هي فرصة أمريكية اخرى لرئيس الوزراء الاسرائيلي بعد ان كان يفترض بالادارة الامريكية ان تعلن موقفها من المأزق التفاوضي الفلسطيني ــ الاسرائيلي بشكل رسمي. الا انه ليس بامكان الفلسطينيين التأكد من ان جولة روس ولقاءات اولبرايت مع الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي في الرابع من الشهر المقبل ستكون الفرصة الأخيرة, اذ تسود خشية من ان يمنح الرئيس الأمريكي بيل كلينتون رئيس الوزراء الاسرائيلي فرصة أخرى. ووصل روس الى المنطقة امس برفقة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى مارتن انديك على ان يبقيا في المنطقة مدة اسبوع في محاولة لاقناع نتانياهو بالقبول بالافكار الامريكية والتحضير للقاءات واشنطن. وذكر ابو ردينة ان الرئيس عرفات سيلتقي روس في غزة غداً الاثنين فيما يفترض ان يستقبل الرئيس عرفات وزير الخارجية المصري عمرو موسى في غزة بعد غد الثلاثاء وأكد أبو ردينة ان السلطة الفلسطينية لا تعارض اي لقاء رباعي او ثلاثي بعد لقاءات لندن شريطة ان تكون ذات فائدة وبعد لقاء ناجح وقال: (حتى الآن لا يوجد اي ترتيب لأي لقاء ثلاثي او رباعي) . وتواصلاً مع نغمة التشاؤم التي تسيطر على الفلسطينيين اتهم حسن عصفور منسق شؤون المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي في حديث مع راديو (صوت فلسطين) المنسق الامريكي بالتغطية على تعنت بنيامين نتانياهو وعدم التزامه بالاتفاقات وحمل روس مسؤولية الوضع الذي آلت اليه المفاوضات وقال انه لا يريد ان يشير بشكل مباشر الى مسؤولية اسرائيل عن تعثر عملية السلام بل يشير الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي معا فيضع الضحية والجاني على قدم المساواة. واعتبر المسؤول الفلسطيني أن لقاءات روس مع الجانب الفلسطيني اصبحت بروتوكولية بعد ان ابدى الفلسطينيون تجاوباً ايجابياً مع الطروحات الامريكية بينما رفضها نتانياهو وأعرب عن اعتقاده بأن روس يهدف من جولته الحالية الى مساعدة نتانياهو على ترتيب اوراقه قبل لندن مشيراً الى ان روس لن يطرح المبادرة الامريكية رسميا وأنه ربما تتولى ذلك مادلين اولبرايت في لندن. واتهم عصفور روس ايضاً بتضليل الرأي العام بعدم تحميله لنتانياهو المسؤولية عن تعثر عملية السلام رغم معرفة العالم كله للمسؤول عن ذلك. كما استنكر رضوخ الادارة الامريكية للكونجرس بعدم اعلان المبادرة الامريكية وقال ان تحويل عملية السلام الى قضية الخلاف على المطار والمنطقة الصناعية مخاوف اخرى تستهدف اسرائيل من ورائها تضليل الرأي العام بتحقيق انجاز وهمي. من جهة ثانية قال مسؤول امريكي كبير ان (عدم حصول اي تقدم خلال الاشهر الـ 14 الماضية في مساعي احياء عملية السلام المتعثرة بدد كل أمل في احراز اي تقدم يذكر في العملية السلمية مضيفاً ان الوقت ينفد بسرعة) . واضاف ان اجتماع لندن يعد اجتماعا هاما لانه بعد عام واحد فقط على انعقاده ستمثل اتمام خمسة اعوام على الفترة التي كان من المقرر لكل من الفلسطينيين والاسرائيليين تسوية خلافاتهم والانتقال الى محادثات المرحلة الاخيرة . وقال انه لايوجد وقت كاف لتسوية القضايا الصعبة في مخطط عملية السلام والقضايا المتعلقة بالوضع الدائم والنهائي. واشار الى ان روس وانديك سيحاولان بذل كل ما في وسعهما لاحراز تقدم في العملية السلمية . رام الله: عبدالرحيم الريماوي

Email