مشكلة سبتة ومليلية في مقدمة الملفات:القمة المغربية الأسبانية تسعى لتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدأ رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار غداً الاحد (26/4) زيارة عمل للمغرب هي الثانية له بعد الزيارة التي قام بها في مايو 1996, منذ توليه منصبه في وقت سابق من ذلك العام . وعلى رغم ان الزيارة كانت مقررة ضمن رزنامة القمة المغربية ــ الاسبانية التي تنعقد مرة في اسبانيا واخرى في المغرب, فان تزامن الزيارة وبدء حكومة عبدالرحمن اليوسفي ممارسة مهماتها يضفي بعدا خاصاً عليها, اقله انها ستكون مناسبة لمعاودة فتح ملفات عدة تطاول محور العلاقات في البلدين, وفي المقدمة منها الموقف من مستقبل المدينتين اللتين تحتلهما اسبانيا: سبتة ومليلية, وتكريس الحياد الاسباني في تنفيذ خطة الاستفتاء في الصحراء الغربية, المستعمرة الاسبانية السابقة, والاحاطة بملف الصيد البحري الذي يربط المغرب وبلدان الاتحاد الاوروبي, اضافة الى قضايا الهجرة غير القانونية, ومساهمة اسبانيا في تنمية اقاليم المغرب الشمالية, والبحث في وسائل تفعيل خطة الربط القاري بين المغرب واسبانيا عبر جبل طارق. وكان اليوسفي قد شدد لدى عرض برنامج حكومته على البرلمان, على دعوة اسبانيا الى الدخول في مفاوضات مع المغرب للبحث في موضوع المدينتين المحتلتين. وقال (سنواصل العمل كي ترجح اسبانيا في تعاملها معنا, الحق والعدل والحفاظ على علاقات الصداقة وحسن الجوار, من خلال استجابة نداء العاهل المغربي الملك الحسن الثاني لفتح باب الحوار والتشاور في اطار اقتراح تشكيل مجموعة عمل) , في اشارة الى تصور مغربي يرمي الى البحث في مستقبل المدينتين, ضمن عودتهما الى سيادة المغرب, والحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية لاسبانيا فيهما. ولفت الانظار استقبال الصحافة الاسبانية دعوة اليوسفي الى مراجعة سياستها حول سبتة ومليلية بتعليقات خالية من التشنج كما جرت العادة, حيث قالت صحيفة البايس ان اليوسفي عالج هذه المشكلة بـ(قفاز ابيض) و(بلهجة الدعوة الى الحوار بعيدا عن التهديدات والضغوط, وهو ما يمكن تفسيره بأن الحكومة المغربية الجديدة ستعتمد نفس هذه اللهجة عند تطرقها الى هذا الملف خلال انعقاد القمة الاسبانية يومي 26 و27 ابريل الجاري) . ويرهن المسؤولون المغاربة حل مشكلة المدينتين بعنصري التفهم والافادة من الوقت, على اساس ان تسوية الخلاف القائم بين اسبانيا وبريطانيا حول جبل طارق يساعد في اعطاء الاولوية لهذا الملف, اضافة الى تنفيذ معاهدة التعاون وحسن الجوار الموقعة بين البلدين في يوليو 1991 في مضمونها السياسي يدعو الى حل المشاكل العالقة عن طريق الحوار, ضمن احترام السيادة والوحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة. وكانت اوساط اسبانية اكدت ان التزام المعاهدة في امكانه تجاوز الصعوبات التي ترتدي ابعاداً سياسية, بيد ان الاجراءات الاخيرة التي تعتزم تنفيذها السلطات الاسبانية, لجهة تطويق معابر المدينتين بحواجز من الاسلاك الشائكة واجهزة الرقابة, قوبلت بمزيد من الاستياء والتذمر. اذ أكد المسؤولون المغاربة رفضهم الاجراءات التي تحاول تغيير معالم المدينتين, وتحديداً من خلال تنفيذ قانون منح الجنسية الاسبانية لسكانهما واعتبارهما جزء من اوروبا. ويذكر ان الجنرال خوسي مارتين رئيس القيادة العامة للقوات البرية الاسبانية صرح الشهر الماضي بأن (الحرب لن تقع) بين المغرب واسبانيا بسبب الموقف من مستقبل مدينتي سبتة ومليلية, كما عبر عن اعتقاده بانه (لن تكون هناك حرب مع بلدان شمال افريقيا, نظراً الى ان هذه البلدان ستكون في شراكة مع الاتحاد الاوروبي) . ويشار الى ان وزير الداخلية المغربي ادريس البصري صرح اخيراً بأن مشكلة المدينتين قائمة منذ خمسة قرون و(سننتظر ما يكفي من الوقت كي تعود الأمور الى نصابها, بطريقة أكثر تحضرا من دون عنف او كراهية او جدل) . ولاحظ ان موقف بلاده يكاد يلتقي مع الموقف الذي يلتزمه المسؤولون الاسبان ازاء مستقبل جبل طارق, في اشارة الى اعطاء الفرصة للسلطات الاسبانية لانهاء خلافها مع بريطانيا على جبل طارق, والتفرغ للدخول في حوار مع المغرب حول مستقبل المدينتين المحتلتين. وعلى صعيد آخر تأمل السلطات الاسبانية في الحصول من المغرب على تعهدات لجهة تمديد العمل باتفاق الصيد البحري المبرم بين المغرب وبلدان الاتحاد الاوروبي, لكن اوساطاً رسمية ترى انه ما لم تحدث تطورات جديدة فإن تمديد العمل بالاتفاق الذي اعتبرته الرباط نهائياً سيكون صعباً. ويقول المغاربة ان الاتفاق يحدد العلاقة مع بلدان الاتحاد الاوروبي, وليس اسبانيا فقط, على رغم انها الاكثر استفادة منه بسبب حجم اسطولها في السواحل المغربية. ما يعني انهم يرهنون تمديد العمل باطار اوسع في العلاقات, يطاول ملفات اخرى, مثل توريد المنتوجات الزراعية المغربية والبحث في تحسين اوضاع المهاجرين المغاربة في الدول الاوروبية. وكانت اوضاع المهاجرين الذين ينحدرون من اصول مغاربية محور مواجهة بين المعارضة التي يقودها الحزب الاشتراكي والحكومة الاسبانية, خصوصاً في ضوء تصريح ادلى به سانتايغو لوبيت بالديبيسو مدير الحرس المدني وصف فيه المهاجرين انهم (شرذمة من المجرمين وتجار المخدرات) , واوضح المسؤول الامني ان شبكات تضم عناصر من المغرب العربي (تنشط في تجارة الحشيش وتهريب المهاجرين جنوب البلاد) , وسعت المعارضة الى احراج حكومة اثنار في هذا السياق عبر رصد انواع من الممارسات العنصرية التي تطاول المهاجرين, اضافة الى ابعاد وخلفيات الهجرة غير المشروعة. الرباط ــ رضا الأعرجي

Email