تقارير البيان : 70 مليار دولار فاتورة معونة النصف قرن: واشنطن تتفاوض لخفض المساعدات وإسرائيل تخادع بزيادة الحصة العسكرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعداد: حمد سالمين تستحوذ اسرائيل على نصيب الاسد من المعونات الخارجية الأمريكية ولكن من المرجح ان يعلن الجانبان عن خطة جديدة للمعونات مع اقتراب موعد الذكرى الخمسين لقيام اسرائيل الذي يصادف الثلاثين من الشهر الجاري. ومن المتوقع تخفيض امريكا مساعداتها الى اسرائيل والتي تبلغ ثلاثة مليارات دولار سنويا منذ عام ,1985 وقد يهبط التخفيض بالمساعدات السنوية الى نحو ملياري دولار في شكل مساعدات عسكرية اما المعونات الاقتصادية والتي تبلغ 1,2 مليار سيتم وقفها في غضون عشر سنوات. والمباحثات بهذا الشأن مازالت جارية ولكن في حالة اقرارها فانها ستؤثر تأثيرا بالغا على العلاقات بين الدولتين وكذلك علاقة امريكا بدول منطقة الشرق الاوسط. فخفض المساعدات الامريكية لاسرائيل يعني خفضها بطريقة مؤثرة لمصر التي تحصل على 815 مليون كمساعدات اقتصادية سنويا, وترتبط المساعدات لمصر واسرائيل بتوقيعهما اتفاقية السلام في عام 1979. ويتيح خفض المساعدات لهاتين الدولتين الفرصة لدول في المنطقة او خارجها في الحصول على جزء منها. وبينما هناك من يعتبر تخفيض المساعدات الامريكية لاسرائيل تراجعا تاريخيا في دعم الكونجرس لتل ابيب وبداية تراجع الاقتصاد الاسرائيلي, يقول البعض الآخر بأنها لعبة في الموازنة الاقتصادية. ووصف خليل جهشان رئيس جمعية الامريكيين العرب الوطنية بواشنطن مباحثات خفض المساعدات لاسرائيل بأنها (وهمية) واوضح بأن المفاوضين الاسرائيليين يسعون لتحويل نصف المساعدات الاقتصادية البالغة 1,2 مليار دولار الى شكل مساعدات عسكرية. واقترح وزير الاقتصاد الاسرائيلي ياكوف نيمان في يناير الماضي انهاء المساعدات الامريكية في غضون عشر سنوات او اثنتي عشرة سنة مع بداية عام الفين ولكنه في الوقت ذاته حاول زيادة المساعدات العسكرية التي تصل قيمتها 1,821 مليار دولار زيادتها بـ 600 مليون دولار. وقالت لجنة العلاقات العامة الاسرائيلية الامريكية (ايباك) انها تعتبر اقوى لوبي صهيوني في الولايات المتحدة, ان الخطر ازداد في المنطقة (الشرق الاوسط) . وتوصف العلاقات الامريكية الاسرائيلية في واشنطن بأنها مستقرة . ومنذ عام 1949 قدمت امريكا 70 مليار دولار لاسرائيل في شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية لمساعدتها في البقاء والنجاح بين الدول العربية المعادية لها. وكانت اول اشارة توحي بأن اسرائيل ستستغني عن المساعدات الامريكية جاءت في شهر يوليو عام 1996 عندما قال رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو خلال جلسة الكونجرس الامريكي بأن بلاده (ستبدأ برنامجا طويل الامد تخفض تدريجيا المساعدات الكريمة التي تقدمونها) . ووصف البعض موقف نتانياهو كحركة وقائية تزامنت مع توجهات الكونجرس لتخفيض المساعدات الدولية, وفي العام الماضي حددت لجنة فرعية من الحد الاعلى للمساعدات الخارجية لدول الشرق الاوسط بـ 5,4 مليارات دولار, وتخصيص 100 مليون دولار كمساعدة للاردن لدعم اتفاقية السلام التي ابرمتها مع اسرائيل وتم قطع 50 مليون دولار من المساعدات لاسرائيل ومصر لتقديمها للاردن. وتوقع النائب الجمهوري سوني كالاهان رئىس اللجنة الفرعية الابقاء على الحد الاعلى للمساعدات خلال ميزانية السنة المالية 1999. ويناقش البعض في الكونجرس بخصوصية بأن اسرائيل وصلت لازدهار اقتصادي يغنيها عن المساعدات. وقال اوهاد ماروني الذي يترأس المفاوضين في السفارة الاسرائيلية بواشنطن بأن الحديث عن ذلك (اي عدم حاجة اسرائيل للمساعدات) بعد ان حقق اقتصادها نموا جيدا. ووصل معدل الدخل الفردي في اسرائيل عام 1996 الى 17 الفا و800 دولار سنويا ولا يقل كثيرا عن مثيله في امريكا حيث بلغ في العام ذاته 21 ألفا و100 دولار. والدخل الفردي في اسرائيل يفوق كثيرا عن ماهو في اسبانيا ويضاهي الدخل في بريطانيا واكبر من معدل الدخل في بعض الولايات الامريكية الفقيرة. وقال مصدر قريب من مباحثات خفض المساعدات ان النقاش مازال مستمرا, وان اسرائيل ترغب في خفض بالتساوي تدريجيا خلال عشر سنوات على الاقل, ولكن الجانب الامريكي يسعى لتخفيض كبير مع بداية 1999 وانهاء المساعدات في وقت اسرع في غضون ثماني سنوات. وترغب اسرائيل في انفاق 600 مليون دولار على شركات اسرائيلية وحاليا تنفق اسرائيل ثلاثة ارباع المساعدات العسكرية على شركات امريكية اجباريا. ويرى البعض الاخر في الكونجرس انه من الحكمة زيادة المساعدات العسكرية لاسرائيل وعدم زيادتها لمصر التي تحصل على 1,2 مليار كمساعدات عسكرية في الوقت الذي تتجه علمية السلام مع الفلسطينيين الى المصاعب. وكجزء من اتفاق خفض المساعدات يتوقع ان تلغي واشنطن بعض الديون المستحقة على اسرائيل, وتوقع بعض المراقبين ان يلغى جزء بسيط من الديون. وعلق دونكان كليرك بروفيسور العلاقات الدولية في الجامعة الامريكية بواشنطن بأنه في نهاية الامر لن يكون هناك تخفيض مؤثر في المساعدات الامريكية لاسرائيل. ومن جانبه قال جهشان ان المساعدات البالغة ثلاثة مليارات (اي حصة كل اسرائيلي 580 دولارا) ليست دقيقة واضاف ان بعض الدراسات تشير الى ان المساعدات ومنها الغير بارزة على السطح تصل الى ضعفي قيمة المبلغ المذكور. وعلى سبيل المثال تحصل اسرائيل على 80 مليون دولار امريكي للمساعدة في بناء مستوطنات للمهاجرين اليهود من الاتحاد السوفييتي السابق واثيوبيا, حيث عملت تل ابيب جاهدة خلال الثماني سنوات الماضية لاستيعاب 800 الف مهاجر. كما تحصل على مساعدات قيمتها 50 مليون دولار لمكافحة الارهاب. ومنذ عام 1986 قدمت واشنطن اكثر من نصف مليار لابحاث تطوير ترسانة اسرائىل لردع الصواريخ, ويختلف البعض في وصف المساعدات حيث يقول احدهم انها مساعدات لاسرائيل والآخرون يقولون بأنها لابحاث مشتركة ذات أهمية لأمريكا.

Email