الحركة تجدد ثقتها بعماد عوض الله: اتصالات بين السلطة وحماس لتطويق حرب الكلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت السلطة الفلسطينية وحركة حماس اجراء اتصالات بينهما لاحتواء حملات التراشق الاعلامي بشأن اغتيال محيي الدين الشريف احد قادة الجناح العسكري لحماس وسط استمرار حملات النداءات الفلسطينية والعربية لاحتواء الخلافات بالحوار المباشر واطلاق سراح المعتقلين من حماس . وفيما جددت حركة حماس ثقتها بعماد عوض الله احد منسوبيها المعتقلين من قبل السلطة على ذمة قضية اغتيال الشريف حذرت الهيئة الفلسطينية لحقوق الانسان من خطورة جو البلبلة والتوتر التي تثيرها حملات الاعتقال وتفتيش المنازل التي تقوم بها الشرطة الفلسطينية. وصرحت مصادر فلسطينية ان الاتصالات بين حماس والسلطة تمت بواسطة شخصيات فلسطينية مرموقة مستقلة واخرى تنتمي الى حركات سياسية. وصرح حيدر عبد الشافي الرئيس السابق للمجلس التشريعي الفلسطيني انه قابل شخصيات من حماس والسلطة وان الطرفين اعربا عن رغبتهما في انهاء الاحتقان عن الشارع الفلسطيني الذي اعقب اغتيال الشريف في رام الله. وطالب عبد الشافي السلطة الفلسطينية باطلاق سراح المعتقلين من حماس واصفا اعتقالهم بأنه غير قانوني. ومن جهة اخرى قالت صحف اسرائيلية وفلسطينية امس ان الاردن يسعى للقيام بدور وساطة بين حماس والسلطة. كما اعلن الشيخ عبدالله نمر درويش زعيم الحركة الاسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 انه يقوم بجهود مع الدكتور احمد الطيبي مستشار الرئيس ياسر عرفات لرأب الصدع بين حماس والسلطة. واضاف انه اجرى اتصالا الليلة قبل الماضية مع الرئيس ياسر عرفات تركز حول تعزيز الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني. ومن جانبه اشار اسماعيل ابو شنب احد قادة حماس في غزة الى اتصالات اولية غير رسمية جرت بين السلطة وحماس امس وامس الاول مضيفا في الوقت نفسه ان على السلطة الفلسطينية اطلاق سراح قادة حماس الذين اعتقلتهم الشرطة الفلسطينية والتوقف عن ملاحقة اعضاء الحركة في منطقتي رام الله وغزة. وقال ان حماس لاتتهم السلطة بقتل الشريف لكنها لاتستطيع ان تقبل ما وصفه (المغالطات الشنيعة) التي تصدر عن السلطة واجهزتها الاعلامية حول المسؤولية عن اغتيال الشريف. وقد اجتمع في غزة امس ممثلون عن حركات حماس وفتح والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي لبحث حالة التوتر بين السلطة الفلسطينية وحماس. وقالت مصادر فلسطينية في غزة ان المجتمعين قرروا بذل جهود للتوسط بين الطرفين. وعلى الصعيد نفسه طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها كل الفلسطينيين المخلصين الوقوف بمسؤولية امام ما يحدث محملة اسرائيل مسؤولية اغتيال الشريف ومبدية استغرابها للتراشق الاعلامي بين السلطة وحماس حول هذا الموضوع. وشددت الجبهة على استبعاد اي مبرر يبرىء اسرائىل من هذه الجريمة منتقدة في الوقت نفسه عمليات الاعتقال التي تقوم بها السلطة باعتبارها تزيد الارتباك والتوتر. وفي هذا الاطار دعا حزب الخلاص الوطني الاسلامي جميع (الاطراف) الى ضبط النفس ووقف الحملات الاعلامية المتبادلة, واكد الحزب في بيان له الى عدم التسرع في توجيه التهم الى حين ظهور الحقيقة. كما دعا الحزب في بيانه الذي حمل عنوان (الى ان تظهر الحقيقة لا للاعتقالات السياسية) السلطة الفلسطينية الى الافراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وعن عبد العزيز الرنتيسي وابراهيم المعادنة وعبد الله الشامي على وجه الخصوص. وقال الحزب ان تنفيذ الاعتقالات عمل مناف للوحدة والاستقرار في الوطن ومن شأنه ان يعمل على زيادة التوتر ولا يخدم المصلحة الفلسطينية بأي شكل من الاشكال. وانتقد حزب الخلاص (ما اقدمت عليه السلطة على لسان بعض مسؤوليها من اتهام متسرع لحركة حماس بأنها كانت وراء اغتيال محيي الدين الشريف مع العلم بأن التحقيق مازال مستمرا وان حماس وجهت الاتهام الى العدو الصهيوني ولم تتهم احدا غيره). وفي نابلس دعا كل من المحافظ محمود العالول والمحامي غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الى دقة تعاطي وسائل الاعلام مع الموضوع واعتبر العالول ان تسليط الاضواء على قضية داخلية كقضية اغتيال الشريف من شأنه ان يصرف الانظار عن القضية الاساسية وبالتالي انقاذ حكومة نتانياهو من الضغوطات المفروضة عليها لتنفيذ استحقاقات السلام. واكد العالول انه لن يكون هناك اي اقتتال داخلي فلسطيني تتصارع فيه القوى نظرا لوجود القانون ووحدانية السلطة مشيرا الى ان لفظ الاقتتال لا يتناسب مع الواقع الفلسطيني ولا ينفي وجود المشكلة. وفي الاردن اعرب جواد العناني نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الاردن عن خشيته من تحول الخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية الى صدام يضعف الموقف الفلسطيني. وقال الدكتور العناني في حديث نشرته الصحف الاردنية امس انه بغض النظر عن الخلاف حول عملية السلام كما هو حاصل في اسرائيل فان الجهة المعتمدة في التعبير عن الموقف الرسمي الفلسطيني مع السلطة الوطنية. في غضون ذلك اعلن اسماعيل هنية احد المتحدثين باسم حماس في غزة ثقة الحركة بعماد عوض الله معتبرا ان هناك حملة لتشويه ما أعتبره مسيرة الجهاد والمجاهدين. وأضاف هنية في خطاب جماهيري ألقاه في مهرجان اقيم في الجامعة الاسلامية في غزة (ان كتائب الشهيد عزالدين القسام تتعرض اليوم لحملات تشويه تستهدف النيل من جهادها وبطولاتها غير ان هذه الحملات لن تزعزع فينا الثقة التي وضعناها في الكتائب وابطالها يوم ان حملوا راية الجهاد) . واكد هنية ان (مجاهدي الحركة ومقاتليها الذين تربوا في المساجد لا يعرفون سوى عدو واحد ولا يعرفون سوى مقارعة اليهود وهم لا يوجهون سلاحهم لغير اليهود) . وجدد هنية دعوة حركة (حماس) الى (تشكيل لجنة تحقيق من كافة القوى والفصائل الوطنية والاسلامية, ولتنشر هذه اللجنة بعد اتمام عملها نتائج تحقيقاتها على الملأ, فليس عندنا ما نخشاه) , داعيا السلطة الى التوقف عن (اراجيفها ورواياتها ففي كل يوم نسمع رواية جديدة) . وقال هنية مخاطبا سلطة الحكم الذاتي (توقفوا عن هذه المنزلقات الخطيرة) . واضاف (ان الشعب الفلسطيني يقف اليوم امام مرحلة عصيبة تراهن فيها اسرائيل على خلافاتنا وهي تحاول زرع الفتنة بيننا وجر الشعب نحو الصراع) مشيرا الى ان حركة (حماس) تصر على مسؤولية العدو الصهيوني عن اغتيال الشهيد القائد محيي الدين الشريف, وقال (نرفض كل ما من شأنه تمزيق وحدة الشعب وزجه في صراع داخلي) داعيا سلطة الحكم الذاتي الى اطلاق سراح جميع معتقلي الحركة في سجونها بمن فيهم الذين تعتقلهم على خلفية الاتهام بالتورط في اغتيال الشهيد القائد محيي الدين الشريف. وعلى صعيد متصل عبرت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الانسان عن قلقها البالغ من الاعتقالات التي قامت بها الاجهزة الامنية الفلسطينية مؤخرا بعد مقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس محيي الدين الشريف. واضافت الهيئة في بيان لها امس انها تتابع بقلق بالغ مايجري على الساحة الفلسطينية من حملات للاعتقال وتفتيش للمنازل وما نتج عن هذه الاجراءات من بلبلة وتوتر كبير في الشارع الفلسطيني. واكدت الهيئة, وهي هيئة حكومية شكلت بموجب مرسوم رئاسي ولكنها تتمتع باستقلالية في عملها, على وجوب مراعاة اجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية للاجراءات القانونية في التفتيش والمحاكمة وعدم اللجوء للاعتقالات على خلفية الاعتقاد والانتماء السياسي وتوفير الضمانات والحقوق الاساسية لكل موقوف مثل توكيل محام وعدم تعرضه للتعذيب والمعاملة القاسية. وقامت الاجهزة الامنية الفلسطينية في الايام الاخيرة بحملة اعتقالات طالت عددا من القياديين والاعضاء في حركة حماس بعد مقتل الشريف. غزة ـ ماهر إبراهيم

Email