طالبوا يلتسين بإلقاء نفسه تحت عجلات القطار، 15 مليونا يتظاهرون للمطالبة بدفع الرواتب المتأخرة وتشكيل حكومة ائتلافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت المعارضة الروسية امس تنفيذ احتجاحات واسعة النطاق في طول البلاد وعرضها قبل يومين من تصويت مجلس النواب (الدوما)على ترشيح الرئيس الروسي بوريس يلتسين لسيرجي كيريينكو رئيسا للوزراء وقد خرج الالاف من الاطباء والاطقم الفنية في تظاهرات احتجاجية في شوارع موسكو ضد تأخير دفع الرواتب وذلك عشية دعوة اتحاد العمال لحوالى مليون عامل الى الخروج اليوم الخميس في مسيرات ومظاهرات تأييد لصالح تثبيت كيريينكو الذي كان وزيرا للطاقة وحقق بعض النجاحات في تسديد الرواتب المتأخرة لعمال مناجم سيبيريا وذلك سعيا لانهاء الازمة الحكومية في روسيا. فيما توقع جينادي زيجانوف زعيم الشيوعيين خروج 15 مليون روسي في المظاهرات. وطالب المتظاهرون امس بمحاكمة عصابة يلتسين ودعوا الرئيس الروسي لالقاء نفسه تحت عجلات القطار. وقد قاد المظاهرات الاحتجاجية الشيوعيون وحلفاؤهم من اليساريين المتشددين مطالبين بتغيير السياسات الاقتصادية وتشكيل حكومة ائتلافية مما دعا وزارة العدل الى تحذير المتظاهرين من الخروج عن القانون مهددة باتخاذ عقوبات رادعة ضدهم. وقد تجمع عدة مئات معظمهم من اصحاب المعاشات امام مجلس النواب احتجاجا على تأخر دفع الرواتب وطالب بعضهم بسقوط الحكومة. وكان مئات من الناس شاركوا في احتجاجات مماثلة منذ عام. وبدأ عمال الطواقم الطبية امس اضرابات احتجاجا على تأخر دفع رواتبهم كما يعتقد عقد المزيد من التجمعات الاحتجاجية اليوم الخميس. وقالت امراة من بين المتظاهرين (نريد من يلتسين ان يفي بوعده ويلقي بنفسه تحت عجلات القطار) مشيرة الى عبارة شهيرة ليلتسين عندما قال بانه سيلقي بنفسه تحت عجلات قطار اذا تعرض الناس للمعاناة بسبب اصلاحاته. واصدرت وزارة العدل الروسية امس الاربعاء نداء لالتزام الهدوء والنظام مع بدء نزول المتظاهرين الى الشوارع عشية احتجاجات عمالية في انحاء البلاد. وتعتزم نقابات عمال وجماعات سياسية يسارية شن موجة من الاضرابات والمظاهرات احتجاجا على التأخر في دفع الرواتب مما ترك الكثيرين على حافة الجوع. وقال زعيم الحزب الشيوعي جينادي زيوجانوف في مؤتمر صحفي انه يتوقع اشتراك 15 مليون شخص في الاحتجاجات. وبدأ الاف الاطباء وغيرهم من اصحاب المهن الطبية الاحتجاجات مبكرا امس حيث نظموا مظاهرات, ومن المتوقع ان يلتقوا بمسؤولي الحكومة في وقت لاحق. وعلى الرغم من الوعود الحكومية المتكررة بدفع الرواتب المتأخرة لعدة اشهر الان فان السلطات المحلية والاقليمية كانت في اول مارس الماضي مدينة للاطباء والمدرسين وغيرهم من موظفي القطاع العام بنحو 6ر7 مليارات روبل (2ر1 مليار دولار) من الرواتب المتأخرة. وقال يلتسين ان الفشل في حل هذه المشكلة كان من الاسباب التي حملته على اقالة حكومة رئيس الوزراء فيكتور تشيرنومردين قبل اسبوعين. وحذرت وزارة العدل المتظاهرين من الخروج على القانون. وقالت الوزارة في بيان انه (اذا وقعت اعمال خارجة على القانون فسيتم التعامل معها بحزم طبقا للقانون وسيواجه المذنبون العواقب القانونية) . وقالت ان التوترات شديدة في الوقت الراهن وانه بالنظر الى زيادة (التصريحات المتشددة سياسيا من جانب شخصيات عامة) فانها تحذر من اللعب على اوتار الفرقة العنصرية والعرقية والاجتماعية ومن (الفاشية وغيرها من اشكال التطرف) . وبدا اصحاب المهن الطبية الذين نزلوا الى الشوارع امس ملتزمين الى حد بعيد بتوجيهات نقابات العمال بالتركيز في احتجاجاتهم على القضايا الاقتصادية لا الشعارات السياسية, ولو ان الاعلام الشيوعية الحمراء كانت بارزة في بعض المسيرات. وقالت امرأة متوسطة العمر تحمل لافتة في مسيرة امام مقر الحكومة في موسكو (كل ما نريده ان نحيا حياة عادية ونحصل على اجورنا في موعدها) . وكتب على احدى اللافتات في المظاهرة امام البيت الابيض في موسكو (مقر الحكومة) التي شارك فيها مئات الاشخاص (اطفال الاطباء ايضا يريدون ان يأكلوا) . وكتب على لافتة اخرى (اعيدوا الينا حق الحياة) . وبدت لمحة مما في ذهن اليساريين واضحة على لافتات رفعت امام مقر مجلس النواب (الدوما). وكتب على احدى اللافتات التي حملها نحو 100 شخص من نشطي حركة روسيا العاملة (تسقط الحكومة والدوما) في حين كتب على لافتة اخرى (الاشتراكية او الموت) .

Email