تقارير البيان: الترابي يثير مزيداً من علامات الاستفهام والمنشقون عنه يستعدون لاعلان حزب جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

اثار الدكتور حسن الترابي رئيس (البرلمان) والامين العام (للمؤتمر الوطني) التنظيم السياسي للدولة مزيدا من علامات الاستفهام عندما اكد ان المؤتمر تجديد لحزب (الجبهة الاسلامية) التي كان يتزعمها خلال العهد الديمقراطي الاخير . وقال الترابي الذي كان يتحدث في تلفزيون السودان, انه يدعو للحرية لا التعددية, وان (المؤتمر الوطني) حركة حضارية واسعة وجامعة من دخله فله ذلك ومن خرج منه فليخرج, وقال ان المؤتمر الوطني يهدف الى جمع كل الطاقات والتجارب السابقة لخلق اطار واسع وتابع انه شخصيا (يستقبح الحزبية القديمة ولا يريد وجهها) , معتبرا ان ماجاء في وثيقة الدستور (يلغي الدعوة التي تطلقها المعارضة لعقد مؤتمر دستوري وقال (لا يمكن الخروج عن الدين من اجل الوفاق) , ومع ذلك اكد الدكتور الترابي ان القانون الذي سيصدره البرلمان لاحقا بشأن الاحزاب (سيضع شرطا واحدا وهو عدم الخروج على النظام الدستوري او استخدام القوة في الصراع السياسي) مكررا مادرج على تأكيده من ان ابواب الوفاق مكفولة للمعارضين خارج البلاد (اذا تبرأوا من خيانة السودان) . هذا ويفسر المراقبون ما قاله الدكتور الترابي بأنه سيتم السماح بانشاء احزاب تحت مظلة المؤتمر الوطني, وبدأت القيادات الجنوبية بالفعل بجبهة الانقاذ الديمقراطية التي يترأسها الدكتور رياك مشار رئيس حكومة الجنوب في تشكيل حزب بذات الاسم وتم بالانتخاب اختيار بشير عبدالرحمن سولي نائبا لمشار في الرئاسة وجبريال بوال امينا عاما كما تم بالانتخاب اختيار امناء للسلام والاعلام والمالية. ومن ناحية اخرى قال السر عبدالرحمن ابراهيم عضو اللجنة التنفيذية لحركة اللجان التعددية بالسودان ان هناك حركة رصدتها اللجان لاختراقها, وذلك في اشارة الى ما اوردته الصحف بأن شباب حركة اللجان تسعى لاقصاء القيادة الحالية, واضاف السر لصحيفة (الوان) ان الحكومة سمحت للحركة بحرية العمل السياسي كأول تنظيم يسمح له بالعمل علنا, وعما جاء في الصحف بأن الشباب يعترضون على موالاة القيادة للحكومة. وقال ان هذه العلاقة ليست جديدة وبدأت من العام الاول لثورة الانقاذ وان هذا القرار تم اتخاذه بالتنسيق مع القيادة المركزية بزعامة العقيد القذافي. ومن هذا يتضح ان التفسير الصحيح لخط الحكومة والدكتور الترابي اتاحة الفرصة للكيانات السياسية الموالية والصديقة لمباشرة نشاطها ويؤكد هذا ماقاله محمد داوود الخليفة القيادي في حزب الامة والمختلف مع الصادق المهدي رئيس الحزب انه ليس هناك اي اتجاه في الوقت الراهن لاعادة تنظيم الحزب مالم يتجاوز الخلافات, وقال انه يستبعد مشاركة كيان الانصار وهي القاعدة الشعبية للحزب في تنظيم سياسي بعد صدور قانون الاحزاب, ويعني هذا ان السلطة تترك الباب مواربا للصادق المهدي اذا رغب في عودة حزبه للساحة بشروط وأبوية (المؤتمر الوطني) . وفي تصريح غريب الطابع ولكنه يكشف ايضا توجهات الجبهة الاسلامية المحظورة بشأن التنظيمات السياسية قال ابو الريش نائب رئيس اتحاد العمال ان المؤتمر الوطني سيصبح حزبا في المستقبل كما اكدت لهم القيادات السياسية, واضاف ان دورة الاتحاد القادمة سيتم انتخاب القيادة الجديدة لها حسب توجهاتهم الحزبية اكانوا حزب امة او اتحادي ديمقراطي او أي جهة اخرى, واضاف ابو الريش دون ان يعلن عن لونه السياسي انهم يقففون بشدة مع المؤتمر واننا لا نعيش في جزيرة منعزلة بعد ان اصبح الاتحاد سياسيا وسيدعم مواقف الحكومة وثوابتها. من جانبه قال الدكتور شرف الدين بانقا وزير الشؤون الهندسية ان عرض الدستور على المعارضة ليس له أهمية مادام ملبيا لتطلعات الشعب, واضاف ان الذين يتبارون بعدم عودة الحزبية ليس خوفا من ضياع كراسي الحكم وانما خوفا من الممارسات القديمة وضياع مصالح البلاد, واضاف ان الحرية المنضبطة من المطالب الاساسية لانصار الحكومة والمؤتمر الوطني قبل ان تكون مطلبا من الاخرين في تمكين المؤتمر من تجديد دمائه وخلق نوع من المنافسة الحقيقية بين اعضائه, وفي تطور بارز اكدت صحيفة (الوفاق) ان جماعة الاخوان المسلمين ستتقدم بحزب سياسي جديد الى الساحة يضم بالاضافة الي القيادة الحالية وهم اربعة صادق عبدالله عبدالماجد والحبر نور الدائم, والدكتور عصام احمد البشير والدكتور جعفر شيخ ادريس, الدكتور الطيب زين العابدين والدكتور محمد مكي والمحامي امين بناني والاستاذ ابراهيم الدسوقي, والاربعة الاخرين من قيادات الجبهة الاسلامية التي يتزعمها الدكتور الترابي, كما تجري اتصالات مع قيادات اسلامية في الخارج للانضمام للحزب الجديد منهم الدكتور احمد عثمان مكي في امريكا والدكتور التيجاني عبدالقادر في ماليزيا, واشارت الصحيفة الى تصريح للمحامي بناني بأنه اذا كان حزب المؤتمر لا يحتملهم فانهم ايضا لا يحتملونه, وقالت ان وصول الدكتور جعفر شيخ ادريس من امريكا, هذه الايام يهدف الى احياء نشاط الاخوان المسلمين وتوسيع قاعدتهم ودعم قيادتهم والمشاركة في التعددية, صرح بذاك الدكتور عصام احمد البشير ان الرأي لم يستقر بعد على اختيار اسم للحزب الجديد. الخرطوم ـ البيان

Email