البيان ترصد مواقف لبنانية من الطرح الإسرائيلي: تحذير من مخطط لانشاء (حالة عراقية) في لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجمعت القوى السياسية والروحية في لبنان على رفض القبول الاسرائيلي المشروط للقرار 425 الذي يربط انسحاب قوات الاحتلال من الجنوب اللبناني والبقاع الغربي بمفاوضات اسرائيلية لبنانية مباشرة وصولاً لترتيبات امنية تضمن أمن الشمال الاسرائيلي . وحذر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين من ان يكون وراء تفاعلات الطرح الاسرائيلي مع الادارة الامريكية انشاء حالة عراقية جديدة في لبنان. ويرى شمس الدين في قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي: (تعبيراً جديداً عن مشروع السابع عشر من مايو) , داعياً:(الى التشبث بالطرح البسيط اي القرار 425) . اما النواب: عمر كرامي, علي الخليل, عبداللطيف الزين, نسيب لحود, وصلاح الحركة, فقد اجمعوا على ان ذلك الطرح في مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر ليس اكثر من (قرار باعلان حرب بثوب سلام) . وحذروا في محاولات تفريغ القرار 425 من مضمونه, مؤكدين على انه: (ليست مادة للتفاوض.. ويهدف بالدرجة الأولى الى جر لبنان الى المفاوضات) . وحث النواب الخمسة على وجوب ان يستعد لبنان لأي غدر اسرائيلي يتمثل بانسحاب مفاجىء, مشددين على ضرورة تأمين الجهوزية الكاملة لسد اي فراغ قد يحدثه انسحاب اسرائيلي مفاجىء) . مخاوف من (حالة عراقية) يقول الشيخ شمس الدين محدداً تصوره للواقع الناشىء, ومؤشراً على احتمالات مستقبلية يجب التحوط لها: (انا لم أر فيه شيئاً جديداً, رأيت فيه تعبيراً لشروط قديمة وتعبيرا جديدا عن مشروع السابع عشر من ايار (مايو) نصيحتي المؤكدة وهي ما قلته وسأكرره الآن: اقول للبنانيين والسوريين ولسائر العرب ان الولايات المتحدة الامريكية تمر في مأزق سببه التعنت الاسرائيلي, واسرائيل تمر في مأزق نتيجة سياسات رئيس حكومتها وحكومتها وغلاة المتطرفين فيها هذا المأزق يريدون حله على حسابنا بتقديم هذه الخدعة والفخ. أقول لهم لا تخرجوا امريكا من مكامن مأزقها ولا تخرجوا اسرائيل من مأزقها, عليكم ان تثبتوا على الطرح البسيط وهو التنفيذ غير المشروط للقرار 425, ونحن لن نقف في وجه اي جندي اسرائيلي يريد ان ينسحب على هذا الأساس وما دامت اسرائيل تتشبث بشروطها الأمنية وغير الأمنية, فأنا على خلاف توقعات البعض لا ارى مؤشراً لانفراج قريب بانسحاب نظيف من الجنوب اللبناني, ستستمر اسرائيل في المساومة والمناورة وما اخشاه وهذا كلام سأقوله في خطبة الاضحى واقول للمرة الاولى الآن, اخشى ان تكون وراء تفاعلات الطرح الاسرائيلي مع الادارة الامريكية انشاء حالة عراقية جديدة في لبنان, وان يقال ان اسرائيل تريد ان تنفذ قرارات الامم المتحدة ولبنان لا يريد تنفيذ هذه القرارات ونتعرض لضغوط وأخرى من قبل الادارة الامريكية ونحن نعرف نفوذ هذه الادارة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن. اخشى أن ينشأ واقع دولي يجعل لبنان في قفص الاتهام, وان يطلب منه بالقوة الامتثال لشروط اسرائيل, وآمل من حكومتنا ومن اي جهة عربية في أن تتهيأ لحالة من هذا القبيل وسأقول ان الشعب اللبناني سيخوض بكل قواه مقاومة شرسة وقوية امام اي تحدي لارادتنا السياسية من هذا الغريب) . يد واحدة يقول النائب عمر كرامي: نحن كلنا في لبنان يد واحدة, وكلمة واحدة في شأن القرار 425 وقد شرحنا هذا الامر مرارا, انما تحاول اسرائيل ان تفرغ هذا القرار من مضمونه وتسعى الى ان تجر لبنان الى مفاوضات لا يعرف هدفها الا الله, خصوصا ان الدول العربية التي انفردت بمفاوضات مع اسرائيل قد وصلت الى الهاوية لان اسرائيل لا تلتزم الا بمصالحها الخاصة ولا اعتقد ان احدا في لبنان او في البلاد العربية او في العالم الا ويدرك كل المؤامرة الاسرائيلية وابعادها الخبيثة لذلك نحن مع الموقف اللبناني الرسمي وندعمه الى اقصى الحدود. يبقى المطلوب منا باستمرار ان نتوقع كل شيء من اسرائيل اذ ان لديها خطة كاملة ومتكاملة ضدنا وهي لا تتوانى عن الاقدام على اي شيء. رفض للمناورة ويؤكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الدكتور علي الخليل ان لبنان يرفض جملة وتفصيلا المناورة الاسرائيلية الجديدة في شأن القرار 425 ويضيف اننا ندعو الى احباط هذه المناورة المشبوهة التي تربط تنفيذ القرار 425 بشروط تفرض ترتيبات امنية وتهدف الى تفتيت المقاومة واعطاء ضمانات للميليشيات العميلة وغيرها وهي شروط تهدف الى تعطيل ذلك القرار والغائه. ويضيف: اننا نصرعلى تنفيذ مضمونه الواضح بحرفيته والذي لا يحتمل التأويل والتفسير من دون قيد او شروط, كما نرفض الدخول في مفاوضات لتطبيق احكام القرار 425 ونؤكد ان الناظم القانوني الوحيد القائم والساري المفعول بعد الانسحاب الاسرائيلي هو اتفاقية الهدنة للعام 1949 ونتمسك بتلازم المسارين اللبناني والسوري خدمة للمصلحة الوطنية والعربية ولمواجهة التحديات والمتغيرات الاقليمية والدولية التي تضغط على لبنان وسوريا لفرض السلام الاستسلامي والتي تجسدت مؤخرا في هذه المناورة الاسرائيلية المفخخة التي مازالت فصولها مستمرة. الاستعداد مطلوب وطالب رئيس اللجنة النيابية للاعلام النائب عبد اللطيف الزين الحكومة بالقيام بتحرك دولي فوري ومكثف لتفنيد الحقائق حول الفخ الاسرائيلي ويقول: لقد فسر الاسرائيليون الماء بعد الجهد بالماء, وكأننا بهم يتعاملون مع اناس قاصرين بالرؤية والتدبير مع العلم انهم هم هكذا, لا بل يعملون في غباء, وفي مهاترات لايمكن لعامل ان يتعامل بها ولا ان يصدقها فبدلا من ان يعترفوا بالقرار 425 مدخلا الى السلم فانهم يتخذون منه مطية للحرب وللاعتداء وللاجرام نحن نملك في يدنا حكما مبرما لا يقبل الاخذ والرد معترف به دوليا واقليميا ولا يمكن لاحد ان يتعامل مع العالم باسره كذبا ونفاقا وتدجيلا ويسوقوا قرارهم المزعوم بتنفيذ القرار 425 فنحن في المقابل بصدق وبروية وبتحد نقول لهم ان من حفر حفرة للآخرين وقع فيها, فلن يستطيعوا ان يغشوا العالم باسره ولن يستطيعوا ان يسوقوا مالديهم بانهم يريدون ان ينسجوا من ارض لبنان المحتلة وان لبنان يرفض ذلك. ويضيف: نحن علينا وعلى الدولة تحديدا على رغم التصريحات الواضحة التي قالها الرؤساء الثلاثة الياس الهراوي نبيه بري ورفيق الحريري, وبلسان جميع اللبنانيين رافضين هذه الهرطقة الاسرائيلية ان تسارع الى عقد جلسات رسمية استثنائية على اعلى المستويات والقيام بتحركات دبلوماسية مكثفة عالميا لاسقاط المناورات الاسرائيلية ثم انه علينا من جهة ثانية ان نقوم بالجهورية الكاملة استعدادا لاي غدر يصدر عن الاسرائيليين بانسحاب مفاجىء وذلك يجعل المؤسسة العسكرية اللبنانية مستعدة ومستنفرة لملء اي فراع يحدث بتعزيز القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب باعداد اخرى كبيرة وكافية لملء اي فراغ يقوم به الاسرائىليون والقصد منه ايقاع اللبنانيين بعضهم ببعض, كما حصل في منطقة الجبل عام 1983 مع التأكيد على ان وحدة اللبنانيين في هذه المرحلة هي على مايرام وهي القوة والسلاح الذي يمكننا من مواجهة المناورات الكاذبة التي تحاول اسرائيل ايقاعنا بها, هذه القوة التي عنوانها وحده المسارين اللبناني والسوري من جهة ودعم المقاومة واستمرار عملياتها من جهة ثانية. الهدف تفتيت السلام ويرى النائب نسيب لحود: ان الاقتراح الاسرائيلي لاجراء مفاوضات مع لبنان من اجل القرار 425 ليس مخالفا للقرار فحسب, بل يؤكد على توجه نتانياهو وحكومة (الليكود) الى تفتيت عملية التسوية, واغراق الاطراف العربية في بحر التفاصيل الخلافية) . ويوضح تحليله لذلك, بقوله (تواصل الحكومة الاسرائيلية تحركها الرامي الى وقف النزيف الذي تتعرض له على يد المقاومة في جنوب لبنان, والى تفلت من عملية السلام وفق أسس مدريد والتي اقرها المجتمع الدولي, وارتضتها الاطراف العربية حد ادنى لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة. فالاقتراح الذي تقدمت به اسرائيل لاجراء مفاوضات مع لبنان من اجل تنفيذ القرار 425 ليس مخالفا للقرار نفسه, بل يهدف الى ضرب عملية السلام في المنطقة وتفتيتها, وتجزئة المفاوضات واستطراد الاطراف العرب واغراقهم في بحر من الخلافات لانهاكهم وبالتالي افتراض انهم سوف يسلمون بالشروط الاسرائيلية, التي هي بعيدة كل البعد عن تأمين الحد الادنى في الحقوق العربية. لكن القرار 425 ليس مادة للتفاوض, بل ان مجرد التفاوض عليه يجرده من معناه, ويدخل لبنان في متاهة قد تؤدي فعليا الى اطالة أمد الاحتلال, او الى ابدال الاحتلال العسكري المباشر بترتيبات وتدابير أمنية تعادل احتلالا غير مباشر للاراضي اللبنانية. كل ذلك في ظل التملص من موجبات التسوية الشاملة والعادلة التي هي الضمان الوحيد للاستقرار في المنطقة ولديمومة سيادة لبنان على اي أرض تنسحب منها اسرائيل. ويختم لحود قائلا: (اذا ارادت اسرائيل الانسحاب من الجنوب فلتفعل, اما لبنان فهو غير معني بتقديم اي مكافأة لها لاحتلالها جزءا عزيزا من ارضه مدة عشرين عاما. والحل هو في مواصلة الضغط بكل الوسائل على اسرائيل من اجل تطبيق الـ 425 من دون قيد او شرط وبالعودة الى المفاوضات وفق مبدأ (الارض مقابل السلام) , ومن النقطة التي انتهت اليها, وعدم السماح للحكومة الاسرائيلية بتهديد التقدم الذي تم التوصل اليه سابقا قبل انتخاب نتانياهو. حرب بثوب سلام من جهته يعلن النائب صلاح الحركة: (ان اسرائيل تحاول حل ارباكها في الجنوب بفعل المقاومة بارباك لبنان على الصعيد الداخلي والخارجي وانه على جميع الفرقاء التعطي بمسؤولية لزيادة قدرتنا على اقناع الامم المتحدة والعالم بصوابية موقفنا وعدالة قضيتنا وتفادي الوقوع في اي اشكال. وقال: (ان القرار 425 صدر بناء على مشروع امريكي, ووافق لبنان عليه, وكذلك فعلت اسرائيل, الا ان هذه الاخيرة عمدت الى تنفيذه في شكل مجتزا وخبيث, فلم تنسحب الا من جزء صغير من الاراضي اللبنانية سلمته الى قوى الأمر الواقع التي اوجدتها في الجنوب ضد ارادة الدولة اللبنانية, فتحول هذا الموضوع الى مشكلة عمرها الآن عشرون سنة. لقد دعت الأمم المتحدة في حينه لبنان واسرائيل الى الاجتماع في وجود مراقبي الهدنة الدوليين, وطلبت الى الجيش اللبناني ارسال كتيبة الى المنطقة المحتلة لانتشارها انفاذا للقرار, الا ان الجانب الاسرائيلي الذي وافق في اول الامر, عاد وسحب موافقته على الاجتماع, في الوقت الذي وصلت فيه قوات الجيش اللبناني الى منطقة كوكبا, فعمد الجيش الاسرائيلي على قصف قوى الجيش اللبناني المتجهة الى المنطقة واوقع فيها اصابات عدة, وقد استبسلت قوات جيشنا, وصمدت وتمركزت على رغم ذلك في بلدة كوكبا قرابة السنة آملة في ان تقنع الأمم المتحدة وامريكا اسرائيل بالانسحاب, ولما لم يعد من امل في ذلك عادت القوة العسكرية الى الداخل. ويضيف الحركة قائلا: (نريد أن نسأل من الذي منع اسرائيل من الانسحاب من جنوب لبنان والبقاع الغربي طيلة السنوات العشرين الماضية اذا كانت فعلا تنوي ذلك؟ ثم من منع الأمم المتحدة وامريكا من اقناع اسرائيل بتنفيذ القرار 425 طيلة هذا الوقت؟ ان لبنان غير قادر بالطبع على هذا المنع, لذا فانه يستقوي بالامم المتحدة ويطلب تنفيذ قراراتها, وهي اصلا المؤتمنة على السلام في العالم وحماية الدول الصغيرة, ولبنان كان دائما مع السلام العادل والشامل في المنطقة, وبالتحديد مع تلازم المسارات من اجل بلوغ هذا الهدف. ويتابع: (ان القبول المشروط للقرار ,425 هو رفض فعلا ــ رفض ــ لهذا القرار, ونأمل في أن يكون هذا الرفض محطة على طريق القبول الحقيقي بالانسحاب الفوري وغير المشروط من اراضينا المحتلة عملا بالقول المأثور: (خير ان تأتي متأخرا من ألا تأتي ابدا) والا فان التكاذب والخداع لن يقودنا الى السلام, بل على العكس من ذلك فأنهما سوف يزيدان التوتر, ويقوضان عملية السلام التي باتت تحتضر بفعل السياسة الاسرائيلية التي رافقت العهد الجديد في اسرائيل والتي احدثت شبه توقف على كل المسارات. واننا اصبحنا نخشى من ان يكون تبني مشروع اسحاق موردخاي محطة اولى مكتوب لها الفشل تمهيدا لتمرير مشروع ارييل شارون المتطرف والطامح الى ضرب الجنوب وكل لبنان) . ويختم الحركة قائلا: (للاسف, لقد استخدمت اسرائيل لبنان باستمرار كساحة صراع للانقضاض على الدول العربية, منعا لعملية السلام, وما نخشاه هو ان يكون قرار اسرائيل الاخير قرار حرب في ثياب سلام) . بيروت ـ وليد زهر الدين

Email