( تضارب الأنباء عن موعد زيارة روس: السلطة الفلسطينية ترفض الانسحاب بــ(نسب مئوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد دنيس روس المنسق الامريكي لعملية السلام اجتماعا دام اربع ساعات مع بنيامين نتانياهو امس في ا ليوم الثاني لجولته الحالية بحثا خلاله المبادرة الامريكية لانسحاب اسرائيلي محدود من الضفة الغربية, والذي استبقه نتانياهو باعلان معارضته له والقى بظلال فشل على نتائج جولة روس قبل ان تبدأ . واعلنت الادارة الامريكية ان الرئيس بيل كلينتون الذي يزور افريقيا حاليا اجرى اتصالا هاتفيا مع نتانياهو مؤخرا وحثه على قبول المبادرة الامريكية لاعادة الانتشار الاسرائيل في الضفة الغربية. وعقد دنيس روس اجتماعا الليلة قبل الماضية مع الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان. وذكر راديو اسرائيل ان وايزمان اطلع نتانياهو على مضمون محادثاته مع روس الذي بدأ الليلة الماضية زيارة لاسرائيلي في مستهل جولة جديدة بالمنطقة. من جهة اخرى اكدت السلطة الفلسطينية انها لن تتعامل اطلاقا لا علنا ولا حتى دبلوماسيا مع مبادرات الانسحاب المحدود بنسب خاصة من الضفة الغربية وأكدت انها لن تقبل الا بتنفيذ الاتفاقات الموقعة والتزام اسرائيل بتنفيذ المرحلة الثالثة والنهائية لاعادة الانتشار. ويتوجه روس الى القاهرة اليوم لاطلاع الرئيس المصري على نتائج محادثاته مطالبا عدم تدخله لدعم عرفات. والتقى دنيس روس امس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ليستمع الى معارضته للمشروع الامركي في شأن الانسحاب العسكري الاسرائيلي من الضفة الغربية. واجتمع روس مع نتانياهو في مقر رئاسة مجلس الوزراء في القدس, وكان المبعوث الامريكي وصل الليلة قبل الماضية الى اسرائيل في مهمة تستغرق اربعة ايام هي الاولى له منذ ثلاثة اشهر, ويتوقع ان يتوجه مساء الى رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ولم يدل روس ولا نتانياهو بتصريحات للصحفيين قبل بدء محادثاتهما, ومن المتوقع ان يطلع روس نتانياهو وعرفات في وقت لاحق على المقترحات الامريكية للخروج من المأزق الذي يواجه عملية صنع السلام. وقالت تقارير ان هذه المقترحات تدعو الى انسحاب اسرائيلي من 13.1% من الضفة الغربية مقابل اتخاذ الفلسطينيين خطوات لمكافحة اعمال العنف التي يقوم بها المتشددون الاسلاميون. ووصف مجلس الوزراء الاسرائيلي يوم الاحد تلك النسبة المئوية المذكورة بانها غير مقبولة. وصرح نتانياهو امس الاول بأنه لن يقبل املاء اوامر او يسمح لواشنطن بتحديد الاحتياجات الامنية لاسرائيل. وقال: لا انوي منعهم من اثارة افكار على ان يثيروا الافكار السلمية. ورحب دافيد بار ايلان رئيس قسم الاعلام في ديوان رئيس الوزراء بتصريحات الناطق بلسان الخارجية الامريكية ومفادها انه كلما كانت نوعية المناطق التي ستسلم للسلطة الفلسطينية في اطار المرحلة القادمة من اعادة الانتشار افضل فسيكون بالامكان الاكتفاء بحجم اقل من المناطق التي ستحال الى السلطة الفلسطينية. كما أعرب بار ايلان عن سروره للتفاهم الذى تبديه الولايات المتحدة تجاه الموقف الاسرائيلى فى هذا الشأن مضيفا ان اسرائيل ترفض المبادرة الامريكية فى صيغتها الحالية, مشيرا الى أن مبادرات خارجية من شأنها أن تؤد ى الى تجميد المفاوضات وليس الى تعجيلها. وقال شاى بازاك المستشار الاعلامى لرئيس الوزراء الاسرائيى انه ليس هناك أى اتفاق مع الادارة الامريكية بشأن مساحة الاراضى التى ستسلم للسلطة الفلسطينية فى اطار المرحلة القادمة من اعادة الانتشار. على صعيد أخر يتظاهر عدد من رؤساء مجلس التجمعات السكنية اليهودية فى الاراضى المحتلة فى هذه الساعة امام مكتب رئيس الوزراء فى القدس حيث يجتمع نتانياهو مع دنيس روس. وقد رفع المتظاهرون لافتات يدعون فيها الادارة الامريكية الى التأكد من تنفيذ الجانب الفلسطينى لما تعهد به فى اتفاق الخليل حسبما ذكر راديو اسرائيل. ويعارض نتانياهو بشدة مشروعا لتحريك عملية السلام اعدته الولايات المتحدة وينص على انسحاب القوات الاسرائيلية من 13.1% من الضفة الغربية تضاف الى الــ 17% التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية برئاسة عرفات كاملة او جزئيا. وكادت تحصل مواجهة مع الحليف الرئيسي لاسرائيل بعد ان اعتبر نتانياهو ان الخطة الامريكية تهدد امن اسرائيل في حال نشرت. ويقترح نتانياهو الانسحاب من 9 % من الضفة الغربية ويرفق اقتراحه هذا بشروط على الفلسطينيين. ويصر على ان يكون هذا الانسحاب الاخير خلال فترة الحكم الذاتي الانتقالية التي تنتهي العام المقبل في حين تنص الاتفاقات على تنفيذ ثلاثة انسحابات قبل منتصف العام الجاري. وتظاهر نحو خمسين شخصا من حركة (السلام الآن) المعارضة للاستيطان امام مكتب نتانياهو للمطالبة بالموافقة على المشروع الامريكي, ورفعوا يافطة كتب عليها (السلام اهم من 13,1%) وفي الجهة المقابلة أعرب 15 متظاهرا من اليمين المتطرف عن معارضتهم لأية عملية اعادة انتشار عسكرية في الضفة الغربية رافعين يافطات تطالب بوقف عملية السلام مع الفلسطينيين. وذكر راديو اسرائيل ان دنيس روس فشل فى اقناع بنيامين نتانياهو بقبول المبادرة الامريكية لاعادة الانتشار فى الضفة الغربية وذلك خلال الاجتماع الذى عقد بينهما. وكان قد انضم الى الاجتماع الذى اقتصر على نتانياهو وروس فى البداية كل من ادوارد ووكر السفير الامريكى فى تل ابيب ودانى نافيه سكرتير الحكومة الاسرائيلية وطرح روس خلاله الانسحاب بنسبة 13% فيما حاول نتانياهو اقناع روس بقبول الموقف الاسرائيلى الذى يعرض نسبة اقل مقابل ان تسلم اسرائيل للفلسطينيين اراضي ذات نوعية افضل تسهل تواصلا اقليما بين رام الله وبيت لحم وبين نابلس وطولكرم. واضاف الراديو ان نتانياهو طلب من روس اقناع الرئيس الامريكى بيل كلينتون بعدم نشر المبادرة الامريكية الى ان يتم تعديلها. من جهة اخرى اعرب دافيد بارايلان الناطق الاعلامى باسم نتانياهو عن ارتياحه لتصريح جيمس روبين الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية الذى اعلن فيه امكن ان تخفض النسبة عن 13% فى حال تسليم اراض ذات نوعية افضل للفلسطينيين. وقال انه مرتاح لتفهم الجانب الامريكى للتصور الاسرائيلى والذى لاقى استياء فلسطينيا. واوضح راديو اسرائيل ان روس سيتوجه اليوم السبت الى القاهرة لاطلاع الرئيس المصرى محمد حسني مبارك على نتائج لقاءاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلى وليطلب من مبارك عدم تقديم دعم للرئيس الفلسطيني حتى لا يرفض الحلول المعروضة. وذكر ان روس سيعود مساء اليوم من القاهرة الى اسرائيل لعقد لقاء اخر مع نتانياهو. وجاء في تقرير نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية امس أن نتانياهو يفضل دمج نابلس وجنين في شمال الضفة الغربية ورام الله وبيت لحم في الجنوب, إلا أن معاريف قالت إن نتانياهو غير مستعد لان يفصح لروس عن الحجم الدقيق للانسحاب. وكان نتانياهو قد أكد مرارا أن إسرائيل وحدها هي التي تقرر حاجاتها الامنية. وقالت تقارير غير مؤكدة إن روس سوف يقترح على إسرائيل الانسحاب من 14% من أراضي الضفة الغربية ووضعها تحت السيطرة الفلسطينية التامة بالاضافة إلى الانسحاب من 13 في المائة من تلك الاراضي على أن تكون تحت السيطرة الاسرائيلية الفلسطينية المشتركة. وقالت التقارير ان روس سوف يقترح أيضا الانتهاء من محادثات الوضع النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عام وكذلك بحث المرحلة الثالثة والاخيرة من الانسحاب الاسرائيلي من خلال لجنة ثلاثية. وأضافت التقارير أنه في حال قبول إسرائيل بالمقترحات الامريكية فان الرئيس الامريكي بيل كلينتون سوف يعقد قمة يحضرها ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني وبنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي. وفي واشنطن بدت وزارة الخارجية الامريكية متشائمة بشأن حدوث أي تقدم في عملية السلام المتوقفة نتيجة لمحادثات روس. وقال جيمس روبن المتحدث باسم الخارجية الامريكية إن (عملية السلام في مأزق صعب والوقت أوشك على النفاد بالنسبة لهؤلاء الذي يعنيهم السلام) , وقال إن روس يحمل بعض الافكار (والتحسينات) على أفكار كان قد رفضها الاسرائيليون والفلسطينيون من قبل ولكنه أردف قائلا: أستطيع أن أؤكد لكم أنها تحسينات بسيطة وأضاف نحن لم نقترب من تضييق هوة الخلافات. وعن الانسحاب الاسرائيلي المحتمل من جنوب لبنان قال روبين إن الولايات المتحدة صوتت لقرار مجلس الامن رقم 425 الذي يدعو إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط من الاراضي اللبنانية ولا تزال تدعمه. وصرح مسؤول في الخارجية الامريكية للصحفيين في وقت لاحق (في العالم الواقعي هناك مشاكل) وقال ان لدى الاسرائيليين شكوكا حول قدرة الجيش اللبناني على كبح جماح حزب الله ومنعه من القيام بهجمات ضد إسرائيل عبرالحدود المعترف بها دوليا. وأضاف أنه في حالة وقوع مثل تلك الهجمات فان القوات الاسرائيلية سوف تعود إلى الاراضي اللبنانية أو تفعل شيئا آخر مما سيعرض إسرائيل إلى الانتقادات الدولية. وفى حديث لراديو اسرائيل قال الدكتور أحمد الطيبى المستشار الخاص للرئيس ياسر عرفات ان السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتعامل اطلاقا لا علنا ولا حتى دبلوماسيا مع النسب الخاصة باعادة الانتشار ضمن المرحلة الثانية. مضيفا بأن هناك مبادىء واتفاقا موقعا بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى وانه من المفروض أن تستند اليه المبادرة الامريكية اذا أراد لها أصحابها أن يكتب لها النجاح. وأكد الدكتورالطيبى ان موضوع النسب ليس المبدأ الوحيد المطلوب فى المبادرة الامريكية موضحا أن هناك ما يتعلق بالمرحلة الثالثة من اعادة الانتشار التى يطالب الجانب الاسرائيلى عمليا بالغائها. كما أن هناك التزامات المرحلة الانتقالية المتبقية والتى يتهرب من تنفيذها الجانب الاسرائيلى وهناك الاهم وهو الاجراءات احادية الجانب وبالتحديد النشاط الاستيطانى. وأعرب المسؤول الفلسطينى عن استغرابه لقيام الناطق بلسان الخارجية الامريكية بالتفاوض العلنى والقول بأن واشنطن مستعدة لتخفيض نسبة اعادة الانتشار مقابل اقتراح نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى معتبرا ذلك بأنه مؤشر غير ايجابى. وفيما يتعلق بتأجيل الاجتماع بين الرئيس ياسر عرفات وروس الذى كان مقررا الليلة قبل الماضية قال الدكتور الطيبى ان هذا التأخير يرجع لاسباب فنية فقط وان الرئيس عرفات سيستقبل دنيس روس بعد اجتماع مجلس الوزراء الفلسطينى. وردا على سؤال قال الدكتورالطيبى ان الجولات الاخيرة والمتكررة لروس فى المنطقة كانت فاشلة ولم تنجح ولكن بالرغم من ذلك نريد أن نعطي روس فرصة لكى يدفع عملية السلام الى الامام واتمنى أن يكون فحوى زيارته هذه المرة تختلف عن فحوى الزيارات الماضية. وعن اللقاء الذى سيعقد بين الرئيس ياسر عرفات وافيجدور كهلانى وزير الامن الداخلى الاسرائيلى غدا قال الدكتورالطيبى ان الرئيس عرفات سيستمع الى مالدى كهلانى واصفا اللقاء بأنه عادى. وفيما يتعلق بقضية المعتقلين الاداريين قال مستشار الرئيس عرفات ان تلك القضية واحدة من الامور الاكثر أهمية وحرجا وحساسية ويجب معالجتها مضيفا بأن هناك مائتين وأربع وعشرين معتقلا فلسطينيا بدون محاكمة فى السجون الاسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية تولي هذه القضية اهتماما كبيرا. وفى هذا الاطار طرح محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هذا الموضوع فى أحد لقاءاته الاخيرة مع الجانب الاسرائيلى. وقال الطيبى ان الادعاء الاسرائيلى بأن المعتقلين من الجبهة الشعبية لا يمكن القبول به. كما أعرب عن أمله بأن يتم اتخاذ قرار واضح بشأن تلك القضية.

Email