جمعت بينهما (الفضائح): جولة كلينتون الافريقية تذكر بزيارة نيكسون لمصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد معارضو الرئيس الامريكي بيل كلينتون انتقاداتهم لكلينتون الهارب من حصار الفضائح الجنسية في الداخل الى جولة افريقية لمدة اثنى عشر يوما بدأها اول امس الاثنين وتشمل ست دول افريقية, ويعقبها جولات تغطي الشهور الاربعة المقبلة وتشمل أربع قارات . واعتبر قادة الحزب الجمهوري جولة كلينتون الافريقية مجرد محاولة للهرب من حصار الازمات الداخلية, وربطوا ما بين جولته والرحلة التي قام بها الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون الى مصر عام 1977 هربا من نيران فضيحة ووتر جيت التي طاحت به من منصب الرئاسة واجبرته على الاستقالة وعلى الرغم من ان مساعدي الرئيس كلينتون يشددون على ان جدول رحلات الرئيس كان اعد منذ مدة وقبل كشف النقاب عن الفضائح الاخيرة فان تعديلات ادخلت عليه في الاونة الاخيرة لتزيد من الفترة التي يقضيها الرئيس الامريكي خارج البلاد ويصر معاونو كلينتون على ان الاهمية التي يوليها الرئيس الامريكي للقضايا الدولية هي التي حملته على القيام بالجولات, وليست اي اعتبارات داخلية اخرى. ولايخفي مسؤولو البيت الابيض ارتياحهم لصور الرئيس الامريكي التي ستنقلها وسائل الاعلام خلال هذه الجولات, والتي ستظهر كلينتون على انه قيادي عالمي منهمك في القضايا المهمة والمعقدة المتعلقة بالامن والاقتصاد العالميين, ويشير هؤلاء بالتحديد الى سرورهم لظهور الرئيس الامريكي في مؤتمر صحفي مشترك يعقده مع رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في البيت الابيض قوله ان (صور الرئيس كزعيم عالمي هي دائما موضع ترحاب) لكنه اضاف ان هذا ليس السبب الوحيد وراء قيام كلينتون بجولاته العالمية هذه وان الزيارات هي شيء كان الرئيس كلينتون يرغب باستمرار في القيام به, وان الرئيس يشعر بأن افريقيا منطقة مهمة من العالم لا تحظى بالاهتمام الكافي) . ويذكر ان جولات الرئيس الامريكي الخارجية لم تعد تحظى بالاهتمام ذاته الذي كانت تحظى به خلال فترة الحرب الباردة فقضايا المكانة القيادية للولايات المتحدة والامن لم تعد من وجهة نظر البعض تعتمد الى حد كبير على مايجري في دول صغيرة بما فيها بعض الدول الافريقية التي سيزورها كلينتون. لكن يبدو ان البيت الابيض حريص على تسليط اكبر قدر من الاضواء على نشاطات الرئيس الخارجية وبالتالي سعى الى (تحميل) الرئيس الامريكي بالـ (هدايا) التي تلفت انتباه وسائل الاعلام كبرامج المساعدات التي سيعلن كلينتون عنها في بعض تلك الدول التي سيزورها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مارلين فيتزووتر, المتحدث باسم البيت الابيض, ابان عهدي رونالد ريجان وجورج بوش, قوله ان (الرحلات الخارجية لها اثر كبير على الرئيس حين يكون في حالة حصار داخلي وان (كل الرؤساء يحبون زيارة الدول لانها تجعلهم يشعرون بأنهم رؤساء مرة اخرى) . هذا ويعتزم الرئيس الامريكي زيارة امريكا اللاتينية الشهر المقبل لحضور قمة الامريكيتين في مدينة سانتياجو عاصمة تشيلي, وفي شهر مايو المقبل, يعتزم كلينتون التوجه الى بيرمينغهام في بريطانيا لحضور القمة الاقتصادية العالمية, ومع ان البيت الابيض اضاف عددا من محطات على تلك الزيارة بما فيها زيارة لبرلين وزيارة محتملة لايرلندا الشمالية واخرى لموسكو, فان الرئيس كلينتون سيكون لديه الوقت الكافي للعودة الى الولايات المتحدة والاستعداد لقضية بولا جونز التي من المقرر ان تبدأ جلساتها في السابع والعشرين من شهر مايو المقبل في مدينة ليتل روك بولاية اركنسا, ومع ان كلينتون ليس مضطرا الى الادلاء بشهادته في المحكمة شخصيا, فان محاميه لن يستبعد امكانية قيامه بذلك دفاعا عن نفسه. ويعتزم الرئيس الامريكي بعد ذلك زيارة الصين في يونيو, كما سيزور في وقت لاحق من هذا العام كلا من الهند وباكستان وبنجلاديش وماليزيا. يذكر ان نحو 800 من الصحفيين ومراسلي شبكات التلفزيون والاذاعات ووكالات الانباء يرافقون الرئيس الامريكي في زيارته الافريقية, ويجمع المراقبون في واشنطن على ان عددا كبيرا من هؤلاء سيبقون اعينهم وآذانهم مفتوحة على تطورات التحقيقات في واشنطن ولا بد وان يطرح بعضهم الاسئلة المتعقلة بذلك على الرئيس كلينتون خلال تلك الزيارة, ولذلك يشدد مساعدو الرئيس الامريكي على ان وسائل الاعلام تلاحق الرئيس الامريكي اينما كان وبالتالي فالزيارات الخارجية لم تعد وسيلة للهروب من اي ازمات داخلية, ومع ذلك فان معاوني الرئيس لم يرغبوا في المجازفة بامكانية اثارة مثل هذه القضايا, وقاموا بالتالي بترتيب المؤتمر الصحفي المشترك مع نيلسون مانديلا في الساعة الرابعة والثلث صباحا بتوقيت واشنطن, كي يضمنوا اقل قدر ممكن من المشاهدين . واشنطن ـ مهند عطا الله

Email