اسرائيل تهدد بابعاد الاتحاد الاوروبي عن عملية السلام: كوك يدشن جولته (متشائما) من حدوث انفراج مصير زيارة جبل ابوغنيم غامض وموجة عداء للوزير البريطاني بتل ابيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دشن (روبن كوك)وزير الخارجية البريطاني مهمته الشرق اوسطية لاحياء عملية السلام (متشائما) من احتمالات نجاح المهمة وسط تهديدات اسرائيل بمنع الاتحاد الاوروبي من القيام بأي دور في عملية السلام اذا اكد كوك على زيارة جبل ابوغنيم الذي اسست فيه اسرائيل مستوطنة (حارحوما) بالقدس المحتلة وهو لم يعد في حكم المؤكد بين الرفض الاسرائيلي والاصرار البريطاني (الاوروبي) . ورافق سوء الطالع جولة كوك من البداية اذ اضطر لتأجيل زيارته إلى القاهرة في قبرص بسبب العواصف الترابية التي هبت على مصر مساء امس الاول وقللت حدة الرؤية بشدة مما ادى إلى تحويل عدد من الرحلات الجوية المتجهة إلى مطار القاهرة وايقاف الملاحة في قناة السويس. غير ان كوك الذي تمكن من الوصول إلى القاهرة بعد تأخير دام 12 ساعة تمكن من لقاء الرئيس المصري الحسني مبارك فور وصوله. قبل وصوله المفترض اليوم إلى اسرائيل هددت تل ابيب بمنع الاتحاد الاوروبي الذي تتولى بريطانيا رئاسته حاليا من القيام بأي دور في عملية السلام بالشرق الاوسط وذلك ردا على تصريحات كوك على الطائرة التي اقلته إلى مصر والتي قال فيها انه سيمضي قدما في زيارته المقررة إلى جبل ابوغنيم يوم الثلاثاء على الرغم من الاحتجاجات الاسرائيلية باعتبار ان ذلك يمثل دلالة على معارضة اوروبية لتوسيع المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع (اذا حوصرنا في احد الاركان بقرار من جانب واحد لبريطانيا بوصفها رئيسة الاتحاد بالمضي قدما بزيارة (مستوطنة) هارحوما فبالتاكيد حينئذ لن تحدث كل الاشياء الطيبة التي نتطلع الى القيام بها مع اوروبا) . وقال المسؤول ان اسرائيل طلبت مجددا من كوك الليلة قبل الماضية الغاء زيارته جبل ابو غنيم في القدس الشرقية العربية التي تطلق عليها اسرائيل اسم هارحوما. وقال المسؤول (طلبنا من السيد كوك الامتناع عن الزيارة برمتها سواء برفقة فيصل الحسيني ام لا, نرى ان ذلك يجب الا يدخل في نطاق الزيارة) . وقد سعت بريطانيا من جانبها إلى الخضوع للمشيئة الاسرائيلية جزئيا وعقب (احتجاج) اسرائيلي قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان كوك لن يلتقي مع الحسيني في جبل ابو غنيم وسيجتمع به في مكان اخر في القدس الشرقية العربية. لكن المسوءول الاسرائيلي قال ان اسرائيل تعارض زيارة كوك للمستوطنة على اي حال. واضاف (اليد الواحدة لا تصفق0 الاوروبيون يأتون الى هنا لرغبتهم في القيام بدور0 وبدون اسرائيل لن يمكنهم القيام بدور) . وتابع ان اسرائيل تعتبر القدس بشطريها جزءا من اراضيها وان خطة كوك تستبق نتائج محادثات الوضع النهائي. ومضى قائلا ان زيارة كوك للمستوطنة (تبدو وكأنها جولة تفتيش, نحن لا نذهب لتفتيش اي من اصدقائنا) . ومضى المسؤول الاسرائيلي قائلا انه في حالة مضي كوك قدما بزيارة المستوطنة (فسيؤكد ذلك ان الاتحاد الاوروبي يعطي نفسه دور المفتش, يفتش على ما تقوم به اسرائيل في منطقة من وجهة نظرنا تخضع للسيادة الاسرائيلية. في السياق نفسه وفي محاولة لتخريب مهمة كوك قالت الشرطة الاسرائيلية في وقت سابق ان مجهولين كتبوا شعارات تتهم كوك بمعاداة السامية على اسوار القنصلية البريطانية في القدس. وكتب على جدران فرع القنصلية البريطانية في القدس الغربية شعار يتهم كوك بمعاداة السامية واخر يطالبه بالعودة الى بلاده وثالث يقول (حار حوما يهودية الى الابد) . واعربت القنصلية البريطانية في بيان عن (اسفها للطريقة التي عبر بها البعض عن ارائهم خاصة ان الهدف من زيارة كوك هو دفع عملية السلام قدما) . وانتقد الحسيني معارضة اسرائيل لزيارة كوك لجبل ابو غنيم وقال انها تحاول تعويض جهود السلام البريطانية. وابلغ رويترز (اسرائيل تحاول وضع العراقيل امام قيام بريطانيا بدور في عملية السلام والتقليل من اهمية الدور البريطاني) . ازاء هذا الجو العدائي ابدى الوزير البريطاني تشاؤمه من امكانية احراز اي انفراج. وقال للصحفيين: لا اتوقع ان نحقق اي انفراج مذهل, توجد حقيقة مشكلات خطيرة في احراز تقدم في عملية السلام وانني مدرك تماما لهذه المشكلات. لا اتوقع ان تنتهي بضجة كبيرة, على اية حال فان وضع بعض احجار الاساس شىء اكثر اهمية في الوقت الحالي, ليس حقيقيا ان عملية السلام انتهت بالضرورة تماما. وقال كوك ان مستوى معيشة الفلسطيني العادي هبط بنسبة الثلث خلال عملية السلام, انها مشكلة خطيرة. ومن بين مهام كوك تحضير المنطقة لمبادرة امريكية جديدة بشأن عملية السلام. واوضح كوك (نريد التشديد لمن ستجتمع معهم على اهمية اعطاء رد ايجابي على ذلك) . ويرافق كوك ميجيل موريتينوس مبعوث الاتحاد الاوروبي الخاص للشرق الاوسط في الجولة التي ستمتد لتشمل اليوم غزة واسرائيل في حين سيزور لبنان وسوريا الاربعاء. ــ الوكالات ... والحسيني يؤكد رفضه مرافقة كوك الى أبوغنيم رام الله ـ عبدالرحيم الريماوي اكد فيصل الحسيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول ملف القدس بالسلطة انه لن يرافق روبن كوك وزير الخارجية البريطاني الى جبل ابوغنيم خلال زيارته (اليوم) لغزة واسرائيل فيما ذكرت مصادر عليمة لـ (البيان) ان قرار الحسيني هدفه تفويت الفرصة على التصعيد الاسرائيلي بشأن الزيارة واملا في انجاح زيارة الوزير البريطاني التي تنصب اساسا على اعادة مسيرة السلام الى مسارها الصحيح. وقال الحسيني (البرنامج هو ان يقوم الوزير البريطاني بزيارة الى جبل ابوغنيم وان التقيه مع شخصيات فلسطينية في القدس اما في قصر النشاشيبي او في دار الطفل العربي. واضاف ان كوك سيتوجه الى هناك من جهة مدينة بيت لحم ولم يكن ضمن البرنامج ان نرافقه الى هناك الا ان برنامجا لزيارة الوزير البريطاني الى الاراضي الفلسطينية نشرته دوائر بريطانية اشار الى ان لقاء بين الحسيني والوزير البريطاني سيعقد ظهر اليوم الثلاثاء في جبل ابوغنيم. ووصف مسؤول ملف القدس بالسلطة الاحتجاج الاسرائيلي على زيارة كوك لجبل ابوغنيم (بانه جزء من العنجهية الاسرائيلية التي تحاول ان تتجاهل الحقائق فهناك مخالفة لكل الاتفاقات تمت في جبل ابوغنيم بقرار اسرائيل اقامه مستوطنة هناك وعلى اسرائيل ان تتراجع عن قرارها والا فان ذلك ليس سوى محاولة للتهرب ولتطبيق امر واقع هو مرفوض وفق الاتفاقات) . وتنظر السلطة الوطنية الى زيارة كوك لجبل ابوغنيم بانها مهمة جدا سيما انها تعبر عن الموقف الاوروبي الرافض للاستيطان الاسرائيلي والذي يعتبر ايضا القدس جزءا من الاراضي الفلسطينية المحتلة. وحسب مصادر عليمة فانه ازاء التصعيد الاسرائيلي والرغبة الفلسطينية البريطانية في انجاح زيارة كوك التي تنصب اساسا على اعادة مسيرة السلام الى مسارها الصحيح عبر وقف الاجراءات الاستيطانية احادية الجانب تم الاتفاق على ان يقوم الوزير البريطاني بزيارة الى جبل ابوغنيم وبمفرده ويلتقي فيما بعد الوفد الفلسطيني في القدس. وقد قام الحسيني بجولة ميدانية في جبل ابوغنيم يرافقه القنصل البريطاني العام في القدس وذلك على ما يبدو تمهيدا لزيارة الوزير البريطاني الى هناك اليوم الثلاثاء والتي لم يتضح بعد ان كان مسؤولون فلسطينيون سيرافقونه فيها. ومن المقرر ان يلتقي كوك صباح اليوم الثلاثاء ياسر عرفات في غزة ويزور مطار غزة الدولي فيما سيلتقي مساء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حيث سيعرض على الجانبين افكارا اوروبية من شأنها دفع مسيرة السلام على المسار الفلسطيني والاسرائيلي الى الامام.

Email