تثير المشاكل مع جهات عدة: انقره تمتص (النقمة) الداخلية بترحيل (الازمات) للخارج

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل التناقضات الداخلية تحاول تركيا حجب الانظار عن وضعها الداخلي بالبحث عن دور خارج حدودها, تركيا تتوجه إلى دور اقليمي ودولي لامتصاص النقمات الداخلية من تضخم اقتصادي والحرب مع الاكراد التي تكلفها كثيرا , فمردود تركيا من السياحة هو خمسة مليارات دولار لكن هذا المبلغ يذهب كليا للحرب مع الاكراد التي تكلفها كثيرا, فمردود تركيا من السياحة هو خمسة مليارات دولار لكن هذا المبلغ يذهب كليا للحرب مع الاكراد والتي تكلفها ستة مليارات سنويا, كما يقول الدكتور وليد عربيد. واضاف: الامريكيون هم الذين لديهم نظرة تجاه الدور التركي الجديد في المنطقة, وهو ان تكون انقره اداة امريكية متحالفة مع اسرائيل للضغط على الدول التي مازالت مستعصية على امريكا في الوقت الحالي, هناك ثلاثة مراكز استراتيجية في المنطقة, هي تركيا وايران ومصر وكل منها تستند إلى قاعدة شعبية وبعد استراتيجي, وتركيا وايران قوتان رئيسيتان اقليميتان. والواقع ان صراع المركزين التركي والايراني على جمهوريات آسيا الوسطى الاسلامية لم يعد سرا فمن يسيطر على جمهوريات تركمنستان اذربيجان اوزبكستان وخاصة ان مخزون بحر قزوين من النفط يفوق كثيرا ما كان متوقعا. ويوضح عربيد ان ايران تعتبر من جهتها ان التحالف التركي الاسرائيلي موجها ضدها بالدرجة الاولى لانه تحت مظلة امريكا وتخشى من ضربة امريكية, ويتساءل هل تهدف هذه الاستراتيجية إلى مراقبة الاكراد فقط أم انها مبرر لدور اقليمي يساور احلامها؟ والواقع ان العلاقة التركية الاسرائيلية لها ابعاد استراتيجية عسكرية سياسية وتقنية وهو تحالف على المدى القصير لان التناقض لن يلبث ان يظهر بين القوتين ويقول عربيد (التحالف ليس بين الشعبين بل بين مؤسستين عسكريتين, المؤسسة العسكرية الاسرائيلية ملتزمة التزاما كاملا بالشعب اليهودي الاسرائيلي بينما المؤسسة العسكرية التركية تعاني من تناقضات القوى السياسية التي تفرض نفسها, الجيش التركي هو حامي النظام العلماني وليس حامي الديمقراطية والدليل على ذلك هو حل حزب الرفاه وهو قرار مناقض للدستور. يذكر ان الاتفاقات الاستراتيجية مع اسرائيلي توالت بوتيرة سريعة منذ العام الماضي حيث كان الاتفاق الاول في 24 فبراير 1996 وعرف باتفاقية التدريب والتعاون العسكري, وفي 26 اغسطس 1997 تم توقيع اتفاق يقضي بتحديث 54 طائرة مقاتلة تركية من نوع فانتوم ف4 بقيمة 600 مليون دولار مع امكانية تصنيع دبابة ميركافا وصولا إلى المناورات الثلاثية بين اسرائيل وتركيا والولايات المتحدة والتي شارك بها الاردن بصفة مراقب. ويعلل عسكر البلدين تحالفهما بالمخاوف والحذر المشترك من سوريا وايران و على الصعيد العملي هناك مجالات اخرى للتعاون بين البلدين: ومن خلال التعاون مع الموساد, تستفيد تركيا من خبرته لمحاربة الاكراد, وستحصل اسرائيل على 150 مليار دولار خصصتها تركيا لتحديث جيشها خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة, وباعت تركيا 50 اوتوكار للاسرائيليين للاستعمال في جنوب لبنان كما انها تستفيد من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ضد المنظمات اليونانية او الارمنية. اضافة الى اقامة مشروع سوق مشتركة بين البلدين تستطيع تركيا من خلاله ان تفتح باب اسواق القوقاز وآسيا الوسطى امام اسرائيل التي تسعى بدورها للاستفادة من انبوب نفط لنقل بترول اذربيجان من باكو الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط كما تسعى اسرائيل للحصول على الغاز الروسي عبر تركيا. ولدى هذا التحالف كافة مقومات التحالف الاستراتيجي ومقابلته بتحالف مواز بين ايران وسوريا ومصر سابق لآوانه لاختلال في المقاييس اذ ليس بين البلدان الثلاث اي اتفاق تعاون او تبادل او اي اتفاق استراتيجي بنفس الفعالية والكلام عن تحالف مضاد يبقى اليوم من الكلام في مجال التمني. اما عن مدى تقبل الشارع والرأي العام في تركيا لمثل هذا التعاون مع اسرائيل فيقول الدكتور برهان غليون مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة باريس (هناك معارضة قوية في الشارع التركي لسياسة التحالف مع اسرائيل وردود الفعل فيما يخص العراق تعبر اكثر ما تعبر عن رفض التحالف مع اسرائيل رغم انه ليس هناك علاقات وثيقة مع الدول العربية لكنها تعبر عن رفض تغيير الاتجاه كليا في الموضوع. واضاف (التحالف التركي الاسرائيلي فعال جدا وهو ينص على نقل تكنولوجيا وتدريبات عسكرية وتعاون تكنولوجي ويشمل اتفاقا بان يستعمل الطيران الاسرائيلي الاراضي التركية للتدريب وكلها امور واقعة, فهناك تعاون مستمر والفرق بين ماقيل عن تحالف مماثل بين ايران وسوريا ومصر هو انه مازال مجرد فكرة, هناك من يدفع اليها من قبل بعض المحللين السياسيين ولكن حتى الان لم يتحقق اي شىء على مستوى التعاون من جهة هناك بعض الاتفاقيات الاقتصادية مشاورات سياسية بين ايران وسوريا وبداية تطبيع العلاقات بين مصر وايران ولكن الى ان يتحول ذلك الى حلف يكون له نفس امكانيات التعاون كما هو الحال بين تركيا واسرائيل مازال بعيد المنال بالطبع, ناهيك عن ان القدرات الايرانية والسورية في التكنولوجية العسكرية بالمقارنة مع تركيا واسرائيل اضعف, لكن التحالف على الاقل محور قادر على ان يردع الاتراك قليلا عن المراهنة الكلية على التحالف مع اسرائيل واعتقد انه لابد من وجود مثل هذا التحالف. ولاتزال المشكلة الكردية حتى الآن من اهم العوائق امام دخول تركيا المجموعة الاوروبية ويشير برهان غليون الى ان الحل الوحيد امام تركيا لمشكلتها الكردية الثقيلة هو طرق باب المجموعة الاوروبية للحصول على المساعدات المالية والاقتصادية للارتقاء الى مستوى الدول الاوروبية, لكن اوروبا تترد بقبول تركيا بسبب المشكلة الكردية التي لاتريد تحملها بالاضافة الى مشكلة البطالة وامكانية تدفق اعداد هائلة من اليد العاملة التركية الى اوروبا وخاصة المانيا. يذكر ان عدم قبول تركيا في المجموعة الاوروبية ليس بسبب المشكلة الكردية وحدها بل نتيجة انتهاك انقرة للحريات الديمقراطية وحقوق الانسان, الى جانب الصراع التاريخي بين اليونان وتركيا بخصوص شمال قبرص وعلى جزر ايجة. وهناك حوالي ثلاثة ملايين تركي في المانيا وحوالي 200 الف في فرنسا وفي حال فتح الحدود مع تركيا فسوف يتدفق 12 مليون عامل تركي الى اوروبا (تركيا دولة مسلمة بينما اوروبا تمثل الوريث الشرعي للامبراطورية النمساوية الهنجارية, ولايغيب عن اذهان الاوروبيين ان الامبراطورية العثمانية احتلت اجزاء من اوروبا وحاصرت فيينا قبل 200 عام. وفي النهاية يبقي السؤال مطروحا حول من يملأ الفراغ الاستراتيجي العراقي, هل المحور التركي الاسرائيلي ام المحور السوري الايراني؟ ويجيب د. وليد عربيد (الان هناك خط) استراتيجي يبدأ بباكستان وينتهي باليونان يعزل دور تركيا الاقليمي ويخفف من بروز اسرائيل كقوة متقدمة, وتراقب اليونان عن كثب ما يجري في التحالف الاسرائيلي التركي خاصة وانها مستقوية بعودة الارثوذكسية السياسية الى دورها الفعال, تركيا مطوقة من الارثوذكسية في اليونان وارمينيا تحت غطاء موسكو. اسطنبول ـ ليلى المر

Email