بعيدا عن السياسة:.. براكاش عيون وآذان عنان في بغداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلن الدبلوماسي الهندي المخضرم براكاش شاه المقرر ان يتوجه الى بغداد الاربعاء المقبل ممثلا خاصا لامين عام الامم المتحدة كوفي عنان في العراق انه سيكون (عيون وآذان) الامين العام في العراق. وقال شاه في مقابلة مع وكالة (فرانس برس) في نيويورك (ان دوري يقتصر على ان اكون الرابط السياسي بين القيادة العراقية والامانة العامة للامم المتحدة) . الا انه اوضح انه لن يتدخل في حال حصول مشاكل لها علاقة بأبرز نشاطين تقوم بهما الامم المتحدة في العراق وهما عمليات التفتيش عن السلاح وتطبيق اتفاق النفط مقابل الغذاء. واضاف شاه (لن اكون حكما بما لهذه الكلمة من معنى, ان دوري يقوم على السعي الى الابقاء على الحوار لحل المشاكل عبر حسن النية) . واوضح ان عنان قرر تسمية ممثل خاص له في العراق اثر زيارته الاخيرة الى بغداد حيث لاحظ وجود (نقص في الاتصالات بين الامانة العامة والعراق) . ومن المقرر ان يبقى شاه في بغداد لفترة اولى من ستة اشهر. وكان عنان اوضح في رسالة الى مجلس الامن لدى تسمية شاه ممثلا خاصا له انه سيعمل على (تحسين الاتصالات) بين الحكومة العراقية والامم المتحدة في بغداد (لتجنب تحول المشاكل العالقة الى ازمات اساسية تهدد السلام والامن في المنطقة) . ويبلغ شاه الثامنة والخمسين من العمر, وقد عمل ممثلا للهند في الامم المتحدة بين 1995 و1997 وسبق ان زار بغداد (ثلاث او اربع مرات) لاجراء مفاوضات حول النفط وحركة عدم الانحياز. وتسلم منصب مدير في وزارة النفط الهندية بين عامي 1975, و 1977 بعد ان عمل في طهران بين 1971 و 1975 مكلفا الشؤون النفطفية للخليج. وسبق ان عمل براكاش سفيرا لبلاده في العديد من الدول العربية من بينها الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والكويت وقطر ولبنان. وردا على سؤال حول الاعتراضات الامريكية على تسميته بسبب العلاقات التاريخية الجيدة بين الهند والعراق قلل الدبلوماسي الهندي من اهمية جنسية العاملين في الهيئة الدولية وقال (انا اعمل حاليا كموظف لحساب الامم المتحدة) . الا ان دبلوماسيين آخرين اوضحوا ان الاعتراضات الامريكية لا تستهدف شاه بالتحديد خصوصا انه معروف برباطة جأشه وكفاءاته العالية في المجال الدبلوماسي. واضافوا ان الولايات المتحدة بدات تنتقد شاه في سبتمبر 1996 عندما كانت الهند وبوتان وليبيا الدول الوحيدة التي صوتت في الجمعية العامة للامم المتحدة ضد معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية. ويرى دبلوماسيون ان تعيين الهندي شاه في هذا المنصب, بعد تعيين السريلانكي جايانتا دهانابالا للاشراف على عمليات تفتيش المواقع الحساسة في العراق, ياتي في اطار توجه تكتيكي من قبل الامين العام للحد من نفوذ ريتشارد باتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية (يونيسكوم). وكان عنان انتقد شخصيا باتلر على تصريحاته بشأن الازمة العراقية خلال الاشهر الاربعة الماضية. الا ان شاه حرص على التاكيد انه لا يملك اية سلطة على يونيسكوم او على برنامج النفط مقابل الغذاء. وكان عنان توصل في الثالث والعشرين من فبراير الماضي الى اتفاق مع الحكومة العراقية حول فتح المواقع الرئاسية العراقية امام مفتشي الامم المتحدة متجنبا بذلك حصول ضربة امريكية ضد العراق. (أ.ف.ب)

Email