اتفاق بغداد حديث الصحافة العربية والأجنبية،القاهرة: التعايش مع صدام أهون من أمريكا صحف الحكومة والمعارضة بمصر تتفقان على الترحيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتمعت صحف الحكومة والمعارضة المصرية الصادرة امس على الترحيب باتفاق الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في بغداد لحل ازمة المفتشين الدوليين .و طالبت هذه الصحف الادارة الامريكية بالتسليم بأنها خسرت رهان تصعيد الازمة الى مواجهة عسكرية, ومن ثم ضرورة سحب قواتها من المنطقة لان التعايش مع صدام أهون من التعايش مع قوة امريكية مجنونة. وأبرزت الصحف المصرية تصريحات مبارك بعد الاتفاق والتي اكد فيها ان اي عمل عسكري سيكون كارثة على الجميع ومن بينها الولايات المتحدة نفسها, كما اعرب عن أمله في ان يكون الاتفاق حلا نهائيا للأزمة. وربطت الصحافة المصرية بين الوصول الى اتفاق لانهاء الازمة العراقية وبين ضرورة التحرك في عملية السلام التي وصفها مبارك ايضا بأنها اساس المشكلة بالمنطقة, رافضة سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الولايات المتحدة في التعامل مع قضايا المنطقة. وكانت هذه احدى المناسبات الهامة التي اتفقت فيها كلمة الصحف القومية القريبة من الحكومة, مع كلمة صحف المعارضة بمختلف توجهاتها.وهو ما يعكس الموقف الوطني الذي اجمعت عليه القوى السياسية في مصر في مواجهة تهديد امريكا بالعدوان على العراق. وفي افتتاحيتها قالت صحيفة (الاخبار) تحت عنوان (انتصرت الدبلوماسية) (الامر المؤكد ان الحل الدبلوماسي الذي اجمع عليه العالم قد انتصر.و الارادة الدولية انتصرت ايضا, ولا تستطيع الولايات المتحدة ـ مهما بلغت قوتها ـ ان تتحدى العالم وان تصر على عمل عسكري لم يعد له مبرر. واضافت الصحيفة: (انتصار الدبلوماسية يفتح صفحة جديدة في السياسة العالمية هي بروز اقطاب جديدة على الساحة الدولية تشارك القطب الواحد في القرارات المصيرية المتعلقة بالحرب والسلام) . وشددت الصحيفة على انه (على العالم العربي ان يضع الان على جدول اعماله استثمار هذا الانتصار الدبلوماسي من اجل العمل على اعادة التضامن العربي وتحقيق المصالحة العربية ورفع العقوبات نهائيا عن العراق بعد فترة زمنية معقولة) . اما (الاهرام) فقد وصفت الاتفاق بانه خطوة على الطريق الصحيح نحو تجنب المواجهة العسكرية واسدال الستار على فصل درامي من فصول التوتر بمنطقة الخليج. بينما ركزت افتتاحية الجمهورية على التوجس والحذر الذي ما زال يحيط بالموقف ربما الى (خيبة الامل) من رد الفعل الامريكي على الاتفاق. واشارت الصحيفة الى تصريحات مادلين اولبرايت بان الولايات المتحدة اذا لم ترض عن الاتفاق فسوف تمضي بمفردها في القيام بعمل عسكري ضد العراق. وشددت الصحيفة على ان ارادة المجتمع الدولي ترفض اقدام الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية للعراق بعد الاتفاق لان ذلك سيكون بلا مبرر وغير مقبول. صحف المعارضة من جانبها رحبت بالاتفاق, وان حذرت من استمرار المؤامرة,ودعت الى الحذر في مواجهة امريكا. صحيفة (الوفد) الناطقة باسم الحزب الليبرالي تساءلت: هل تستجيب امريكا للاتفاق بعد كل ما تحملته الميزانية الامريكية, ام ان هناك من سوف يتحمل الفواتير وهي بالمليارات؟. واضافت: ان العقل والمنطق يقولان ان امريكا حققت اهدافها, وحان الوقت لكي تعود القوات الامريكية الى قواعدها, لكن منذ متى كان المنطق وكان العقل هو الذي يتحكم في قرارات واشنطن, خصوصا اذا كان الامر يتعلق باحدى قضايا العرب او قضايا الشرق الاوسط؟) . اما صحيفة (الشعب) الناطقة باسم حزب العمل ذي التوجه الاسلامي فقد كان عنوانها الرئيسي (الله اكبر.. انتصرت ارادة الامة في مواجهة المؤامرة الامريكية) , وقالت الصحيفة ان اتفاق بغداد والامم المتحدة نصر للعراق وعزلة لامريكا. وكتب ابراهيم شكري رئيس الحزب مقالا في الصفحة الاولى حذر فيه من ان الحشود الامريكية ما زالت تتواصل والادارة الامريكية في قلق من كسر شوكتها امام الرأي العام, مما قد يجعلها تصر على ارتكاب حماقة العدوان. كما ان العراق لا يزال محاصرا على يد امريكا.. وكذلك السودان وليبيا, اما الجريمة الكبرى.. جريمة اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بمباركة ومساندة امريكا فهي على حالها. وقال شكري: ان امريكا اليوم في مأزق كبير, ولا بد من التشدد في الحركة لمواجهة الخطط والمؤامرات الامريكية المستمرة ضد الامة العربية والاسلامية. وقد تميزت صحف المعارضة باحتفالها بالمظاهرات التي استمرت في القاهرة والاقاليم, ونشرت في صدر صفحاتها الاولى صور المظاهرة النسائية التي جرت امام الجامعة العربية,وصور المظاهرات في الجامعات المصرية تضامنا مع شعب العراق وادانة العدوان الامريكي. المعلقون السياسيون وكتاب الاعمدة قالوا رأيهم. سعيد سنبل قال في (الاخبار) : (واقع الامر ان امريكا خسرت ولم تنتصر, ويكفي ان الشعوب العربية, بل والعديد من الحكومات العربية ايضا عارضتها واستنكرت مواقفها, ورفضت توجيه أي ضربة للشعب العراقي. وكذلك خسر صدام ولم ينتصر, ويكفي انه اذعن لكافة الشروط والمطالب التي سبق ان رفضها. وان كان هناك من يكسب فهو بنيامين نتانياهو الذي تتوارى جرائمه في مثل هذه الازمات) . من جانبه قال سلامة احمد سلامة في (الاهرام) : (اذا عاد الامين العام للامم المتحدة باتفاق معقول, فسوف تجد امريكا نفسها في موقف لا تحسد عليه. اذ يبدو واضحا انه لو كان هناك خيار بين بقاء صدام حسين بأسلحته الكيماوية المزعومة وبين هجوم عسكري امريكي عشوائي مدمر للعراق وللكرامة العربية, فسوف يكون التعايش مع صدام اهون كثيرا من التعايش مع قوة امريكية مجنونة لا تخدم غير المصالح الاسرائيلية. اما ابراهيم نافع رئيس تحرير الاهرام فقد شن هجوما على تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت عن ضرورة ان يكون الاتفاق محققا لمصلحة الامن القومي الامريكي اولا وقبل كل شيء. وقال نافع: اننا لا نعلم على وجه التحديد أية مصلحة واضحة للامن القومي الامريكي في المنطقة العربية يهددها النظام العراقي, اللهم الا اذا كانت هذه المصلحة القومية الامريكية هي اسرائيل او حتى كانت اسرائيل هي المقصودة بذلك فأين القوة العسكرية التي يمتلكها العراق الان والتي تمثل تهديدا جادا لاسرائيل؟) . وفي الجمهورية كتب محفوظ الانصاري رئيس التحرير مقالا مطولا رحب فيه بالاتفاق متسائلا عن امكانية رفض امريكا للاتفاق. مستعرضا الظروف التي طرأت في المناخ السياسي العالمي وقيدت يد امريكا في ضرب العراق ابتداء من المؤشرات التي ظهرت في الرأي العام الامريكي والبريطاني, الى الخشية على المصالحة الامريكية في المنطقة والعالم منبها الى انه ليس امام ثالوث السلطة في واشنطن الا التسليم بخسارة الرهان الذي اعتمدوا فيه على قراءة ساذجة وخاطئة لشخصية صدام, ولردود الفعل العربية والدولية والامريكية.وعليهم الاستعداد لجولة ثانية سيمهدون لها الأرض ويخلقون لها الحجج والذرائع والاسباب, ثم ينقضوا دون انتظار لغطاء من الشرعية الدولية, او حساب واعتبار لردود الفعل الاقليمية والوطنية والدولية.. هذا اذا اسعفهم الوقت ولم تطح بهم وبالادارة كلها فضيحة الانسة مونيكا اللعوب وصاحباتها اعضاء جمعية التحرش الجنسي للرئيس وضحاياها) . العراق: الصحافة العراقية اتفاق عنان هزيمة للعدوان الامريكي هللت الصحف العراقية الصادرة امس بانتصار العراق وهزيمة العدوان الامريكي واعتبرت اتفاق عنان لنزع فتيل ازمة المفتشين بمثابة نهاية لهيمنة دولة واحدة على السياسات الدولية واتفاق تاريخي يشكل انتصارا ليس فقط للعراق بل للامن والسلم الدوليين. ورأت صحيفة (بابل) التي يديرها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين ضرورة (احترام الشرعية الدولية للاتفاق) واعتبرت ان هذا الاتفاق اظهر (للعالم ان العراق جاد في تعاونه مع الامم المتحدة في حين تبدو امريكا رافضة لدور الامم المتحدة) . وشددت على ان (الاتفاقية فضحت نوايا امريكا العدوانية التي كانت تتستر طوال الفترة الماضية بغطاء الامم المتحدة وقراراتها لحشد العالم ضد العراق لكن الاتفاقية تشكل ضوءا ساطعا يكشف عن حقيقة امريكا التي تعتبر ان الاهم هو العدوان على العراق ونهب ثرواته وقتل شعبه وليس تنفيذ قرارات) الامم المتحدة. واشادت صحيفة (القادسية) بالرئيس العراقي صدام حسين واعتبرت ان (يوم توقيع الاتفاقية سيبقى شاهدا حيا على بطولة شعب العراق وبراعة قائده المقدام وهو ثمرة جهاد ملحمي وصمود شعب العراق بوجه الطاغوت الامريكي) . ورأت ان (يوم الراية) وهو الاسم الذي اطلق رسميا على يوم توقيع الاتفاق بين الامم المتحدة والعراق (سيقود خطى العراقيين في صمودهم الخلاق حتى يتحقق يوم نصرهم الحاسم برفع كامل للحصار الجائر) . ومن جانبها ارتأت صحيفة (الجمهورية) الحكومية ان (الاتفاق ليس انتصارا للعراق فقط بل هو اذا وافقت عليه الدول دائمة العضوية في مجلس الامن, انتصار للسلام والامن الاقليمي والدولي ولحرية الشعوب وسيادة الدول والقانون الدولي ولما يسمى بالشرعية الدولية) ورأت الصحيفة ان (العراق الذي وقع الاتفاقية اسقط كليا حجج امريكا ويدها لشن حرب عدوانية اريد لها ان تكون بداية لحروب لها بداية لكنها لن تنتهي الا بخراب شامل يحل في كل ديار العرب) . واعتبرت الصحيفة ان الاتفاق (تاريخي وهي فرصة لن تتكرر على الارجح لتدعيم قاعدة احترام القانون الدولي والشرعية الدولية) مشددة على ان هذا الامر (من مسؤولية الجميع) . وناشدت (الجمهورية) : (الجامعة العربية التحرك الفوري والواسع لتأكيد الاجماع العربي على دعم هذه الاتفاقية ورفض اي محاولة لافسادها) . استمرارا لنفس النهج اشارت صحيفة (العراق) في افتتاحيتها الى انه في حين كانت دول العالم تدعو للسلام وتقف ضد استخدام القوة وتؤكد رغبتها وسعيها لحل الازمة بين العراق والامم المتحدة (بل بالاحرى بين العراق والولايات المتحدة) كان العراق عند هذه الرغبة الصادقة واكد رغبته هذه بالتوصل الى توقيع الاتفاق مع الامين العام للامم المتحدة منتصرا لارادة السلام والتقدير العالى لرغبة الاشقاء والاصدقاء والاحرار في العالم. لندن:اعتبرت ان الحرب تراجعت الى المقعد الخلفي (مؤقتا) لندن ـ يسري حسين هيمن اتفاق (عنان ــ عزيز) الذي وضع في بغداد امس الاول على الصحف البريطانية التي تشابهت عناوينها بدرجة كبيرة وهذا يعود فيما يبدو الى قوة الحدث نفسه والحذر بشأن امكانية تطبيقه ومستقبله. واجمعت الصحف البريطانية على نشر تحذير بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني, وهو التحذير الذي يقول ان اي محاولة للتراجع قيد نملة عن الاتفاق سيفتح مباشرة النيران على العراق دون القيام بجولة دبلوماسية اخرى. واهتمت صحيفة (التايمز) في تعليقها على الاشارة الى ما قاله كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة بأن الدبلوماسية وحدها لا تكفي وأن القوة هي التي تدعم الحل الدبلوماسي وهذا ما يعطي التحرك الامريكي والبريطاني الحاسم مصداقية فلولا قرار ارسال القوات المسلحة فورا الى المنطقة برأيها ما كان العراق تراجع عن تشدده وقبل التوقيع على اتفاق يسمح بعودة الفرق دون قيد أو شرط. وابرزت (التايمز) تصريحات بلير بانه لا يمكن العودة مرة اخرى الى مسلسل التحايل والالتفاف على قرارات الامم المتحدة وأنه اذا حاول العراق التنصل من الاتفاق الموقع في بغداد فان الهجوم العسكري سينفذ فورا بلا تمهل. وقالت (التايمز) ان هناك ترحيب حذر في الغرب للاتفاق الذي تم في بغداد لكن العنوان الرئيسي شدد على استمرار الغرب احتفاظه بمبادرة استخدام القوة ضد العراق. غير أن (التايمز) اشارت في تعليقات لها ان التهديد باستخدام القوة أصبح ليس الخيار الاول ويتراجع قرار الحرب الى المقعد الخلفي مؤقتا. وقالت الصحيفة البريطانية ان حكومة توني بلير العمالية ستقوم بالاحتفاظ بالقوات العسكرية في منطقة الخليج لفترة من الزمن لمدة اشهر اخرى لضمان احتفاظ العراق بتعهداته وعدم التراجع عنها بشأن التفتيش الدولي على اسلحة الدمار الشامل. وقالت الصنداي اكسبريس ان بلير رئيس الوزراء البريطاني وجه انذارا الى الرئيس العراقي صدام حسين معناه ان الخطوة المقبلة اذا تراجع عن الاتفاق ستكون مدمرة للغاية. واعتبرت الصحيفة ان استمرار القوات الغربية في الخليج هو لضمان تنفيذ الاتفاق غير انها قالت ان تكاليف هذه المهمة باهظة للغاية تصل الى مليارات وان بريطانيا تريد من الامم المتحدة احلال قوات دولية محل القوات البريطانية والامريكية في الخليج. ونشرت الصحيفة تصريحات روبن كوك وزير الخارجية البريطاني الذي تحدث عن أن تحريك القوات العسكرية الى الخليج وراء التوصل الى حل دبلوماسي. وتقول الديلي اكسبريس في تعليقها ان عنان لم يحقق هذا الاتفاق في بغداد بسبب جاذبيته وقدرته الدبلوماسية, وانما الذي اجبر العراق هو القوة المسلحة لبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية. واضافت ان الدولتين في حالة شك من تنفيذ الاتفاق ولهما الحق بسبب مناورات العراق وعدم احترامه للتعهدات السابقة. أما صحيفة الاندبندنت فاهتمت بالتعليق على الخلاف البريطاني الفرنسي حول التعامل مع الأزمة اذ انحازت بريطانيا الى استخدام الحل العسكري ولم تتشاور مع حلفاء اوروبيين في شأن التحرك تجاه العراق. وركزت الاندبندنت على الخلافات الحادة بين مجموعة الدول الاوروبية خصوصا وان بريطانيا ترأس الاتحاد الآن وانه كان عليها التشاور لتشكيل سياسة خارجية موحدة غير ان ذلك لم يحدث. واشار روبرت فيسك في (الاندبندنت) ان الازمة الحالية تعود الى وثائق مهمة تتعلق بالصناعة العسكرية العراقية وقوات الحزب الجمهوري. اذ ترفض بغداد تسليم هذه المعلومات حتى لا تصل الى اسرائيل. ويقول فيسك ان بغداد تشك في نوايا المفتشين الامريكيين وانهم يقومون بنقل المعلومات الى اسرائيل مباشرة. ويستعرض فيسك ملف الصراع والمواجهة منذ عام 1996 لابعاد الوثائق العراقية عن الايدي الاسرائيلية. وصحيفة الديلي ميل اعتبرت من جهتها ان الرئيس العراقي ليس بعيدا تماما عن العقاب وانه لن يفلت مرة اخرى اذا حاول تجاهل الاتفاق الذي تم توقيعه في بغداد مع عنان. فقالت الصحيفة ان التهديد المباشر بالحرب والمواجهة العسكرية تم استبعاده مؤقتا في الوقت الحاضر. غير أن القوات البريطانية والامريكية ستبقى لفترة في المنطقة. وشددت (الديلي ميل) على أن الاتفاق الذي تم توقيعه في العراق ما كان يتم لولا قرار واشنطن ولندن بارسال قواتهما بسرعة الى المنطقة. وأشارت الصحيفة الى الاتصالات المستمرة بين كلينتون وبلير, وانه تم الاتفاق على التعاون مع كوفي عنان غير أن القوة العسكرية ستظل جاهزة للرد بسرعة دون انتظار لجولة دبلوماسية اخرى. فقالت الديلي تلجراف ان كلينتون يدعم اتفاق عنان بحذر غير ان القوات العسكرية ستبقى جاهزة تماما في الخليج. فقالت الصحيفة ان فرنسا تعطي نفسها مصداقية التوصل الى الحل عبر الجهود التي قامت بها. ويقول المعلق فوم بونشر ان طريقة الاتفاق والعوامل التي تقف خلفه تعطي للعراق وللولايات المتحدة وبريطانيا الادعاء والنصر وتحقيق الاهداف لكل طرف في هذه المواجهة. واشارت (الديلي تلجراف) الى غضب الامريكيين من الصفقة التي عقدت مع (الشيطان) واستعرضت الصحيفة مظاهر استعدادات القوة العسكرية الامريكية والبريطانية في الخليج وتحدثت عن ان استمرار بقاء هذه القوة ضمان لتنفيذ الاتفاق الذي وقعه عنان مع طارق عزيز في بغداد. وقالت (الجارديان) ان الولايات المتحدة تضع العراق تحت محك التجربة وان المواجهة طبقا للمفاهيم الاسرائيلية تم تأجيلها لفترة في الوقت الراهن. واستعرضت الجارديان ردود الفعل وانعكاسات الموقف بعد توقيع اتفاق عنان ــ عزيز في بغداد وقالت ان العراق يدعي النصر عبر جهازه الاعلامي وأن عنان اصبح بطلا بعد أن حقق هذا الانجاز الدبلوماسي في بغداد. غير ان الجارديان تعرض للرئيس الامريكي بعد نزع فتيل المواجهة العسكرية في الخليج وتقول الصحيفة ان ملف مونيكا ليونسكي سيعود مجددا وان الرئيس الذي انشغل في معركة التصعيد مع العراق سيجد نفسه مرة اخرى امام هذه القضية المتعلقة بعلاقة غرامية مع متدربة في البيت الابيض. وتشير الجارديان الى اختلاف في وجهات النظر البريطانية والامريكية بعد تصريحات من الجانبين حول قبول الاتفاق ومسألة ازالة العقوبات المفروضة على العراق. وقالت (الجارديان) ان القوات العسكرية ستظل في حالة استعداد بينما يتم اختبار الاتفاق الذي تم توقيعه في بغداد. وقال تعليق لصحيفة (الصن) ان بلير محق في تحفظه وحذره, لان الرئيس العراقي لا يمكن الثقة به. وقالت الصحيفة ان الغرب اخطأ في الانتظار بعض الوقت, فقد كان عليه توجيه الضربة العسكرية منذ ثلاثة اسابيع حيث أن الظروف كانت مهيئة للغاية. اما الآن فقد تحول الرأي العام ضد الهجوم بعد ان كان مؤيدا له بلا تحفظ. وتحدثت صحيفة الفاينانشيال تايمز عن أهمية بقاء القوة العسكرية لضمان تنفيذ الاتفاق. واستعرضت الصحيفة تصريحات بيل كلينتون وتوني بلير وحذرهما في الموافقة على ما تم في بغداد. الكويت:(صدام خرج منتصراً) همز ولمز لواشنطن بالصحف الكويتية الكويت ـ أنور الياسين شاب رد الفعل الكويتي على اتفاق عنان بغداد لحل ازمة المفتشين انقساما انعكس على الصحف الكويتية الصادرة امس ما بين المطالبة بقبول الاتفاق بحسبه يؤدي الى الغاية المنشودة وهي مواصلة عمليات التفتيش لتدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية وما بين الأسف والسخرية لخروج صدام منتصرا من الازمة مع همز ولمز لواشنطن. وابرزت الصحافة المحلية اليومية (خمس صحف باللغة العربية, صحيفتان باللغة الانجليزية) على صفحاتها الاولى بنود الاتفاق واجواء الانفراج التي سادت خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية وان لم تنشر اي صحيفة افتتاحية تعكس وجهة نظرها, لكن الكتاب الكويتيين انقسموا حول الموضوع. حيث كتب محمد مساعد الصالح في عموده (الله بالخير) مقالا رحب فيه بالاتفاق وقال انه اذا كان الحل الدبلوماسي يحقق الهدف وهو تدمير اسلحة الدمار الشامل فذلك افضل من العمل العسكري, واشار الى ان الشارع العربي بأغلبيته الساحقة يعارض بشدة الضربة العسكرية. وفي هذا السياق كتب ايضا الدكتور احمد الربعي في عموده (بالمقلوب) بجريدة القبس مذكرا بأن اداء الكويت السياسي وتعاطيه مع الازمة يجب مراجعته وتقييمه بما يحقق مصالحنا وحذر من ان القادم هو اخطر على الكويت. وقال سعود السمكة نائب رئيس تحرير جريدة القبس في عموده اليومي انه بعد هذه التجربة الصعبة خلال الاسبوعين الماضيين, على العرب ان يهتموا بانقاذ الشعب العراقي بشكل عملي بدلا من الكلام والمظاهرات, وعليهم ان يبادروا في تشجيع الشعب العراقي من تغيير نظام حكمه. فيما انتقد الكاتب السياسي احمد الدبين في جريدة الرأي العام الاداء الامريكي للازمة وقال ان الولايات المتحدة ليس لها استراتيجية في التعامل مع الملف العراقي. وقال الكاتب يوسف الجاسم في الرأى العام في تصريح مبطن لواشنطن ان النظام العراقي خرج منتصرا من هذه الازمة واستطاع لفت الانظار الى موضوعه وان يستثمر الازمة لصالحه. فيما رفض بعض الكتاب في الكويت الاتفاق وقالوا ان ذلك في صالح صدام حسين, حيث قال الكاتب حسين العيسى في جريدة القبس ان صدام نجا هذه المرة وكذلك فعل الكاتب فيصل الزامل في جريدة الانباء حيث قدم التهنئة لصدام حسين على الاتفاق وقال انه اتفاق لن يصمد. ربما اعلان الاتفاق ايضا انعكس على الاجواء الاجتماعية والسياسية الكويتية التي ستدخل من اليوم في اجازة قصيرة بمناسبة العيد الوطني السابع والثلاثين وكذلك ذكرى تحرير الكويت, وبهذه المناسبة اعلن في الكويت عن العفو وتخفيض مدة العقوبة المقيدة للحرية عن بعض المحكومين. أشادت بدبلوماسية عنان وعودة العراق للأجندة الدولية الصحف الفرنسية تعتبر الاتفاق هزيمة للخيار العسكري باريس ــ شاكر نوري: أجمعت الصحف الفرنسية في تقييمها للاتفاق بين العراق والامم المتحدة على كون كوفي عنان هو (الرابح) الاول في السباق بين الحل الدبلوماسي والخيار العسكري ونجاحه في نزع فتيل الازمة, واعتبرت ان العراق هو الشريك الثاني لعنان في الانتصار بعودته الى المجتمع الدولي وفرض قضية رفع الحصار على الاجندة الدولية. ورأت بعض الصحف ان الازمة العراقية ادت الى تفكك الاتحاد الاوروبي وتباين ومواقف اعضائه حيث انفردت بريطانيا بقرار تأييد التهديد العسكري الامريكي للعراق. وركزت الصحف الفرنسية على حالة الارتباك التي عانتها اسرائيل بسبب المظاهرات الفلسطينية وتأييدهم للعراق ليبراسيون: عنان الرابح الأول وركزت صحيفة (لبيراسيون) على متابعة الاتفاق وخصصت صفحتها الاولى لطرح سؤال: بعد الاتفاق بين السكرتير العام للامم المتحدة وصدام حسين: من الرابح؟ وفي المقال الافتتاحي لصحيفة (ليبراسيون) اليسارية كتب لوران جوفران تحت عنوان (نجاح الآلة) أكد فيها على ان العقلانية سادت العلاقات الدولية بعيدا عن رائحة البارود والقنابل, وبهذه الطريقة فان الاتفاق المبرم سيعزز من موقف امريكا في البحث عن السلاح العراقي كما يسمح للجنة (اليونسكوم) ان تقوم بعملها في البحث عن الترسانة العسكرية لصدام حسين وهذا نبأ جيد, واكد كاتب الافتتاحية بأن هذا الاتفاق ما كان له ان يتحقق لولا ضغط السلاح العسكري الامريكي في الخليج ولولا تهديدات كلينتون بالعصا. وهكذا جعلت بغداد تستمع اليها, وقال كاتب الافتتاحية ان المنتصر الوحيد في هذه العملية هو الدبلوماسي الافريقي كوفي عنان الذي استطاع ان ينجح في مهمة صعبة للغاية, وبهذه الطريقة فان الامم المتحدة هي التي قامت برسم السياسة الخارجية للامم المتحدة, وقد وجدت فرنسا منفذا صغيرا لكي تتسلل من خلاله الى السياسة الدولية. وفي مقال كتب بيير بيران (العودة المنتصرة لصدام حسين) مؤكدا انها المرة الاولى التي يحصل الرئيس العراقي على نصر دبلوماسي منذ عام 1979 واغرق بنجاحه اسرائيل, اذ قال اميتزا بارام الاستاذ في جامعة حيفا بأن (صدام حسين حقق نجاحا استثنائيا) . والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال يوري ساجاي (بأن صدام حسين حقق اغلب اهدافه في هذه الأزمة) . واعتبر كاتب المقال بأن بغداد عادت الى عالم الدبلوماسية بعدما ارادت الولايات المتحدة ان نقصيه من هذا العالم باي ثمن, والنصر الآخر الذي حققه صدام حسين هو امكانية رفع الحصار عن العراق قريبا, واشار ايضا الى ان صدام حسين بحاجة الى ان يعود الى ساحة السياسة العالمية باستمرار, وربما يعود ذلك الى حالته النفسية. وكتب جان كاتريمير مراسل صحيفة (الليبراسيون) في بروكسل بان الازمة العراقية ادت الى زعزعة (الاتحاد الاوروبي) اذ تباينت مواقف الدول الخمس عشرة الاعضاء في الاتحاد, وكتب بيير هاسكي عن كوفي عنان الذي ربح الرهان الصعب. كما كتب كريستوف بولتانسكي عن (ارتباك اسرائيل بسبب تمرد الفلسطينيين وتأييدهم للموقف العراقي) اذ ان الدولة العبرية هي الاخرى استلمت خبر الاتفاق بين الامم المتحدة والعراق, بحذر كبير, مشككة بأن الرئيس العراقي اذا تراجع الآن فهذا لا يعني تراجعا كليا ونهائيا, واشار المقال الى ان معادلات الشرق الاوسط قد تغيرت. اللوموند: كلينتون فشل في حصد تأييد لضرب العراق جريدة (اللوموند) هي الاخرى خصصت صفحات عديدة للاتفاق وتصدر المانشيت عنوان (كوفي عنان يوقع اتفاقية السلام مع العراق) وتضمن ذلك فقرات عديدة منها (قصة المفاوضات الناجحة) و(النقاط الثلاث الرئيسية في الاتفاق) و(تقارير من بغداد والكويت لمراسليها) و(ردود الفعل في العالم) و(الرأي العام الامريكي) و(ابعاد الازمة وتأثيرها على البترول) و(مشكلة الحصار) وغيرها من الموضوعات. وكتب جيل باري بأن البنى التحتية العراقية كانت تعرضت للدمار الشامل لو حصلت الحرب. واشار الى معظمها يعاني من نقص. كاترين سيمون كتبت مقالة تحت عنوان (الكويت لا تنسى سجنائها ومفقوديها في الحرب) , كما كتب لوران زيشيني مقالة من واشنطن (الامريكيون يقدمون دعما غامضا لسياسة كلينتون) , ذلك ان ادارة كلينتون فشلت في اقناع الكونجرس بالضربة العسكرية وتحدث المقال عن الاستراتيجية الطويلة المدى لواشنطن ازاء العراق. وحسب التقارير فان اكثر من 70% من الامريكيين يعارضون الضربة العسكرية. وكتب جاك ايسنارد بأنه حسب المعلومات التي حصلت عليها الولايات المتحدة عبر اجهزتها الامنية فان العراق عمل على تحويل اربع طائرات فرنسية الصنع من طراز (ميراج اف 1) الى طائرات قادرة على حمل المواد البيولوجية. كما وردت في مقالات صحيفة (اللوموند) الرصينة تشير الى التظاهرات الجماهيرية التي حصلت في مصر والاردن والاراضي الفلسطينية المحتلة. كما اشارت مقالة اخرى في هذه الصحيفة الى الموقف البريطاني الذي عبر عنه روبن كوك وزير الخارجية البريطاني حيث اكد على ان الاتفاق المبرم بين الامم المتحدة والعراق يدل على تطور جيد, واشار توني بلير الى ان بريطانيا لم تطلع بعد على بنود الاتفاقية وابدى شكوكه, وقال ناطق بلسان الحكومة البريطانية (ينبغي عدم تقديم اي تنازل لصدام حسين بما يخص التفتيش غير المشروط لليونسكوم بجميع المواقع والقصور الرئاسية) . الفيجارو: صدام يهيمن على البيت الابيض كلينتون يطرح نعم مشروطة بــ (لو) نشرت صحيفة (الفيجارو) الواسعة الانتشار مقالات عديدة منها الافتتاحية التي كتبها الن بيريفيت الذي اكد على كشف الأزمة العراقية للخلل الحاصل في الموقف الاوروبي وانعدام سياسة اوروبية موحدة ازاء الشؤون الخارجية والدولية. وقد نشرت في صدر صفحتها (مانشيتا) عريضا بعنوان (نعم (لو) كلينتون لصدام) وركزت على اقوال كلينتون التي تؤكد على (ضرورة الافعال وليس الاقوال) للرئيس العراقي صدام حسين, وفي هذا الاطار كتب جان جاك ميفيل من واشنطن بأن السلام سيكون مسلحا. وبعد صمت دام 36 ساعة للرئيس الأمريكي بأن ما يهم هو (الافعال وليس الاقوال) وأبقى على القوات الامريكية في الخليج الى أن تتضح أبعاد الاتفاقية وتفاصيلها. بودوان بولاميرت كتب بأن كوفي عنان استطاع ان يفرض طريقته في المعالجة والحوار. وهو يتمتع بصوت رخيم وموهبة عالية واستطاع ان يبدع أمام الرئيس صدام حسين ومحاورته. وكتب كلود لوريو عن كواليس الاتفاقية و(مساومة بغداد) وقد تمكن كوفي عنان ان يناقش الاتفاقية بالتفصيل وبكل الدقائق. وأكد على ان العالم بأكمله تنفس الصعداء عندما تم توقيع هذه الاتفاقية. وكتب جاك ميفيل مقالا مطولا تحت عنوان (صدام حسين العائد الذي هيمن على البيت الابيض) , وأكد على أن قرار بغداد بالموافقة وضع الولايات المتحدة واسرائيل في حيرة من أمرهما. وأشار الى أنه لم يكن يوجد اي موظف او سياسي في الحكومة الامريكية يوافق على خطة (الاغتيال السياسي) التي اخفقت فيها الولايات المتحدة مرات عديدة. وقد روجت لها الوسائل الاعلامية بأن الهدف من الضربة العسكرية الامريكية هي تصفية الرئيس العراقي صدام حسين وتقسيم العراق. وقد أشار الى أن المخابرات الامريكية CIA ابطلت والغت جميع مشاريعها على الأراضي العراقية وكتب فيليب جيالي عن (إرتياح عرفات وانزعاج نتانياهو) لتوقيع الاتفاقية بين الأمم المتحدة والعراق. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يخاف من أن تطويه الضربة العسكرية الحالية الى النسيان كما فعلت حرب الخليج الثانية. وأما بنيامين نتانياهو فقد وجد في الأزمة العراقية بمثابة هدية نزلت عليه من السماء بالرغم من أنه قال بان الاتفاقية (نبأ جيد) . ولكنه ظل على حذره وأكد على أن الولايات المتحدة وافقت على الاتفاقية بشكل شكلي لحد الآن. القاهرة ـ مكتب البيان

Email