تقرير اخباري: جهود كلينتون ضاعت بين (رقم واحد.. ورقمين)، فشل استراتيجية (الخطوة الصغيرة) الامريكية..

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشلت حتى الآن الجهود الامريكية في اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين ببذل تنازلات متبادلة وعلى خطوات متدرجة اذ رفض كلا الفريقين ان يخطو الخطوة الاولى . وصرح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (ان ما يعرضه علينا (بنيامين نتانياهو) هو الفتات ولا يمكن ان نقبل به) في اشارة الى اراضي الضفة الغربية التي يمكن ان ينسحب منها الجيش الاسرائيلي. واوضح عرفات ان رئيس الوزراء الاسرائيلي عرض البدء بالانسحاب من اثنين في المائة من الاراضي واعتبر ذلك (غير مقبول) . وقد اجرى نتانياهو يوم الثلاثاء الماضي مباحثات في واشنطن استغرقت سبع ساعات لم يتزحزح خلالها عن اي من مقترحاته. ولكن الرئيس الفلسطيني اوضح انه (يوافق على النهج) الذي تقترحه الولايات المتحدة وهو (عملية متوازية خطوة خطوة) لتنشيط مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المتوقفة منذ عشرة اشهر حسبما اعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس روبن. واوضح المتحدث ان الجيش الاسرائيلي يجب ان يقوم بانسحاب من الضفة الغربية على عدة مراحل بحيث يكون هذا الانسحاب (ذا مصداقية) وعلى اساس ان يتخذ الفلسطينيون مقابل ذلك (تدابير امنية اضافية) . ويعني ذلك تشديد اجراءات الاعتقال وتسليم الارهابيين والتصدي للبنى الاساسية للحركات الفلسطينية المعادية لاسرائيل مثل حركة حماس. وصرحت مصادر مطلعة أن نتانياهو رفض ان يزيد الانسحاب الاسرائيلي عن تسعة في المائة على مراحل بينما البيت الابيض يصر على عشرة في المائة على الاقل. وقد اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان (نتانياهو يصر على ألا تنفذ (اسرائيل) سوى انسحاب من رقم واحد) بينما الفلسطينيون يطالبون بالسيطرة على 90 %من الضفة الغربية. وقد طرح نتانياهو ايضا عدة شروط مسبقة اهمها ان (يمزق) الفلسطينيون ميثاقهم الوطني الذي وضع سنة 1968 والذي تدعو عدة بنود منه الى القضاء على دولة اسرائيل. وكان المجلس الوطني الفلسطيني قد ادخل تعديلا على هذا الميثاق في ابريل 1996 ولكن اسرائيل تعتبر ان قرار التعديل هذا غامض. فتحولت الولايات المتحدة الى عرفات لتطلب منه البدء في عملية التنازلات المتبادلة فقام بمبادرة رمزية اذ قدم نصا جديدا للميثاق حذفت منه البنود محل الخلاف. وما لبث الامريكيون ان اشادوا بهذه اللفتة. وعلق ديفيد بار ايلان المتحدث باسم نتانياهو على ذلك بقوله (انها مناورة بما ان المجلس الوطني الفلسطيني هو وحده المخول سلطة تعديل هذا الميثاق) . وعلى الرغم من هذا الفشل يتمسك الامريكيون باستراتيجيتهم ليكثفوا الضغط على الاقل. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الخميس (للمرة الاولى قدم الرئيس افكاره بشأن اسلوب تنشيط العملية والطرفان يدركان اهمية تدخل من جانب الرئيس على هذا القدر من الاهمية) . وأكدت انها تأمل ان تقابل عرفات ونتانياهو كلا على حدة بعد اسبوعين او ثلاثة ثم ترتب لقاء مباشرا بينهما. وقد اوضح عريقات ان بيل كلينتون وعد عرفات بمواصلة جهوده في سبيل اقناع الجانب الاسرائيلي مؤكدا انه (لا يوافق على وجهة نظر نتانياهو) . واضاف كلينتون قائلا (اريد اعادة انتشار ذات مصداقية وكبيرة ومن رقمين) . وقد اغلقت الحكومة الاسرائيلية اليوم الباب امام اي تنازل وذلك باسم (مصالحها الوطنية الاساسية) وكانها تتصدى مسبقا لاي محاولة امريكية لارغامها. وافرجت ايضا عن اعتمادات لتعزيز الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية الذي تريد واشنطن تجميده. ــ أ.ف.ب

Email