انشقاق المقاومة اللبنانية بسبب يوم القدس: الطفيلي يطالب بمحكمة إسلامية للبت في فصله

أدى فصل (حزب الله) للشيخ صبحي الطفيلي (قائد حركة (ثورة الجياع) التي أطلقها منذ 4 يوليو الماضي), إلى أنباء تتناقلها مصادر دبلوماسية وسياسية في لبنان وتتحدث عن (مبادرات إيرانية) لاعادة الهدوء إلى الساحة الإسلامية اللبنانية . وقال الطفيلي لـ(البيان) في اتصال هاتفي بين بيروت وبلدته في منطقة البقاع: (لن أعلق على قرار فصلي عن (حزب الله) بانتظار أن تتشكل محكمة إسلامية تفصل بالأمر) . وتكشف تلك المصادر أن الطفيلي تلقى اتصالاً بعد ذلك القرار يؤكد له ان (محكمة خاصة) ستبت بالأمر. فيما تتحدث أوساط الطفيلي عن أزمة قائمة بين (حزب الله) وإيران, وان لدمشق دخولاً على خط تهدئة النزاع الذي لم تتضح معالمه بالشكل الكامل في العاصمة اللبنانية حتى الآن. لكن تلك الأوساط تردد التأكيد (ان لا نار من دون دخان) , مشيرة إلى ان المراجع الإيرانية الرئيسية أبدت انزعاجها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في مسألتين: أولاهما الخلافات التي دبت داخل صفوف الحركة الإسلامية في لبنان, وثانيهما: عدم التمكن من التنسيق مع دمشق لمعالجة ذلك. ولكن تلك المراجع لم تحدد عما إذا كانت المسؤولية عن ذلك في دمشق أم في بيروت. وإذا كانت تفاعلات القضية بين (حزب الله) والطفيلي سوف تشهد مفاعيل أخرى محلية وخارجية كون (قائد ثورة الجياع) يتمتع برعاية إيرانية, ما عكس (صمتا) سورياً على تحركاته خلال الأشهر الماضية, إلا ان الأمين العام لـ(الحزب) حسن نصرالله يؤكد أن المرحلة المنظورة في المنطقة خطيرة وحساسة (حسب تعبيره), وان المطلوب (يضيف): (لجم أي جدال محلي من الجميع باتجاه تدعيم الموقفين اللبناني والسوري في المسارين التفاوضيين مع اسرائيل) . لماذا فصل (الحزب) الطفيلي منه, وقد كان أمينه العام سابقاًَ؟ وبماذا يرد الأخير على القرار؟ حزب الله أصدر (حزب الله) قراراً فصل فيه الطفيلي, وفي أبرز ما ورد فيه: (منذ عدة أشهر أطلق الأخ الشيخ صبحي الطفيلي حركة خاصة به تحت عنوان (ثورة الجياع) وشعارات مطلبية, وحسم خياره عملياً عندما أخرج نفسه من مسيرتنا, واختط له مساراً منفصلاً تماماً عنا. لقد كنا نفهم هذا التحرك جيداً بخلفياته وأهدافه الحقيقية, وكنا على يقين بأن (ثورة الجياع) هي حركة سياسية لخدمة أهداف معينة وتبحث لها عن شرعية تحت اطارها) . ويتابع بيان: (حزب الله) : (وفي هذا السياق شن الشيخ الطفيلي هجمة قاسية على النهج السياسي لـ(حزب الله) وقيادته ومسؤوليه وحملة تشكيك واسعة طاولت حتى المقاومة الإسلامية في بعض أدائها, وفي ظل تغطية إعلامية واسعة في محطات ووسائل إعلام محلية ودولية. ولقد كان حجم الاضرار المعنوية والسياسية التي ألحقها الشيخ الطفيلي بمسيرتنا وحتى بمنطقة بعلبك ــ الهرمل بالغة وتفوق ما يدعيه في انجازات يتوهم انه حققها للجائعين, وهذا ما لم يقدم عليه حريص على الحالة والحزب والمقاومة والوحدة والمستضعفين ومنطقة بعلبك ــ الهرمل) . ويحدد بيان (حزب الله) سبب المشكلة ما جرى في احتفالات احياء (يوم القدس) , وكان الحزب أعلن أنه سيقيم مراسم يوم القدس في ساحة رأس العين, فأعلن الشيخ الطفيلي على إقامة المراسم نفسها في المكان ذاته مكرراً يوم عاشوراء السنة الماضية, ومصراً على الفتنة بين المؤمنين ــ حسب بيان الحزب ــ مما دفعنا إلى تغيير المكان والتخلي عن تلك الساحة إلى مكان آخر) . وينطلق بيان (حزب الله) من ذلك إلى القول ان الوقائع المشار إليها تكشف, حسب تعبيره, (بعد عدة أشهر, وبشكل واضح للجميع ان ما يقوم به ليس حركة مطلبية, وإنما سعي لتقسيم الساحة وفرزها, وفرض نفسه عليها بكل الوسائل المتوفرة لديه...) يتابع البيان متضمناً (القرار) : (بناء على كل ما تقدم نقول: لم يعد الشيخ صبحي الطفيلي واحداً في مسيرتنا المتواصلة بعد كل ما فعله لهذه المسيرة وعلى مدى عدة أشهر, وبعد أن أخرج نفسه منها وخرج عليها) . رد الطفيلي وقد رد الشيخ الطفيلي على ذلك بالمطالبة بمحكمة إسلامية تبت بالأمر وقال الطفيلي ان قرار (حزب الله) ــ وبيانه المشار إلى إبراز بنوده أعلاه ــ يضران بالمقاومة ويشوهان الكثير من الوقائع والحقائق) , حسب تعبيره, مضيفاً القول: انه سيكتفي في الوقت الحاضر بالتذكير والارشاد رافضاً ان يتحول (حزب الله) إلى حزب أشخاص. ويربط الطفيلي موقفه المعارض لمواقف (حزب الله) بعدة اعتبارات, أبرزها تذكيره بموافقة المعارضة لدخول اللعبة النيابية في انتخابات العام 1992 من أبوابها الملتوية, وبتأييد التمديد للرئيس الياس الهراوي, ويتابع قائلاً: (ولكي لا أكون شريكاً في ظلم أهلي وغضب ربي نأيت بنفسي عن المشاركة بقرارات الحزب في حينه وحتى اليوم) . ويأخذ الطفيلي على المقاومة انها أقرت بعدم حقها في ممارسة أي نشاط عسكري داخل الأراضي الفلسطينية الممثلة: (مما يعني ــ يقول ــ التخلي عن مبدأ تحرير القدس وفلسطين كمقدمة للدخول بما دخل به الآخرون) . يضيف الطفيلي قائلاًً انه باعلان (ثورة الجياع) إنما كان يقوم بواجبه الشرعي, كما يقول, متابعاً: (وللأسف بدل أن يقف البعض إلى جانبنا, أو على الأقل, ان يقف على الحياد, شكل الخط الأول (يقصد (حزب الله) ) للسلطة الظالمة, وحارب حبة الدواء ورغيف الخبز لدى الفقراء دون أن يحسب لله حساباً) . بيروت ـ البيان

الأكثر مشاركة