المشير عبدالغني الجمسي لـ(البيان): (الحورية المتمكنة) موجهه حتما ضد العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كعادته... وفي اجابات (موجزة) رد المشير محمد عبدالغني الجمسي, على اسئلة (البيان) , عن الموقف العربي الراهن, وعلاقته بقضايا السلام والعلاقات مع ايران, وما بعد حرب الخليج. اوكد المشير الجمسي الذي قاد الجيش المصري في انتصارات اكتوبر المجيدة ان الصراع مع اسرائيل صراع وجود لا حدود, وحذر الدول العربية من اضاعة الوقت في عملية السلام.. ولان شوكة العرب الحالية تتمثل في النتائج التي تركتها حرب الخليج, فقد بدأت (البيان) معه حوارها متسائلة: مع بداية عام جديد.. هل يمكننا القضاء على تداعيات حرب الخليج؟ وكيف؟ ـ حرب الخليج كان لها اثرها السيء على الدول العربية وخاصة التضامن العربي.. وعلينا ان نتدراك ذلك تدريجيا حتى يتم لم الشمل العربي مرة اخرى, لانه الضمانة الاكيدة لمواجهة اسرائيل باعتبارها العدو الدائم للدول العربية.. ومما يؤسف له ان اثر هذه الحرب على الكويت والمنطقة سيستغرق وقتا طويلا, وينبغي على العراق ان تنفذ جميع القرارات التي صدرت من مجلس الامن. ما تقويمكم لسير عملية السلام من دخول بنيامين نتانياهو للحكم في اسرائيل؟ ان سياسة اسرائيل منذ ان تولى بنيامين نتانياهو الحكم تجعلني اتشاءم من احراز اية نتائج في مفاوضات السلام, فإسرائيل ليست جادة في ذلك بالاضافة الى ان سياستها واستراتيجيتها منذ انشائها عام 1948 بل منذ مؤتمر بازل 1897 توضح ان النوايا واحدة في استمرار احتلال فلسطين وعدم اقامة دولة فلسطينية مهما كانت الاسباب بل ان (الاسرائيليين) يرفضون تماما اعادة الجولان الى سوريا مما يجعلني اقرر ان السلام مازال بعيدا جدا. ما هو رأيك في عدم احترام اسرائيل لقرارات الامم المتحدة منذ عام 1948, في الوقت الذي يحترم فيه العرب كل ما يفرض عليهم من اتفاقيات؟ ـ هذه حقيقة.. وقد ساعد اسرائيل على تنفيذ هذه السياسة ارتباطها القوي بالدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الامريكية.. التي اعترفت بقيام دولة (اسرائيل) بعد دقائق من بحث هذا الموضوع في مجلس الامن, بالاضافة للدول الاخرى التي ساعدتها في مواقفها المختلفة وبصفة خاصة في اعتداءاتها, على الدول العربية منذ انشائها وحتى اليوم, بداية من حرب 1948 مرورا بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956, وحرب يونيو 1967&& (وقد اذيع مؤخرا تقرير يؤكد امداد بريطانيا لاسرائيل بالمساعدات العسكرية اثناء الحرب مع مصر رغم اعلانها انها اتخذت موقفا حياديا.. واستمرت مساعدات تلك الدول لاسرائيل في حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر 1973. بعد مرور 25 عاما على حرب اكتوبر 73 ماتقويكم للتوازن العسكري بين العرب واسرائيل الآن؟ ــ التوازن العسكري يمكن معرفته والوصول الى حقائقه من تقارير مراكز الدراسات الاستراتيجية الدولية.. وكلها تؤكد ان (اسرائيل) لها التفوق العسكري على الدول العربية مجتمعة.. ويكفي ان تكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك اسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الاسلحة الذرية ووسائل نقلها الى اي مكان في الدول العربية. في مواجهة امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية واصرارها على عدم احترام معاهدة منع انتشار السلاح النووي.. ماذا ينبغي على العرب ان يفعلوه؟ ـ لا استطيع ان ادعو الى امتلاك السلاح النووي.. ولكن لابد من استمرارية الدعوة لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل.. وبذل المزيد من الجهد السياسي واستخدام جميع الضغوط والاوراق لاجبار اسرائيل على الانضمام للمعاهدة.. وهذا ما في ايدينا. ما رأيكم في القول بأن عملية السلام القائمة على مقررات مدريد لاتحقق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط؟ ـ اذا تم تنفيذ قرارات مؤتمر مدريد بنصها وروحها يمكن ان تحقق سلاما شاملا في المنطقة, ولكن المشكلة تتمثل في غياب الآلية الدولية التي تضمن تنفيذ هذه القرارات وبالتالي تتاح الفرصة حاليا لنتانياهو ان يتخذ مواقف معادية للسلام ومخالفة لنصوص الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في مدريد مستندا على انه ليس لها نصوص في اتفاقية السلام.. والمشكلة ليست في النصوص, ولكن مستقبل عملية السلام في المنطقة ليس واضحا, وهناك امثلة تؤكد ذلك منها ان (اسرائيل) لاتسمح بوجود دولة فلسطين, ولاتوجد حدود واضحة بين اسرائيل ودولة فلسطين وحتى الآن مازال مستقبل القدس غامضا, وكثير من القضايا التي لم تحسم حتى الآن, مما يعطي انطباعا واضحا ان السلام في المنطقة مشكوك فيه. في ظل التوتر الذي يسود المنطقة هناك بعض التحليلات السياسية التي تتوقع توجيه ضربة محدودة لسوريا لاجبارها على عقد معاهدة مع اسرائيل.. فما توقعاتك؟ ـ لا اتوقع حدوث مثل هذه الضربة.. لان سوريا بقوتها السياسية والعسكرية اقوى من هذا بكثير واكاد اجزم ان اسرائيل تعلم ذلك, وتعمل الف حساب لعدم الوقوع في مثل هذا الخطأ العسكري, ولابد ان نتوقع ان سوريا مستعدة لمواجهة هذه الاحتمالات سواء في الاراضي اللبنانية أو على اراضيها. ولكن اسرائيل ترفض اعادة الجولان, بينما تصر سوريا على عدم التنازل عن شبر من الجولان.. فما تقديركم لحل هذه القضية؟ ـ هذه هي المشكلة الرئيسية التي تثيرها اسرائيل, لان لها نوايا توسعية في الجولان, وترى ان استيلاءها عليها يحقق لها الامن, ولذلك سوف تستغرق الجهود السياسية لتحقيق السلام بينهما وقتا طويلا, ولكن في النهاية حتما ستعود الجولان الى سوريا, واتوقع ان المشكلة التي ستنشأ في ذلك الوقت عند تحقيق السلام هي تحديد القدرة العسكرية لسوريا في الجولان. ولكن هل تتوقع تحقيق مثل هذا الاتفاق في ظل حكومة الليكود المتشددة بزعامة نتانياهو؟ ـ لا اتوقع ان يحدث اي اتفاق او تقدم في عملية السلام عموما في ظل حكومة الليكود بزعامة نتانياهو.. ولكن قد يحدث في ظل حكومة اخرى. هل تعتقد انه يمكن تحقيق الامن قبل السلام كما يدعي بنيامين نتانياهو؟ ـ هذا كلام غير صحيح, واعتقد انه يقول هذا الكلام كغطاء سياسي لتبرير عدوانهم المتكرر على الفلسطينيين واللبنانيين, كما ان كلام نتانياهو هذا جزء من نظرية الامن التي اخترعها الاسرائيليون للتوسع وستارا لمخططاتهم التوسعية, ولقد قالها الرئيس مبارك واتفق معه على ان السلام هو الذي يحقق الامن وليس العكس. بعض الخبراء العسكريون يؤكدون ان الحرب القادمة في الشرق الاوسط سيكون سببها اعادة توزيع حصص المياه في المنطقة.. فما رأيكم؟ ـ موضوع المياه شائك جدا, ومهم بالنسبة للعالم العربي واسرائيل وتركيا لان هناك منابع كثيرة في تركيا تؤثر في سوريا, وقد تكون المياه سببا من اسباب الحرب في المستقبل, ولو اني اعتقد انه من الممكن معالجة مشاكل المياه في العالم العربي والافريقي بالطرق السلمية, الدبلوماسية. سيادة المشير.. هل ترى ان الصراع بين العرب واسرائيل, صراع وجود ام صراع حدود؟ ـ صراعنا مع اسرائيل صراع وجود وليس حدود فمنذ انشائها تقوم على نظرية الامن التي تنادي بالتوسع على حساب الدول العربية المجاورة لها.. بل ان اهدافها المعلنة بأن تتوسع من النيل الى الفرات في نطاق اهدافها ومخططاتها وتعتبر بعض المناطق العربية جزءا من دولة اسرائيل وبالتالي.. لاتوجد حدود.. وتأكيدا لما قلته.. ان بن جوريون مؤسس دولة اسرائيل عندما سئل اين حدود دولة (اسرائيل) ولماذا لاتوجد لها حدود ثابتة حتى الآن؟ قال: ان حدود اسرائيل حيث يقف الجندي الاسرائيلي, وهناك مثال حي آخر انه بعد العدوان على مصر عام 1956 صدر قرار الكنيست الاسرائيلي بضم سيناء الى اسرائيل كجزء من اراضيها كما يدعون ولكننا اجبرنا اسرائيل على الانسحاب رغم انفها, ايضا موشى دايان بعد حرب يونيو 1967 عندما وصلت قواته الى سيناء والجولان ونهر الاردن قال: هذه هي الحدود الآمنة لاسرائيل! احزاب المعارضة المصرية تقول ان اتفاقيات السلام بيننا وبين اسرائيل تنقص من السيادة الوطنية على سيناء, هل هذا صحيح؟ ـ الصحيح في هذا الموضوع ان هناك منطقة منزوعة السلاح في سيناء طبقا لنص الاتفاقية كما ان هناك منطقة منزوعة السلاح في اسرائيل ينطبق عليها نفس الشيء. ولكن المنطقة المنزوعة السلاح في سيناء مساحتها 20 كيلومترا اما في اسرائيل فهي كيلومترين فقط! هذا صحيح.. وذلك نتيجة للفارق الشاسع في المساحة بيننا وبينهم, وبالتالي فالمسافة نسبية, ولقد وافق الطرفان على ذلك واقرها مجلس الشعب عندنا والكنيست عندهم فأصبح امرا واقعا وجاري تنفيذه بوجود قوات الامم المتحدة وبضمان الولايات المتحدة الامريكية والاتفاقية موقعة بالنص بين مصر واسرائيل وبضمان الولايات المتحدة وقد نصت على اسلوب ونظام تعديلها في اي وقت من الاوقات. ولكن بعض المحللين السياسيين يقول انها ابدية؟ ــ لا.. هذا غير صحيح فهي ليست ابدية, واذا ما قرر مجلس الشعب غدا انه يريد اعادة النظر في الاتفاقية لأي سبب من الاسباب فهذا من حقه ولكن المشكلة في اجراءاتها المعقدة وحتى اذا كانت (اسرائيل) تريد اعادة النظر فيها سيكون ذلك رهن موافقة مصر وامريكا.. وهذا سيتوقف على مصلحة كل طرف من من الاطراف. وماذا عن آخر المستجدات في القضية والمتمثل في ان امريكا ستتوقف عن دفع مبلغ 400 مليون دولار تكاليف نفقات القوات متعددة الجنسيات في سيناء كأسلوب للوي ذراع مصر؟ ـ لم تعلن امريكا انها ستتوقف وانما بعض الصحف رددت ان امريكا ستثير الموضوع لانها لاتريد دفع الـ 400 مليون دولار فإذا مادفعت انتهت المشكلة واذا صممت على عدم الدفع فلابد لمصر واسرائيل ان تجدا حلا او وسيلة لدفع هذا المبلغ. ولكنكم قلتم من قبل انها ستثير الموضوع كي تلوي ذراع مصر؟ ـ ذراع مصر ملوية جاهزة. هل نصر اكتوبر 1973 في رأي المشير الجمسي ينسب للرئيس السادات ام للجيش المصري الذي اعده الرئيس عبدالناصر بعد نكسة 1967 وخلال حرب الاستنزاف؟ ـ هذا الجيش هو جيش مصر وليس جيش السادات ولا عبدالناصر وبعد هزيمة يونيو 1967 وهي هزيمة مريرة اعيد تسليحه من الكتلة الشرقية والاتحاد السوفييتي سابقا ورفعت كفاءته القتالية وخاصة حرب الاستنزاف واقام حائط صواريخ الدفاع الجوي وكل هذه الاعمال تمت في عهد عبدالناصر وهذا ينسب تاريخيا له, اما التجهيز لحرب اكتوبر 73 ووضع خطتها واتخاذ قرار الحرب حتى نهايتها فهذا ينسب للرئيس السادات ويكتب له تاريخا وكلاهما يكمل بعضهما البعض في قيادة مصر. لكم رأي يقول: نحن مسؤلون عن هزيمة يونيو 1967 ونحن الذين صنعناها نريد توضيحا لهذا وماهي الاسباب السياسية والعسكرية لهزيمة 67 في رأيك؟ ان التقدير السياسي في ذلك الوقت كان خاطئا ومضمونة انه لن تنشب حرب في هذه المنطقة, الامر الذي دعا القيادة السياسية الى اغلاق مضيق العقبة مما جعل الولايات المتحدة الامريكية تعلن العداء على مصر في عهد الرئيس جونسون اما الاسباب العسكرية فترجع الى ان القيادة العسكرية برئاسة المشير عبدالحكيم عامر لم تكن على مستوى المسؤولية لقيادة القوات. يقال ان الخلافات الشخصية والسياسية بين الزعيم جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر كانت احد اسباب هذه النكسة.. هل هذا صحيح؟ لا.. لان عبدالناصر وعامر في ذلك الوقت كانا على صداقة وثيقة لايرقى اليها الشك ويكفي ان نتذكر ان تأمين الثورة بعد قيامها تم بتعيين (الزائد) عبدالحكيم عامر في ذلك الوقت ومنحه الرتبه العظيمة التي تولاها بقرار من جمال عبدالناصر. لكن عند تقييم نكسة يونيو 67, ترى من المسؤول عنها؟ ـ المسؤول عن نتائج الحرب هو جمال عبدالناصر لان القائد السياسي للدولة هو الذي يتحكم في سياستها الخارجية وقواتها العسكرية وكل القرارات العسكرية الرئيسية التي اتخذت في هذه الحرب كانت تعرض على عبدالناصر بحكم منصبه, فحشد نصف مليون جندي في سيناء لايستطيع عامر ان يفعله دون موافقة عبدالناصر وطرد قوات الطوارىء الدولية واغلاق المضايق ايضا, ولاننسى سؤال عبدالناصر الشهير لعبدالحكيم عامر حينها.. هل انت جاهز ياعامر؟ فرد عليه قائلا: (برقبتي ياريس) هذا مجرد كلام مصاطب.. فقرر عبدالناصر بناء على هذا الرد دخول الحرب وكتب محمود رياض في مذكراته. دول الخليج ترى ان نشر ايران لصواريخ ارض ــ ارض بالخليج العربي يعرض الامن والاستقرار في الخليج للخطر.. بل وتهدد الامن القومي العربي بتصديرها مفاهيم الثورة الايرانية للدول العربية, ما رأيك في هذه الاتهامات؟ ـ اوافق تماما على ان نشر الصواريخ الايرانية يهدد الوطن العربي, ويجب ان يكون واضحا لجميع الدول العربية ان هذا يعد تهديدا مباشرا للامن القومي العربي. وماذا عن التحالف التركي ــ الاسرائيلي.. وادعاء تركيا انه ليس موجها ضد العرب؟ ـ اي تحالف مع اسرائيل هو ضد العرب مهما قيل من مبررات. حوار: ماجده معمر

Email