انقسام في مجلس النواب الأردني بين مؤيد ومستنكر للمشاركة في المناورات الامريكية التركية الاسرائيلية

توقف مجلس النواب الاردني مطولا امام مشاركة الحكومة في المناورات الامريكية التركية الاسرائيلية شرق المتوسط بصفة مراقب وانقسم المجلس في مناقشات حالية بين مستنكر لهذه المشاركة لما لها من اثر في سلخ الاردن من عمقه العربي والاسلامي وبين نواب لا يرون اية اهداف عسكرية أو سياسية لهذه المناورات. وطالب عدد من النواب المجلس باصدار بيان يدين فيه قرار المشاركة والمناورات الا ان المجلس لم يتخذ قرارا بذلك كون المناقشة جاءت في بند ما يستجد من اعمال وليس بند المناقشة العامة. وكان النائب الدكتور محمد العوران الامين العام لحزب الارض العربية أول المتحدثين حيث قال: ان الاشتراك في المناورات اثار ردود فعل جماهيرية داخليا وخارجيا مشيرا إلى ان معظم الشعب ضد هذه المشاركة, واضاف ان هناك اختلافا في وجهات النظر تجاه العلاقة الاردنية الاسرائيلية والتطبيع معربا عن خشيته ان تكون هذه المناورات بداية لمناورات وتحالفات اكبر. وقال: اننا نحذر ونستنكر هذه المناورات ونتمنى ان لا تكون بداية لحوربة في الشرق الاوسط وان تكون نهاية لكل اتصالات عسكرية مع تركيا واسرائيل ويعود الاردن إلى حظيرته العربية. وقال النائب الاسلامي الدكتور عبدالله العكايلة ان مشاركة الاردن تضعه في خلل بضرب مصلحته الوطنية والقومية والاسلامية لافتا الانتباه إلى انه لا مصلحة لنا في المشاركة بهذه المناورات وانه لا مكان للاردن الا في مربعه العربي الاسلامي. وقال النائب الدكتور عبدالله الجازي رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية ان اللجنة جلست مع وزير الخارجية قبل ايام للحديث حول موضوع المناورات. وأضاف ان الوزير اكد ان هذه المناورات للبحث والانقاذ ولا توجد هناك اية احلاف مشيرا إلى ان الموضوع اخذ اكبر من حجمه الطبيعي وقال نحن في الاردن لم ندخل اي تحالف مثل تحالف (حفر الباطن) وان مواقف الاردن قومية مشهودة ومشرفة في الدفاع عن صفوف هذه الامة. وقال النائب بسام حددين ان المناورات اسلوب لإرسال, رسائل سياسية ولقد سررنا عندما سمعنا اللهجة التصعدية لمواجهة السياسة المتطرفة لحكومة نتانياهو لافتا إلى ان هذا الرد تبدد عندما وافقت الحكومة على المشاركة بالمناورات التي ترسل رسائل غير مطمئنة. وقال النائب صالح الحيوران الاردن بحكم موقعه في قلب الوطن العربي منطلقه قومي ويفترض ان تكون علاقاته مع جميع الدول العربية ممتازة. واضاف: انني مع عدم المشاركة في اي شيء يمكن ان يجلب للاردن اصابع اتهام. وقال النائب نشأت حمارنة وهو من حزب البعث ان هناك تعاونا ما بين اسرائيل وتركيا لوضع الوطن العربي بين فكي كماشة وهناك حلف اسرائيلي تركي بمباركة امريكية. وأضاف ان المناورات جاءت كرد على النقاط المضيئة ومنها قمة طهران الاسلامية مؤكدا ان المناورات تهدف للعودة بالمنطقة إلى سياسة الاحلاف التي سادت في الخمسينات وتهدد الامن القومي العربي والاسلامي. وقال ان التدخل التركي في شمال العراق يشبه التدخل الاسرائيلي في جنوب لبنان وهو تهديد لسيادته ورسائل إلى سوريا للنيل من صمودها. وقال النائب الاسلامي محمد الازايدة ان الاردن لا يستطيع ان ينسلخ عن عمقه العربي والاسلامي واي توجه خلاف ذلك يضر بمستقبلنا. وأضاف: كلنا غيورون على ثرى هذا البلد وهويته واستقراره وان هذه المناورات هي عبارة عن ضغوطات على العراق وسوريا ومصر. وقال النائب راجي حداد رئيس لجنة التوجيه الوطني ان المناورات هي قمة التدريب للقطاعات العسكرية تبدأ من القاعات وتنتهي في الميدان. وقال ان المشاركة الاردنية فيها بقصد المراقبة مضيفا اننا كنا في السابق نبذل جهودا من قبل الاستخبارات للتعرف على التكتيك لاعمال العدو اثناء العمليات الحقيقية لانه بخلاف ذلك لا نستطيع مجابهته, واكد على ضرورة تشجيع مثل هذه المشاركة للاطلاع على ما حدث من تطور واساليب التدريب. وقال النائب حمادة الفراعنة ان مشاركة الاردن ولو من زاوية المراقبة تتعارض مع كل الممارسات القومية. وأضاف انه يرغب بالسماع لرأي الحكومة مع ادراكه ان الاردن تعرض لضغوط. وقال النائب فواز الزعبي ان هذه المناورات ليست لها خطورة, وهي تمارين بحرية ولا اهداف عسكرية لها واعتبر المشاركة فيها هي تكريم للاردن. وقال لو اشترك بلد عربي آخر في هذه المناورات لما عارضناه والتمسنا له العذر ولكن لان الاردن شارك فيها فاننا نهاجمه. وقال النائب عبدالرؤوف الروابدة: كنا دائما مع الوفاق العربي وكنت شخصيا ضد المناورات, ولكنها تجري من معظم الدول العربية وممن بدأ التحالف مع غير العرب ضد الدول العربية. وأضاف: انني ضد المشاركة في المناورات فهي مرفوضة لي ولكني ارجو ان لا تكون مجالا لجلد عروبة هذا الوطن والانتقاص من مواقفه وادعو قوانا السياسية ان لا تكيل بمكيالين وتدين موقف وتؤيد آخر في مكان ما. واعتبر النائب الدكتور محمد البطاينة من الحزب الشيوعي مشاركة الاردن بالمناورات رضوخا غير مبرر للضغوط الامريكية الصهيونية, وهي تعيد للاذهان سياسة الاحلاف المشبوهة وتهدد الامن القومي العربي. وأكد ان امن الاردن في انتمائه العربي وطالب بوقف الاشتراك بالمناورات والانسحاب منها لان المشاركة تعد دعما مجانيا للسياسة العدوانية الاسرائيلية. اما النائب المهندس محمد بني هاني فقال انه لا يرى مصلحة من المشاركة في المناورات التي تدل على تسريع التطبيع مع عدو لا يعرف عهدا, وأضاف انه يخشى ان تكون هذه المشاركة مقدمة لحلف شرق اوسطي يضم الاضداد ويضر بمصالح الاردن. وقال النائب الدكتور أحمد العبادي ان وجود التحالف العسكري الثلاثي الامريكي الاسرائيلي التركي يعتبر خطرا على أمن الدول العربية, وقال ان: المناورات تحدث في مختلف الاقطار العربية ولم نسمع الدنيا تقام عليها. وتساءل النائب ضيف الله الكعيبر عن الضرر من جراء هذه المشاركة, وقال: هل يريد الزملاء ان يكون الاردن تابعا للآخرين وغير حر في قراره متسائلا: ام يحن الوقت لان نكون اصحاب السيادة واحرار في قرارنا. النائب عبدالله زريقات قال ان مواقف الاردن على مدى رحلته كانت مشرفة ونظيفة ودعا إلى عدم اخذ الموقف باكثر من مداه. وقد رد الدكتور عبدالله النسور نائب رئيس الوزراء على المناقشات, وقال استمعنا لوجهة نظر اولئك النفر من النواب الذين شددوا على انتماء الاردن القومي والعربي أو الذين لم يروا في المناورات اشارة سياسية. وقال باسم الحكومة اعلن انه لا توجد مقاصد سياسية أو تحالفات من وراء هذه المناورات ذات صيغة الدفاع المدني لان هدفها الدفاع بقصد الانقاذ واخلاء المدنيين في حالة الكوارث الحربية والطبيعية. من جانبه قال الدكتور فايز الطراونه وزير الخارجية انه من السهل الحديث في التوقعات المستقبلية والتشكيك بموقف ما بناء على الافتراضات. عمان ـ خليل خرمه