الوجبات الخفيفة «التصبيرة»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد لدى كثير من الأفراد وقت لإعداد الأطعمة الصحية، نظراً إلى انشغالهم بأمور حياتهم اليومية، فاستغلت شركات الأغذية هذا الموضوع في صناعة الوجبات السريعة بشتى أنواعها، وأعدّت وجبات خفيفة عبارة عن مجموعة مكسرات وبروتينات وكربوهيدرات، تأتي مغلفة بغلاف مستطيل الشكل مكتوب عليه عبارات توحي لمستهلكيها بأهمية المنتج في إمدادهم بالطاقة والنشاط والمعادن والفيتامينات التي قد تحتاج إليها أجسامهم.

وفي خضم البيئة التنافسية للشركات المصنعة لهذه الوجبات، أصبحت لدينا مئات من هذه الوجبات المغلفة التي تتنافس في نيل مكان بين أرفف البقالات ومحلات بيع الأطعمة الخاصة بالرياضيين ومتبعي الحمية الغذائية الخاصة.

تنوع

ونظراً إلى تنوع مصادر الوجبات، فإنها بلا شك تختلف في قيمها الغذائية ومحتواها من حيث السعرات الحرارية والسكريات والدهون، فبعض هذه المنتجات يحتوي على كميات عالية من السكريات والدهون المشبعة، مما يجعل استهلاكها بشكل مستمر ويومي أمراً يشكّل خطورة على صحة مستهلكيها.

وأصبح من الضروري معرفة ما تحتويه هذه الوجبات، وكيفية تعامل أجسامنا معها من خلال معرفة تأثير كل محتوى على حدة، فمثلاً الوجبات التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والكربوهيدرات تحفّز الجسم إلى إفراز الأنسولين بكميات عالية وبشكل مفاجئ، كردّة فعل طبيعية عند زيادة مفاجئة في معدلات السكر في الدم، وما يكاد أن يحس الفرد بنشاط نتيجة الطاقة المتوافرة، إلا أن هذا النشاط يبدأ بالهبوط سريعاً نتيجة هبوط سريع في مستويات السكر في الدم عند استنزافه للطاقة المتوافرة.

وفي الجهة المقابلة، الوجبات التي تحتوي على نسب قليلة من الدهون وكميات عالية من الألياف تمدّ الجسم بالطاقة فترات زمنية طويلة، مع الحفاظ على مستويات السكر في الدم بشكل منتظم، ويرجع ذلك إلى احتواء الألياف على كربوهيدرات معقدة، فتستغرق عملية تحليلها وهضمها وقتاً أطول، وبالتالي انتظام عملية إفراز الأنسولين، وبالتالي يجب علينا تحديد ما نحتاج إليه فعلاً من عناصر غذائية في وجباتنا اليومية، عبر تحديد السعرات الحرارية المطلوبة، اعتماداً على كمية الجهد البدني المبذول خلال اليوم.

اختيار

إذا رأيت أنك مضطر إلى أخذ واحدة من هذه الوجبات الخفيفة، فاحرص على اختيار الأفضل والأنسب، وألق نظرة على بطاقة القيم الغذائية للمنتج، وتأكد من التالي: احتوائها على نسبة دهون أقل من 5 غم، واحتوائها على 3 إلى 5 غم من الألياف، وإذا كنت تحافظ على وزن معيّن، فتأكد من كمية السعرات الحرارية، بحيث لا تتجاوز 180 سعرة حرارية (كالوري)، ويفضل اختيار الوجبات التي تحتوي على كمية 15 غم أو أكثر من البروتينات،

كما يفضل اختيار الوجبات المدعمة بالفيتامينات والمعادن. يجب أيضاً استهلاك بعض الفواكه الطازجة مع هذه الوجبات، مثل الموز أو التفاح أو حتى الطماطم والخضراوات، مثل الجزر أو أصابع القرع، وذلك لافتقار هذه الوجبات المصنعة إلى الكثير من العناصر الغذائية المهمة، كما يجب الابتعاد تماماً من الوجبات التي تحتوي على مواد معدلة وراثياً، أو تلك التي تحتوي على هرمونات، لما تشكّله هذه المواد من خطر جسيم على صحة الجسم، لما لها من أثار جانبية مع كثرة استهلاكها.

زكية سيد الهاشمي - أخصائية إدارة التغذية السريرية

Email