تغذية الأطفال البدناء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد العالم المتحضر ارتفاعاً في معدلات السمنة بين جميع فئات المجتمع ومن جميع الأعمار وخصوصاً لدى الأطفال، الأمر الذي دفع الكثير من منظمات الصحة العالمية لوضع خطط وآليات لمواجهة مخاطرها من جهة، والحد من تراكمها من جهة أخرى.

وبالنظر إلى الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تفاقم المشكلة، فسوف نلاحظ ارتباطاً وطيداً بين زيادة في عدد مطاعم الوجبات السريعة وانخفاض المجهود البدني من ناحية وزيادة في معدلات السمنة من ناحية أخرى.

ولا يخفى على أحد توافد الكثير من المطاعم العالمية المشهورة والبعض منها تقدم الوجبات السريعة وازدياد أعدادها بشكل ملحوظ نتيجة للتطور العمراني والحضاري الذي تشهده دولتنا الحبيبة.

وبالنظر إلى رفاهية الحياة التي يتمتع بها الكثيرون وقلة اهتمام الأهالي بأطفالهم لانشغالهم بمسؤوليات الحياة اليومية، حيث يلجأ الكثير من الأهالي لتوفير هذه الوجبات السريعة لأبنائهم لسهولة توفرها وطلبها بكبسة زر من هاتف محمول وتوصيلها لباب المنزل عوضاً عن إعداد الطعام الصحي، الذي قد يستغرق وقتاً وجهداً ليس متوفراً لديهم.

ونتيجة لذلك، نشهد ارتفاعاً في مجموعة من المشاكل الصحية الناتجة عن السمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، مقاومة الأنسولين والذي يكون في الكثير من الأحيان مؤشراً مبكراً على الظهور الوشيك لمرض السكري، والالتهابات العضلية الهيكلية مثل التهاب المفاصل نتيجة زيادة الوزن، وأيضاً بعض أنواع السرطانات نتيجة استهلاك المواد الغذائية المصنعة وغير العضوية.

مهمتنا في قسم التغذية رفع مستوى الوعي الصحي لدى الأهالي بضرورة اتخاذ التدابير الضرورية في الوقت المناسب قبل تفاقم المشاكل الصحية لتصبح أمراضاً مزمنة لا سمح الله.

وبالتعاون مع أخصائي التغذية في هيئة الصحة بدبي يمكننا توضيح الأسباب المباشرة لمشكلة السمنة لدى أطفالهم، وبالتالي يمكننا إعداد خطة غذائية مناسبة لهم يتخللها بعض التمارين الرياضية والحركات البدنية لمساعدتهم على حرق السعرات الحرارية الزائدة.

معطيات

في البداية يجب تقييم الحالة الصحية للطفل السمين ومن ثم النظر إلى نوع ومصدر الغذاء الذي يستهلكه على مدى اليوم، وأيضاً يجب عدم إهمال جانب النشاط البدني لدى الطفل ومدى ممارسته له ومن ثم وضع الخطة المناسبة استناداً إلى هذه المعطيات.

في جميع الحالات يجب وضع حد وبشكل فوري للوجبات السريعة والمشروبات الغازية لما تحتوي على سعرات حرارية عالية ومواد ضارة للجسم.

ويرجع سبب إدمان الطفل لهذه الوجبات هو في المنكهات الصناعية المضافة وقت تصنيع هذه الأغذية وفي كمية السكريات والمحليات الصناعية الكبيرة المضارة في المشروبات الغازية ما يجعل من تطبيق أي نظام غذائي على الطفل غاية في الصعوبة في بداية المرحلة، لذلك يجب الاستعاضة ببدائل يقتنع بها الطفل ووضع جوائز تحفيزية تشجعه على التغيير، فمثلاً يمكنك تحضير شطيرة البرجر منزلياً من لحوم نظيفة خالية من المواد الضارة وأيضاً بكميات يمكن التحكم بها، وتشجيع الطفل على شرب الماء أو العصائر بديلا للمشروبات الغازية، كما يمكنك وضع حوافز وجوائز حال وصول الطفل للأهداف المرجوة من النظام الغذائي، والتشجيع المستمر على اتباع نظام غذائي صحي كونه أسلوب حياة، كما يمكنك تشجيع طفلك على اختيار النشاط البدني المفضل لديه وتعزيزها من خلال مشاركتك له، جميع هذه الخطوات وأكثر من أجل سلامة طفلك ليحيا سعيداً.

أخصائية إدارة التغذية السريرية

Email