تطوير شبكة إلكترونية لجمع الحطام من الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

طور خبراء الفضاء اليابانيون في وكالة "جاكسا"، شبكة إلكترودينماكية، تهدف إلى جمع حطام الأقمار الاصطناعية المتناثرة في الفضاء. وتعد الشبكة أحد الاقتراحات المقدمة للتعامل مع هذه المشكلة.

وذكرت مجلة "نيو ساينتست"، العلمية المتخصصة، في تقرير لها حول هذا الموضوع، أخيراً، أنه وبحسب مركز أبحاث الكونغرس الأميركي فإن الفضاء مملوء بمئات الألوف من قطع المركـّبات الفضائية، والأقمار الاصطناعية، والمعدات الأخرى، وذلك نتيجة الرحلات البشرية حول كوكب الأرض. ويتحرك بعض هذا الحطام بسرعة تفوق سرعة الصوت، الأمر الذي قد يُشكل كارثة طبيعية، تُهدد كوكب الأرض.

ويشير المركز إلى أن "جسماً صغيراً بقطر 10 سنتيمترات يمكنه تدمير قمر اصطناعي تقليدي بشكل كارثي"، مضيفاً أنه يمكن لجسم بقطر 1 سنتيميتر تعطيل مركـّبة فضائية.

من جهته وضع عالم الفيزياء الفلكية دونالد كيسلر في سبعينيات القرن الماضي أسوأ سيناريو محتمل لوجود هذا الحطام في الفضاء، وهو تصادمه ببعضه البعض، ما قد يفضي إلى إنتاج حطام أكثر.

تقنية مبتكرة

وطلبت وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، من شركة "نيتوسيمو"، المتخصصة في تصنيع معدات الصيد مساعدتها على بناء شبكة جمع الحطام الفضائي الإلكترونية. وعلى عكس الشبكة التقليدية، التي تستخدم في المحيطات، تتميز تلك الإلكترونية بطول يصل إلى 700 متر، وبصنعها من الألمنيوم وأسلاك الفولاذ، بحيث تتدلى من مركـّبة فضائية غير مأهولة. وتحتوي الشبكة الفضائية على مجسات تبحث عن انعكاسات الضوء الناجم عن جزيئات الحطام الفضائي، لتنتشر بشكل يجذب هذه المواد. وتغير الشبكة مدارها بفضل التيار الكهربائي، الذي يسري في أسلاكها، والمسؤول عن تكوين مجال كهرومغناطيسي يجذب الحطام، ويدفع بالشبكة بعيداً عن الحقل المغناطيسي الأرضي. ولدى تجميع الشبكة كميات كافية من الحطام، يتم توجيه أوامر لها بتقليل سرعتها، والنزول من المدار بشكل يفضي إلى احتراق الحطام والمركـّبة الفضائية والشبكة لدى دخولها الغلاف الجوي.

ويعتقد الخبراء في وكالة "جاكسا"، أن الفائدة الأساسية من الشبكة، تكمن في بساطتها، ووزنها الخفيف وعدم حاجتها إلى أي قوة دافعة لحملها على التحرك من مكانها. ويؤكد الخبراء أنه في حال نجحت هذه التجربة، فإنهم سيصنعون شبكة فضائية بطول 10 كيلو مترات لجمع الأقمار الاصطناعية، التي انتهت صلاحيتها.

وسيكشف الاختبار أيضاً عن بعض عيوب هذه التقنية، وأكثرها احتمالاً هو بطء عمل الشبكة، بحيث قد تستغرق رحلة نزولها من المدار مدة تقدر بين شهور عدة، وبين سنة كاملة، فضلاً عن مشكلة انجذاب الشبكة إلى أقمار اصطناعية مُشغلة في الفضاء، ويتخوف الخبراء أيضاً من "تعرض الشبكة لحالات تمزق بفعل الحطام المتطاير أو النيازك الصغيرة".

انتقادات للشبكة الإلكترونية

وهذه الفكرة لا تحوزُ إعجاب الجميع، حيث إنها قد لا تكون الفكرة الأكثر فعالية لجمع الحطام الفضائي. وفي هذا الصدد يقول هيو لويس، المهندس الفضائي في جامعة "ساوث أمبتون"، ببريطانيا،:"هناك توجه متزايد لدى المنظمات لتطوير جهاز يزيل الحطام الفضائي من دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة لتفعيل مثل هذا الجهاز، وأعتقد أنه يجب عرض الفكرة على خبراء الأمن الدولي قبل المضي بتنفيذها"، مضيفاً أن تحفظاته تتمثل بشكل أساسي باحتمال ارتطام الشبكة بقمر اصطناعي كبير الحجم، ما قد يؤدي إلى تكوين كميات أكبر من الحطام.

وذكرت مجلة "نيو ساينتست"، أن فريقاً من مؤسسة "سويس فيدرال أوف تكنولوجي"، في مدينة لوزان بسويسرا، يعمل على بناء روبوت آلي، أطلق عليه اسم "كلين سبيس ون"، بهدف إزالة الحطام الفضائي، بحيث سيوظف هذا الروبوت أذرعه الآلية المستوحاة من شكل قنديل البحر لتطويق، الأهداف قبل توجيه نفسه إلى الغلاف الجوي. ومن جهتها تعمل شركة "بوينغ"، على إرسال صاروخ، يبدد الحطام بواسطة غاز خامل، بينما تبحث شركات أخرى تسليط نوع من أشعة الليزر لتنظيف الفضاء، بينما تسعى شركة "إيدس أوستريم"، إلى تركيب أشرعة لبعض الأقمار الاصطناعية التي لا تزال تحت البناء، لتعمل على توجيه أجهزة جمع الحطام الفضائي نحو الغلاف الجوي لكوكب الأرض. ويرى الخبراء أن جميع هذه الأفكار تصلح للعمل في جمع الحطام الفضائي، إلا أنه من المؤكد أن التنافس بينها سيفتح المجال للتقنية الأفضل للصعود إلى الفضاء، وإتمام المهمة.

Email