رغم تكلفته الباهظة وتعقيده التقني الكبير

المحرك الصاروخي يحلق بصناعة الطيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد صناعة الطيران للانطلاق إلى عهد جديد من خلال الطائرات فائقة السرعة المزودة بما يطلق عليه "المحركات الصاروخية فوق الصوتية" التي يمكنها دفع الطائرة لقطع المسافة بين سيدني ولندن في 4 ساعات. وتقول مجلة "نيوساينتست" البريطانية، في تقرير حديث لها، إن باحثين بريطانيين في مركز محركات رد الفعل في كولهام بمدينة أكسفورد شاير يعكفون على تطوير محرك جديد، أطلقوا عليه اسم "سيبر"، حيث تقوم فكرته على حرق الهيدروجين والهواء. و قد تم تصميم المحرك للوصول إلى مدار الأرض في طائرات فضائية تحمل اسم "سكايلون".

ميزة رئيسية

وأشارت "نيوساينتست"، في تقريرها، إلى أن الميزة الرئيسية في الصاروخ "سيبر" أنه يمكنه تشغيل مركبة فضائية معاد استخدامها قادرة على الإقلاع من مدرج والانطلاق إلى الفضاء باستخدام نوع واحد فقط من المحركات، الأمر الذي يعطيها الأولوية على المحركات النفّاثة، وهي محركات لا تحتوي على أجزاء متحركة تستخدم الحركة فائقة السرعة للطائرة لضغط الهواء وتحويله إلى وقود. وتبدأ المحركات النفّاثة عند سرعة "ماك 3" فقط ، وتحتاج إلى زيادة تلك السرعة بواسطة صاروخ. ويقول بن غالاغر، وهو مدير تطوير الأعمال في مركز محركات رد الفعل: "إذا كنت بحاجة لمحركات مختلفة من أجل أجزاء مختلفة للمسار، فإنك تحمل وزناً ساكناً ومكلفاً". وتعتمد التكنولوجيا الرئيسية في "سيبر" على ما يسمى بـ "المبرد الأولي"، وهو عبارة عن مبرد فائق السرعة وخفيف الوزن يقوم بمعالجة الهواء من خلال حرق الهيدروجين. يضيف غلاغر: "الهواء الداخل إلى المحرك سيبر عند سرعة ماك 5 ترتفع حرارته إلى أكثر من 1000 درجة مئوية. وهذا من شأنه أن يذيب محرك الصاروخ العادي. لذلك فإن المبرد الأولي يبرد الهواء عند درجة -150 مئوية خلال جزء من مئة جزء من الثانية". وهذه البرودة الشديدة تعني أنه عندما يتم ضغط الهواء، استعداداً للاحتراق بالهيدروجين، فإنه لا يتعرض لسخونة شديدة.

تفاصيل دقيقة

وأوضحت "نيوساينتست" أن التفاصيل الدقيقة حول كيفية عمل المبرّد الأولي محاطة بالسرية الشديدة، لدرجة أن مركز محركات رد الفعل لم يقدم أية براءات اختراع في هذه التكنولوجيا. وكل ما نعرفه هو أنها تكنولوجيا تعمل على تمرير الهواء عبر أنابيب كبيرة رقيقة مبردة بالهيليوم، حيث تقدم مساحة كبيرة للتبريد.

وفي معرض "فارنبورو" الجوي الدولي الذي أقيم، أخيراً، قال رئيس الشركة ألين بوند إنه من خلال التجارب الأخيرة التي أجريت على المبرد الأولي عمل المحرك سيبر بشكل ثابت وخلا من الاهتزازات لمدة تزيد على 6 دقائق، وهو الوقت الذي يحتاجه للانطلاق إلى الفضاء ضمن مركبة فضائية. من جانبه، قال مارك فورد، وهو مهندس قوى الدفع بمركز البحوث التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في نوردويك بهولندا، كشاهد مستقل في اختبارات إطلاق سيبر: "النتائج الأولية واعدة للغاية وقد أثار ذلك إعجابنا. فقد منح المبرد الأولي درجة حرارة مستقرة تحت الصفر من خلال تدفق الهواء إلى المحرك". وسيتم تنفيذ المزيد من الاختبارات الصعبة في وقت لاحق لمعرفة ما إذا كان المحرك يحقق هدفه المتمثل في توفير هواء فائق الكثافة بدرجة -150 درجة مئوية للضواغط، أم أنه يتجمد.

وفي الوقت نفسه، ظهرت محاولة ثانية في طائرة فضائية يدور محركها بسرعة "ماك 5" خلال معرض فارنبورو، وذلك في إطار مشروع مشترك بين شركة "إم بي دي إيه" لأنظمة الصواريخ وشركة "إيداس" التي تمتلك إيرباص ومعهد "لافرنتييف" لأنظمة الهيدرودايناميكا في مدينة نوفوسيبيرسك الروسية. وكشفت هذه الأطراف الثلاثة عن أنهم يقومون بتطوير تكنولوجيا لم تتم تجربتها من قبل لمحرك نفاث نبضي كان يدير القنبلة الطائرة الألمانية من طراز "في-1" خلال الحرب العالمية الثانية.

Email