رؤساء التحرير العرب يناقشون دورالإعلام في تعزيز ثقافة العمل

تتواصل اليوم جلسات وورش عمل المؤتمر الثاني عشر لمؤسسة الفكر العربي «فكر 12» تحت عنوان «تحدي سوق العمل في الوطن العربي: 80 مليون فرصة عمل بحلول 20120» في فندق كارلتون بدبي، بهدف تحديد الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل في الوطن العربي.

وقد شهدت الجلسة الخاصة برؤساء تحرير الصحف العربية وكبار الإعلاميين، التي عُقدت تحت عنوان "تأثير الإعلام في تطوير ثقافة مجتمعات العمل"، مناقشات معمّقة وتنوعاً في وجهات النظر، حول الدور الأساسي للإعلام في تعزيز ثقافة العمل، وإثارة القضايا التي من شأنها تحفيز الحكومات على التغيير في سياساتها، خصوصاً في مجال توفير وظائف، تُسهم في القضاء على البطالة لدى الشباب العربي.

أدار الجلسة وزير الإعلام الكويتي الأسبق الأكاديمي والإعلامي سعد بن طفلة العجمي، وحضرها وزيرة الثقافة في المملّكة الأردنية الهاشمية لانا مامكغ، ورؤساء تحرير الصحف العربية، وكبار الإعلاميين، وشخصيات ثقافية وفكرية وأكاديمية.

ضوابط مهنية

وأوضحت الوزيرة مامكغ أن الصحافة في الوطن العربي هي سلاح ذو حدّين، خصوصاً لجهة التعامل مع القضايا المجتمعية، وقالت: في الوقت الذي نشهد فيه تراجعاً في حجم الصحافة الورقية، تظهر الصحافة الإلكترونية بقوّة على الساحة الإعلامية العربية، لتلعب دوراً مزدوجاً. واعتبرت أن الصحافة الإلكترونية، أصبحت تكرّس قيماً سلبية حول العمل، وتنحو نحو التركيز على إثارة قضايا الفساد، خصوصاً ما يتعلق بمسائل التوظيف والعمل، والمبالغة فيها إلى درجة كبيرة، ولهذا فإن المطلوب في هذا المقام، هو وضع الضوابط المهنية للصحافة الإلكترونية.

وأكد طلال آل الشيخ رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية، أن الشريعة الإسلامية اهتمّت بالعمل وحثّت عليه، وعلى الإعلام أن يكون منضبطاً وموجّهاً، لتحويل الأفراد إلى ثقافة احترام العمل وتقديسه.

وأكد خالد الحري رئيس تحرير جريدة "الصباح" المغربية، أن المشكلة ليست في إيجاد مناصب وفرص عمل، وإنما في تحديد الأماكن التي سيعملون فيها، ولفت إلى أن جامعاتنا العربية تُخرّج حاصلين على البطالة.

استراتيجية للتوظيف

وأوضح عبد الله الشعيلي رئيس تحرير صحيفة "الأوبزرفر" العمانية، أن الإعلام لا يمكن أن يكون مرآة لما يحصل في المجتمع، إلا إذا كانت هناك استراتيجية واضحة للتوظيف، ونحن بحاجة خلال السنوات المقبلة لتوفير عدد كبير من الوظائف في الكثير من القطاعات، وعمل الصحافة اليومي هو متابعة ما يحصل في المجتمع، بينما اعتبر عيسى الشايجي رئيس تحرير صحيفة "الأيام" البحرينية، أن الإعلام يمارس دوراً مهماً وحساساً، من خلال طرح القضايا التي تسهم في توفير فرص عمل.

تحديات كبيرة

واعتبر محمد الماضي مدير عام القناة الثقافية السعودية، أن الوطن العربي يواجه تحديات كبيرة، والأحداث التي تجري في عدد من الدول العربية، هي شاهد على ذلك، مؤكداً أن المشكلة في الوطن العربي هي الحلول الفردية والمجزّأة، مشدداً على دور الإعلام في تحديد الاتجاهات والقيام بدور مؤثّر ومهمّ.

وسأل جمال خاشقجي مدير عام قناة "العرب" الإخبارية، عن دور الإعلام كونه مرآة تعكس الواقع بشكل عملي، معتبراً أن الإعلام في الوقت الحالي، لا يعكس الواقع الحقيقي لسوق العمل، وكلّ من جهته يحاول أن يقدّم وجهة نظره في الإعلام، ولهذا فالإعلام عليه العمل باستقلالية حتى يتمكّن من القيام بدوره.

واعتبر جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة "الشرق" القطرية، أن البطالة تُعتبر واحدة من القنابل الموقوتة، والمطلوب أن تكون هناك آلية واضحة للتعامل مع هذه القضايا، لأن الإعلام يحتاج أن يكون هناك توافق مع صنّاع القرار.

وأكدت راغدة درغام الإعلامية في صحيفة "الحياة" الدولية، أن المسائل الاجتماعية والاقتصادية تعتبر أقلّ اهتماماً في الصحافة العربية من المسائل السياسية، بينما رأى سمير الحياري رئيس تحرير صحيفة "الرأي" الأردنية، أن المشكلة الأساسية هي في فقدان المهنيين الذين لديهم القدرة الكافية للقيام بهذا الدور في الإعلام.

وقال رمزي الحافظ رئيس تحرير مجلة "ليبانون أوبرتشونتيز" إن عنوان المؤتمر طموح جداً، وعند البحث نجد أن الأمور الاقتصادية تحتاج إلى تعديل، عندها يمكن توفير فرص عمل كثيرة، تسهم في حلّ مشكلة البطالة.

ورأى رؤوف أبو زكي رئيس تحرير مجلة "الاقتصاد والأعمال"، أن المشكلة تكمن في التنمية والاستثمار، ولابدّ من تطوير دور المؤسّسات الإعلامية، للإسهام في توفير فرص العمل.

وقال عبدالوهاب العريضّ رئيس القسم الثقافي في صحيفة "الشرق" السعودية، إن دور الإعلام عموماً ليس توفير فرص العمل، وإنما قرع الأجراس التي تنذر بالمشكلات.

وأكد صلاح سلام رئيس تحرير جريدة "اللواء"، أن هناك إشكالية بين دور الإعلام في توفير فرص العمل، فدور الإعلام محدود ويتركّز على تعزيز ثقافة العمل بين الشباب الذين يعانون من بطالة، وكانت سبباًً في توليد شرارة الربيع العربي.

 

تطوير تقني

 

قال الأستاذ ظاعن شاهين مدير عام قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام رئيس تحرير «البيان» إن ظروف عمل الصحافة قد لا توافق تطلعات الأجيال الشابة، نظراً لما تتطلبه المهنة من جلد وصبر، فضلاً عن المهارات الأساسية التي هي جذر النجاح. وأشار إلى أن صحيفة البيان قطعت شوطاً بعيداً في التقنية الإعلامية، من خلال تطوير كادرها العام، واستغنت عن الورق منذ سنوات في جميع أعمالها التحريرية والإدارية، ما أدى إلى توفير الجهد والطاقة والوقت، وما دفع إلى التفكير في مزيد من الحلول نحو صحافة تقنية تواكب المستقبل، وتتطور بتطور التقنيات الجديدة والسريعة للمهنة.

 

الأكثر مشاركة