مسافات.. «المسحنة».. حجر الز ينة والجمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل، واليوم يتعرض بن ربيع لحرفة صناعة الخوص .

هناك الكثير من الأشياء التي تخلفها الطبيعة، ويستفيد منها الإنسان في أغراضٍ متنوعة، وعلى أوجه مختلفة. ومن هذه الأشياء، يمكننا أن نتعرف على قطعة حجرية مقعّرة، لم تدخل عليها يد الإنسان أي تعديل، بل استلمها الإنسان من الطبيعة جاهزة، وأدخلها إلى قائمة مقتنيات بيته، ليفيد ويستفيد منها في قضاء حوائجه.

وهكذا، فإن قطعة الحجر هذه، أو الحصاة، التي تبدو في الطبيعة عديمة الفائدة، تتحول في بيت الإنسان إلى أداة للاستخدام اليومي؛ إذ يمكن أن تستخدم في طحن الكحل، أو «سحنه» كما يقال، أي تنعيمه. وبهذا فإن قطعة الحجر هذه تصبح ما تسمى «المسحنة»، التي تعتبر بحق حجر الزينة والجمال. هكذا، تأخذ الأشياء أهميتها من وظائفها، فما هو مهمل عديم القيمة في الطبيعة يصبح ذي قيمة إذا ما دخل بيت الإنسان، وأدى وظيفة من الوظائف اليومية.

Email