الأقمار الاصطناعية «الميتة» خطر على الأرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الأقمار الاصطناعية إرهاصة شديدة الأهمية في رحلة ارتياد الإنسان للفضاء.

ومنذ أول قمر اصطناعي عرفته البشرية، وهو «سبوتنيك-1» الذي أطلقه الاتحاد السوفيتي السابق عام 1957، شهد العالم زيادة هائلة في عدد الأقمار الاصطناعية، حتى أن البعض يقدر عددها حالياً بنحو 6000 قمر اصطناعي، أو ربما أكثر، إلا أن الإحصاءات الأكثر دقة وموثوقية تشير إلى 4500 قمر.

المشكلة تتجسد عندما نعلم أن نحو ثلثي هذه الأقمار بات خاملاً ولم يعد له أي استخدام فعلي، أو على حد تعبير صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي نشرت تحقيقاً عن الموضوع أمس، صارت تلك الأقمار غير المستخدمة حالياً «ميتة».

وبطبيعة الحال، فإن بقاء هذا العدد الهائل من الأقمار الاصطناعية الخاملة معلقة في مدارنا الجوي يشكل خطراً داهماً علينا، فنحن معرضون في أيٍ وقت لاصطدام أيٍ من هذه الأقمار بكوكبنا أو سقوطها علينا، ولنا أن نتخيل التوابع الكارثية التي يمكنها أن تنتج عن ذلك.

أثار الأمر انتباه «وكالة الفضاء الأوروبية»، فعقدت أخيراً اجتماعاً بمدينة «إشبيلية» الإسبانية، ضم الوزراء والمسؤولين الحكوميين المعنيين بقطاع الفضاء في مختلف دول أوروبا، وناقشوا كيفية التخلص من تلك الأقمار الاصطناعية الخاملة، والتي وصفوها أيضاً بـ«الحطام الفضائي».

وبعد بحث ومداولات، تمخض الاجتماع عن قرار بإرسال مهمة فضائية تضطلع بها «وكالة الفضاء الأوروبية»، حيث ستدور هذه المهمة في مدارات منخفضة حول الأرض للبحث عن الأقمار الاصطناعية الخاملة التابعة للوكالة، وإعادتها إلى الكوكب مجدداً. وقال يوهان- ديتريتش وارنر، مدير عام «وكالة الفضاء الأوروبية»، على هامش الاجتماع، تعقيباً على المهمة المزمعة:

«في الوقت نفسه، وأثناء نفس المهمة، سنبرهن على إمكانية تجنب «الحطام الفضائي» مستقبلياً، وذلك بإخراج الأقمار الاصطناعية التي تنتهي مهمتها بشكل مباشر وفوري». وأكد وارنر أن المهمة تهدف أيضاً إلى اكتشاف واستباق الأخطار التي يمكن أن تسببها الأجرام السماوية عموماً للأرض وسكانها.

Email