تكريم ذكرى 2800 طفل في كندا «دُمجوا» بالإكراه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنشر الحكومة الكندية، بعد مرور قرن من الزمن، أسماء 2800 طفل من السكان الأصليين لقوا حتفهم في «المدارس السكنية الداخلية» في القرنين الماضيين، ضمن حفل لتكريم أولئك «الأطفال الذين لم يعودوا إلى منازلهم».

ووفقاً لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية «بي.بي.سي»، أمضى الباحثون عقداً من الزمن، لتحديد أسماء الأطفال الذين توفوا في «المدارس السكنية» لكندا، وهي مدارس داخلية كانت تديرها الحكومة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بهدف دمج الشباب المحلي من السكان الأصليين بالقوة والإكراه.

وأفيد بأن العديد من العائلات لم يجرِ إبلاغهم بوفاة أطفالهم، وتم دفن الأطفال في قبور غير معروفة.

وفي تعليق، قالت مديرة المركز الوطني للحقيقة والمصالحة، ري موران: «تم انتزاع الأطفال من ذويهم، ووُضعوا في مدارس تغيب عنها الرعاية»، لكن المركز الوطني للحقيقة والمصالحة بالشراكة مع شبكة تلفزيون السكان الأصليين، سيكشف عن أسمائهم داخل سجل تذكاري وطني، حيث سيتم نقش 2800 اسم على لفافة حمراء بطول 50 متراً. ويأمل المركز الآن في جمع القصص وراء الأسماء في السجل.

وأفادت إحدى الناجين من المدارس السكنية، بارني وليامز: «هذا يوم خاص، ليس لي فحسب، بل للألوف في جميع أنحاء البلاد، وهو يمنح أصدقاءنا في المدارس أو أبناء عمنا وأبناء إخوتنا وأخواتنا، اعترافاً وتكريماً».

وتشير الوثائق إلى أنه خلال الفترة من 1863 إلى 1998، تم انتزاع أكثر من 150 ألف طفل من السكان المحليين من أسرهم، ووضعوا في مدارس داخلية تديرها الحكومة، ولم يسمح لهم بالتحدث بلغتهم، أو ممارسة ثقافتهم، وتمت الإساءة إلى كثيرين وإلحاق الأذى بهم.

وأفاد تقرير الحقيقة والمصالحة الذي نشر عام 2015، أن تلك السياسة الإكراهية ترتقي إلى مستوى «الإبادة الثقافية».

ومنذ عام 2007، توصلت الحكومة الكندية إلى تسويات مع ألوف الناجين، ودفعت أكثر من 3 مليارات دولار كندي، لما يعتبر أكبر تسوية جماعية في التاريخ الكندي.

ويعتبر السجل الوطني للأطفال الطلاب، الذين لم يعودوا من الوسائل التي تحاول الحكومات والمؤسسات من خلالها الوفاء بالتوصيات المدرجة في تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة.

Email