«كرب النخل».. أداة أهل البحر لشد الشباك

للنخيل جذور طويلة في الإمارات، فهي ضاربة في عمق التاريخ، ولعقود طوال اعتاش أهل الإمارات ومازالوا يحتضون هذه الشجرة المباركة، ويرعونها بشكل خاص، حتى أصبحت الإمارات واحة للنخيل، الذي استفاد منه مواطنو الدولة في مسكنهم وأكلهم وشرابهم، فاستخرجوا من ثمارها دبس التمر، وأنواعاً مختلفة من التمور التي تحولت إلى نجمة الموائد والمجالس.

120

في الإمارات أكثر من 120 صنفاً من النخل، منها ما يعرف باسم «النخل الخضراوي» و«الجش حبش»، ومنها استخرجوا ما يعرف باسم الـ«كرب»، أو «خرس البحر» الذي استخدمه أهل البحر، كعوالق في شباكهم، حيث ترفع الشباك في عرض البحر بعد ما يقوم بسحت «الكرب»، وترتيبه، ومن ثم يفتح عن طريق مسمار كبير يقال عنه «الميخ»، الذي قال عنه الوالد صالح أحمد حمبلاوه إنه يوضع في النار حتى يحمر، ومن ثم كانوا يقومون بثقف الكرب في المكان الذي يريده البحار. وتابع: يثقب «الكرب» بفتحتين أو ثلاثة، وبعدها يتم ربطه على الشبك، وتكون المسافة الفاصلة بين الكرب والآخر، نحو مترين، وذلك في الشباك الكبيرة، بينما تقل المسافة إلى متر واحد في الشباك الصغيرة، ويشير إلى أن أهل البحر دأبوا على استخدام الكرب في تلك الفترة لعدم وجود بديل عنه.

«الكرب».. ترجمة الاستخدامات المتعددة للنخيل في الإمارات

يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة، ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفلكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد، الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.