حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

ومسرى رسولِ اللهِ منْ بطنِ مكةٍ

إلى المسجدِ الأقصى كلمحةِ ناظرِ

فأمَّ بها الأملاكَ والرسلَ وانثنى

إلى الملإِ الأعلى بقدرةِ قادرِ

وسارَ بهِ جبريلُ في سمرِ الرضا

وبشّرَ منْ أهلِ السما كلَّ سامرِ

وزجَّ بهِ في النورِ حتى إذا انتهى

إلى موقفٍ ما فيهِ نهجٌ لسائرِ

أشاَر إليهِ اللهُ بالبشرِ فانثنى

يخوضُ بحارَ النورِ خوضَ مباشرِ

مشاهدُ لمْ توطأْ بأخمصِ غيرهِ

وإيثارُ تخصيصٍ على كلِّ آثرِ

وبيداءُ نورٍ وحدهُ جازَ جنحها

على قدمٍ ساعٍ إلى الخيرِ طاهرِ

فلما دنا منْ قابَ قوسينِ رفعةً

وألبسهُ الرحمنُ تاجَ المفاخرِ

سقاهُ بكأسِ الحبِ منْ فوقِ عرشهِ

سلافةَ قربٍ لا سلافةَ عاصرِ

وبوأهُ فوقَ النبيينَ رتبةً

تحاشى بها عنْ مشبهٍ ومُناظرِ

وصلى عليكَ اللهُ ما هبتِ الصبا

وماجنَّ رعدٌ في عريضِ المواطرِ

صلاةً إذا خصتكَ عمتْ بنورها

بقيةَ أصحابٍ وآلٍ أخايرِ

 

شاعر يمني من القرن الثامن الهجري

Email