مسافات

الدمى القديمة.. مواد من الطبيعة بلمسات الأمهات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

لم تبخل الأمهات والجدات حيلة في إمتاع وتسلية أبنائهن وبناتهن، ولو كان ذلك من خلال وسائل وأدوات بدائية بسيطة، ومن تلك الأدوات، صنعهن الدمى القديمة، أو ما يعرف بـ «العرائس»، فأضحت جزءاً يعكس الموروث، ويلبس لبوس المنطقة وبيئتها وما يميزها.

عُرفت الدمى في الإمارات وارتبطت بها الفتيات قديماً، فزينّها بالعباءات والبراقع والشيل، لتصبح جزءاً من التراث.

صُنعت الدمى القديمة من مواد بسيطة، تشمل القماش، وحبال عريضة، وقطن أو صوف وقماش أسود خفيف، وقماش من القطن الأبيض، إضافة إلى قماش «الشيل»، وهو الأساسي لصناعة البرقع، وغراء لتثبيت الدمية وخيوط قطنية.

ورغم بساطة هذه الصناعة، إلا أنها تحتاج إلى دقة متناهية، تبدأ بقص الأقمشة القطنية المزخرفة والملونة بألوان مفرحة، على شكل «كنادير» أو جلابيات، بحسب الدمية، إذا كانت بنتاً أو ولداً. ثم تُخاط الأطراف المفتوحة من القماش، مع إبقاء فتحة لإدخال رأس الدمية، ثم تقص قطعة من قماش القطن الأبيض على شكل مستطيل، وتحشى بكمية من القطن، ويربط جزء منها بشكل دائري، لتشكيل رأس الدمية، الذي يجب إحكام ربطه، حتى لا يسهل فتحه، ثم تُشكّل اليدان، وبعدها تُلبس الدمية الملابس التي توحي بأنها لولد أو لبنت.

Email