حديث الروح

هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني

إذْ لا كتابَ يوافيني، فيُحييني؟

قَدْ مِتُّ، إلا ذَمَاءً فيَّ يُمْسِكُه

أنّ الفُؤَادَ، بِلُقْياهُمْ، يِرَجّيني

مَا سَرّحَ الدَّمْعَ مِن عَيني، وأطلَقَه

إلاّ اعتيادُ أسىً، في القلبِ، مسجونِ

صبراً ‍! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني

بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني، فيَشفيني!

كيفَ اصطِباري وَفي كانونَ فارَقَنِي

قَلْبِي، وهَا نحن في أعقابِ تشرِينِ؟

شَخْصٌ، يُذَكّرُني، فاهُ وَغرّتَه

شمسُ النّهارِ، وأنفاسُ الرّياحينِ

ابن زيدون

شاعر أندلسي (1003-1070م)