5 ملايين شجرة تخلد ذكرى «رجل الأشجار»

ساكلاني زرع الأشجار للتعامل مع الألم | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

معاملة قاسية وضرب ومعارضة شديدة، ذلك ما قاساه الملقب بـ«رجل الأشجار» في سبيل الحفاظ على البيئة، وهو الهندي ويشويشوار ساكلاني، المُسن الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في 18 يناير الجاري، مُخلداً ذكراه بطوق أخضر يانع تنشرح له نفوس كل من شهد على علاقة حبّه للغابات، والتي بدأها ذلك المكافح البيئي بعمر الثامنة حينما غرس شتلته الأولى، ليودّع العالم أخيراً مكللاً حياته بزراعة ما يفوق 5 ملايين شجرة في قريته بولايته أوتاراخاند شمال الهند.

ولع

كان ساكلاني مولعاً بالأشجار طوال حياته، وظل يزرعها على امتداد عقود حياته السبعة التالية، إلى أن فقد بصره واستسلم للشيخوخة. ومع ذلك، أصبحت التلال الجرداء التي كانت في قريته بوخارجوان موطناً لغابة يانعة الخضرة، ومما قد يغيب عن إدراك البعض أنه كان يزرع ملايين الأشجار للتعامل مع المآسي في حياته. فبعد وفاة شقيقه، اعتاد رجل الأشجار على الاختفاء في الغابة كل صباح وإمضاء يوم كامل في غرس الأشجار. ولم تتوقف الخيبات عن الانهمار، لتلحقه زوجته في عام 1958، ليعود مجدداً لإمضاء المزيد من الوقت وحده، ويزرع الأشجار للتعامل مع الألم وكأنه يسمح لذكرياته معها بالرحيل كلما غرس شجرة، مُكرساً حياته لزراعة الغابة تقديراً لأخيه وزوجته الراحلين.

معارضة

وبالعودة للحكاية، تعرض رجل الأشجار في بداياته لمعارضة القرويين الذين أبرحوه ضرباً بدعوى تعدّيه على الأراضي المشتركة، ويسجل مسؤولو قسم الغابات على إثر ذلك قضايا ضده. لكنه لم يأبه لذلك البتة وواصل زراعة الأشجار التي كان يحبها كثيراً، ليحصل في النهاية على حكم قضائي ينصفه؛ لأن «زراعة الأشجار لم تكن جريمةً يوماً». واصل ساكلاني توسيع الغابة حتى حينما فقد بصره قبل 10 سنوات. وبحلول ذلك الوقت كان قد زرع بالفعل أكثر من 5 ملايين شجرة على مساحة 120 هكتاراً تقريباً.

Email