Ⅶ حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذراعُ مُـلاقٍ إثرَ كـفِّ مُوَدِّعِ

تلوحان لي كلتاهما خلف مدمعي

مناديل مَن ودّعتُ يخفقن فوقهم

فـلا ترهقيهم يـا سفينُ وأقلـعي

بَـعُدن فـغشاهن مـعيٌ كأنني

أراهن من خلف الزجاج المصدَّع

خـليلي بدت جبارة المدْن تزدهي

بأعظم ما ازدانت به الأرض فاخشع

أدارت علـى الآفاق مشعل عزها

ومدت إلـى الشمس كـف يـوشع

وأعلت بروجاً في الغمام رؤوسها

فما تظفر الحدثـان منـها بـمطمع

مـدينة جنٍّ جـوَّدَ الإنـسُ نحتها

بـإزميـل جـبارٍ وحكـمةِ مـبدع

أطـلَّ عليكم والمُنى تزحم المُنى

بصدري وأنتم ملء قلبي ومسمعـي

لَـئِن تسألوا ما في الجنوب فإنَّني

حـملت إلـيكم قـلبه خافقاً مـعي

وإن لـواء نـحن قـمـنا نـهزه

خـفوقاً على حصن البيان الممنَّع

لـواءٌ ظـفرتم أنـتم بـاكتسابه

ونـحن ركزنـاه بـأرفع موضع

شفيق المعلوف

شاعر لبناني مهاجر (1905-1977)

Email