Ⅶ حديث الروح

مَغَاني الشِّعْبِ طِيباً في المَغَاني

بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ

وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيّ فِيهَا

غَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ

مَلاعِبُ جِنّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَا

سُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ

طَبَتْ فُرْسَانَنَا وَالخَيلَ حتى

خَشِيتُ وَإنْ كَرُمنَ من الحِرَانِ

غَدَوْنَا تَنْفُضُ الأغْصَانُ فيهَا

على أعْرافِهَا مِثْلَ الجُمَانِ

فسِرْتُ وَقَدْ حَجَبنَ الحَرّ عني

وَجِئْنَ منَ الضّيَاءِ بمَا كَفَاني

وَألْقَى الشّرْقُ مِنْهَا في ثِيَابي

دَنَانِيراً تَفِرّ مِنَ البَنَانِ

لها ثمر تشـير إليك منـه

بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان

وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا

صليل الحَلى في أيدي الغواني

إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها

أجابتـه أغـانيُّ القيـان

أبو الطيب المتنبي

شاعر عباسي (915 - 965م)

الأكثر مشاركة