مسافات

«زهبة» العروس.. زينة ولوازم رافقت فرحة الانتقال إلى القفص الذهبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

لم يغب التراثُ عن أفراح الإماراتيين، بل بقي حاضراً بتقاليده المتوارثة وطقوسه عبر الأجيال، وإن طرأت عليه بعض «التحديثات» التي تتلاءم مع متغيرات العصر وتطوراته.. فقد استمر المجتمع الإماراتي يحفظ أهازيجه العريقة التي تميزت بها حفلات الأعراس، ولم تغادر دواوين الآباء والأجداد أفراح الشباب، رغم ما طرأ على عالم الفنون من «عصرنة» طغت على كثير من المناسبات. ولم تزل الذاكرة الشفاهية، قبل التدوينية، تحتفظ بما اكتنز به التراث الإماراتي من مفردات كانت تعد رمزاً للفرح وشريكاً للسعادة المقترنة بالانتقال من حياة العزوبة إلى قفص الزوجية الذهبي.

ومن أشهر تلك اللوازم «جهاز العروس» أو «المكساة» التي يجهزها «المعرِّس» لعروسه، وعلى رأسها «الزهبة»، وتطلق على كل ما تحتاج إليه المرأة من ملابس وذهب وعطور وأحذية وبراقع ولوازم زينة الشعر والكحل والصابون والوسائد والمفارش. أما الصناديق التي توضع فيها تلك التجهيزات فيقال لها «التنكة».

ومن المسميات التي كانت تطلق على قطع الملابس والأدوات في تلك الفترة: بوطير، بجليم، درب الموتر، صالحني، دمعة فريد.. وبعد أن تكتمل «الزهبة» في بيت «المعرس»، يقوم أهله باستدعاء الأهالي من سكان المنطقة ليتفرجوا على ما أحضره «المعرس» لعروسه، ثم يحدد اليوم الذي تنقل فيه تلك اللوازم إلى بيت العروس، ويشارك بنقل «الزهبة» الأهالي والأقارب وأهل المنطقة من النساء، فيحملن تلك «الزهبة» على رؤوسهن إلى بيت العروس على وقع الأغاني والأهازيج الشعبية التي كانت منتشرة آنذاك، وتسلم «الزهبة» إلى بيت العروس، ثم تبدأ مهمة أهل العروس باستدعاء الأهل والجيران كي ينظروا إلى تلك التجهيزات التي أحضرها العريس، وبعدها يحدد يوم الزواج.

وقد سادت أفراح ذلك الزمن الجميل عبارات تراثية مستوحاة من روح ديننا الإسلامي الحنيف، والتي كانوا يبدؤونها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بين الأهازيج التي كان يرددها الناس: «عرّس يالمعرس لا تحاتي.. عرّس والنخل فيها نباتي، وصلوا على النبي يا حاضرين».

 

Email