«قرص الضو».. رغيف من البُرّ نضج على وهج الجمر

يلتقط عبد الله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.
«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

شكَّل القمح في القديم والحديث حاجة أساسية في معيشة الناس عموماً والإماراتيين على وجه الخصوص، فرغيف الخبز الذي يحضَّر من طحين البُّر مر بمراحل متعددة عبر التاريخ، ومع ذلك لم يزل من العناصر الأساسية على موائد كثير من العائلات.. وقد عرف تاريخ الإمارات طريقة قديمة توارثها الأبناء عن آبائهم في تحضير رغيف الخبز، وهو ما أطلق عليه قديماً «قرص الضو» المصنوع من طحين البر..

فبعد عجن العجينة لا يضاف إليها شيء، بل تقطَّع وتكوَّر، ثم تخبز على هيئة قرص سميك.. بعد ذلك نضعها على الجمر حتى يصفر لون القرص وينضج... وعندما يتجمع عدد من الأقراص المخبوزة بهذه الطريقة توضع في وعاء، وتدقُّ حتى تتفتت وتصبح قطعاً صغيرة..

عندها تكون جاهزة للأكل، كل على حسب طلبه؛ فالبعض يضيف إليها بعض الحليب، والبعض الآخر يقدمها مع الدبس أو العسل، وكثير من الناس يفضلونها مع حليب البوش أو الجمال.. فتترك في الوعاء مع الحليب حتى يتشربه الفتات، ثم يأخذ كل واحد رغبته إلى طبق صغير، ويدهن القرص بالسمن البلدي بعد تجهيزه لتعطيه نكهته المميزة والمفضلة لدى الكثيرين.

 

الأكثر مشاركة