مسافات

«البرزة» مجالس الكرام ومدارس الأصالة والقيِّم

«البرزة» عنصر أصيل من عناصر التراث الاماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

تعتبر المجالس عنصراً أصيلاً من عناصر التراث الإماراتي ودول الخليج عموماً، لما ترسخه من قيم و«سنع»، وما تبثه في نفوس الناس من أصالة وآداب وضيافة، ومن هذه المجالس التي تعد مدرسة للإنسان وفسحة لتربية الأجيال «البرزة» التي تكون في بيوت الوجهاء، يؤمها القاصدون وتقضى فيها حوائج الناس وتحل خلافاتهم.

وتؤثث «البرزة» بمفارش من حصير أو كراسٍ خشبية، أو تزين بنقوش وزخرفة، تضفي على المكان أبهة وجمالاً، كما تجهز بما تتطلب أصالة الضيافة من دلال وفناجين للقهوة وتمر، ورطب في موسم الرطب، ومأكولات شعبية أخرى للضيوف والقاصدين.

وتكون «البرزة» للرجال، تقام قديماً بعيدة عن أماكن النساء، سواء في البيوت أو في البراح من ساحاتها في الهواء الطلق، لمراعاة أصول العادات وما تتطلب من حياء، و«البرزة» عبارة عن غرفة كبيرة متعددة النوافذ في بلدان الساحل، أما في المناطق الجبلية فتكون باسم «الدكة» أو «السبلة» مع اختلاف اسم «البرزة»، وهي في الآخر كلها مجالس «برزة».

ويجلس وسط هذا المجلس كبير القوم سناً أو مكانة فيسلم عليه ثم يصافح من هو على يمينه واحداً تلو آخر وهكذا، وحين يجلسون، تعرض القضايا، أو تدور أحاديث، عادة ما تكون عامة أو ثقافية، تشمل الشعر والأدب والتاريخ والحكايات التي ترسخ قيم الشجاعة والكرم ودروس العفة والخلق القويم، لذلك عدت «البرزة» في المجتمع الإماراتي وجهة توطد التعاضد الاجتماعي، ومدرسة من مدارس مكارم الأخلاق.

Email