مهندسة معمارية تتخلى عن وظيفتها لرعاية الحيوانات الضالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختارت لانا ازاد كريم التخلي عن وظيفتها في الهندسة المعمارية، للعمل مسؤولة علاقات عامة بمركز رأس الخيمة للعناية بالحيوانات، محققة بذلك حلم طفولتها بمنح الرعاية لحيوانات الشوارع.

لانا، الفتاة العراقية، التي تعيش في دولة الإمارات منذ 17 عاماً، تحب الحيوانات منذ طفولتها بعد إنقاذ عائلتها للحيوانات الضالة والأليفة من شوارع العراق والعناية بها داخل مزرعة ومنزل العائلة.

وهي لم تَخف يوماً من الاقتراب منها، فالحيوانات بحسب وصفها، ليست شرسة أو عنيفة، والتعامل معها بعنف هو الذي يجعلها كذلك.

وتؤكد لانا في حديثها لـ"البيان"، أن ثقافة الخوف من الحيوانات والتي تتم تربية البشر عليها هي التي تجعلهم يتعاملون بصورة سلبية ومغلوطة مع الحيوانات.

لم يكن غريباً أن تركز لانا طموحاتها وأحلامها في خدمة ورعاية هذه الحيوانات الضالة والأليفة، وربط مستقبلها المهني بها، في الوقت الذي نجد فيه أغلب البشر لا يحسنون التعامل معها، كما تقول، حيث يصل لمركز الرعاية بلاغات حول وجود كلاب أو قطط ضالة وبعد الإمساك بها يُكتشف أنها من سلالات غالية الثمن وفصائل نادرة، وهذا يؤكد عدم وجود وعي لدى أصحابها بأهميتها، إذ يقوموا بالتخلص منها في الشارع.

ترى لانا في تشجيع أسرتها لها في الخصوص، حافزاً على مواصلة رعاية الحيوانات، وإيصال الرسائل التوعوية والتثقيفية الأسبوعية لطلاب مدارس رأس الخيمة، وتنظيم المعارض التي ساهمت في رفع نسب من يبادرون إلى الاعتناء بتلك الكلاب والحيوانات عامة.. وضمان عدم التخلص منها في الشوارع، ويمثل ذلك أحد الخبرات التي استفادت منها لانا، حسب قولها، خلال تطوعها بمساعدة العاملين في ملاجئ الحيوانات، وأيضاً التعلم من المتخصصين في مجالات التربية أو الأعمال الإدارية.

10

تقضي لانا أكثر من 10 ساعات يومياً داخل مركز رأس الخيمة للعناية بالحيوانات، بما في ذلك أيام العطلات، بهدف مساعدة أصحاب الحيوانات لإنجاز معاملاتهم واستقبال المتطوعين من الأشخاص والعائلات الراغبة في الانضمام لبرامج التطوع وقضاء أوقاتهم للعناية بالكلاب والقطط، وهو أحد الطرق العلاجية النفسية للأفراد والتي توفر اعتدال مزاجهم، وخاصة بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، الذين يستقبلهم المركز تحت رقابة لصيقة، مع اختيار الكلب أو القط الهادئ لهم.

وتبين أن الحاجة إلى العلاج لا تتوقف على الإنسان فقط، بل تمتد للحيوان أيضاً.

وتشرح لانا، أن الكلب جوني، الذي يعد من السلالات غالية الثمن، يمثل حالة ناجحة للمركز بعد الإمساك به في إحدى المناطق والاعتناء به، ذلك فور وصول بلاغ عنه.

إذ تم إخضاعه لبرنامج غذائي وعلاجي متكامل لمدة 45 يوماً بواسطة الطبيب البيطري وطبيب التغذية، واليوم يتم عرض الكلب للتبني عبر الموقع الإلكتروني للمركز، وهو في حالة صحية جيدة.

Email