حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا

وَفي طولِ ما اغترّوا وَفي طولِ ما لهَوْا

يقولُونَ نرجو اللهَ ثمَّ افتروْا بهِ

وَلَوْ أنّهُمْ يَرْجونَ خافُوا كما رَجَوْا

تَصَابَى رِجالٌ، من كُهولٍ وَجِلّةٍ،

إلى اللّهْوِ، حتى لا يُبالونَ ما أتَوْا

فيا سوءَةً للشيبِ إذْ صارَ أهلُهُ

إذا هَيّجَتْهُمْ للصّبا صَبْوَةٌ، صَبَوْا

أكَبّ بَنُو الدّنْيا عَلَيها، وَإنّهمْ

لَتَنْهاهُمُ الأيّامُ عَنها لوِ انتَهَوْا

مضى قبلنَا قومٌ قرونٌ نعدُّهم

وَنحنُ وَشيكاً سوْفَ نمضي كَما مضوا

ألا في سبيلِ اللهِ أيُّ ندامة ٍ

نموتُ، كمَا ماتَ الأُلى، كُلمّا خلَوا

 

شاعر عباسي (747 - 826 م)

Email