حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

هتفت تبشر بالضحى الأطيار

فاستيقظت لهتافها الأزهار

وجرت تصافحها النسائم فانثنت

بعد الصفاح وثوبها معطار

وبدا جبين النهر يحكي فضة

فعلاه من حلي الصباح نضار

وكسته أخيلة الغصون غدائراً

أبداً يلاعبها الهوا السيار

يا حبذا روض به تشرى المنى

وتباع في لذاته الأعمار

ودع الصبابة في تأخذ وسعها

ما بالصبابة للمتيم عار

السيد العلم الذي لكماله

شيم بها تتزين الأخيار

حبر له التقوى شعار لازم

والبر ثوب والعفاف إزار

هو خير فكاك لكل عسيرة

عقدت فحارت دونها الأفكار

حزم لقد ضبط الأمور وحكمة

كشفت لثاقب علمها الأسرار

يلقى الأمور بهمة قد عودت

أن لا تفوت سباقها الأوطار

يا خير من وافى إلينا زائراً

وأجل من تسعى له الزوار

واهنأ ودم بالفضل بدراً كاملاً

تجري فتنقص دونك الأقمار

من قصيدة (هتفت تبشر بالضحى)

إبراهيم اليازجي

عالم بالأدب واللغة (1847 - 1906 م)

Email