حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ

وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ

وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ

وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ

وَلا عارَ أَن زالَت عَن الحُرِّ نِعمَةٌ

وَلكِنَّ عاراً أَن يَزولَ التَجَمُّلُ

وَما المالُ إِلّا حَسرَةٌ إِن تَرَكتَهُ

وَغُنمٌ إِذا قَدَّمتَهُ مُتَعَجَّلُ

وَلِلخَيرِ أَهلٌ يَسعَدونَ بِفِعلِهِ

وَلِلناسِ أَحوالٌ بِهِم تَتَنَقَّلُ

وَلِلَّهِ فينا عِلمُ غَيبٍ وَإِنَّما

يُوَفِّقُ مِنّا مَن يَشاءُ وَيَخذُلُ

يُضيءُ لِأَبصارِ الرِجالِ كَأَنَّهُ

صَباحٌ تَجَلّى يَزحَمُ اللَيلَ مُقبِلُ

تَأَمَّل تَرى لِلَّهِ فيهِ بَدايِعاً

مِنَ الحُسنِ لا تَخفى وَلا تَتَبَدَّلُ

فَنَضرَةُ وَجهٍ يَقصُرُ الطَرفُ دونَهُ

وَطَرفٌ وَإِن لَم يَألَفِ الكُحلَ أَكحَلُ

وَمُعتَصِمِيُّ الخَلقِ لِلسَيفِ وَالقَنا

عَلَيهِ بَهاءٌ حينَ يَبدو وَيُقبِلُ

إِذا نَحنُ شَبَّهناكَ بِالبَدرِ طالِعاً

بَخَسناكَ حَظّاً أَنتَ أَبهى وَأَجمَلُ

وَنَظلِمُ إِن قِسناكَ بِاللَيثِ في الوَغى

فَإِنَّكَ أَحمى لِلذِّمارِ وَأَبسَلُ

Email