الصحراء الإفريقية الكبرى مهد اللغات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت دراسة بريطانية نيوزيلندية حديثة أن جميع اللغات في العالم انحدرت من الصحراء الكبرى في إفريقيا قبل أكثر من ‬150 ألف سنة.

 

وتقول صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية، في تقرير حديث لها، إن علماء من جامعتي (أوكلاند) في نيوزيلندا وأوكسفورد البريطانية أجروا تحليلات دقيقة لمئات اللغات وتمكّنوا من التوصل إلى أن ظهورها كان في المكان والزمان نفسيهما.

 

ويعتقد العلماء الآن بأنّ اللغة يرّجح أن تكون إحدى (الأدوات) التي عزّزت الانسانية وأدّت إلى تعمير كوكب الأرض برمّته.

ويقول كوينتن أتكنسون الاستاذ في جامعتي أوكلاند وأكسفورد:

 

«العلماء يظنّون بأنّ هذه اللغة كانت معبراً للحضارة التي أدت إلى تنسيق وتعاون على نحو أمثل، واللذين قد يكونان السبب في توسّع البشريّة». وأضاف:

 

«اللغة قد تكون أدّت إلى المنافسة التي دفعتنا قدمًا». وتقول (ديلي تلغراف) في تقريرها، إن د. أتكنسون قام بتحليل ‬504 لغات لمعرفة أعداد المقاطع الصوتيّة التي كانت تحويها.

 

ومما أثار دهشته أنه وجد ارتباطاً مباشراً بين عمر الحضارة وأعداد المقاطع الصوتيّة في لغات الحضارة نفسها.

 

ففي الوقت الذي تضم بعض اللغات الإفريقية أكثر من مئة مقطع صوتي، وتحوي لغة هاواي ‬13 مقطعاً واحداً، فإن اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانيّة تحوي على ‬45 منها.

 

يذكر أن التحليل الذي استعمل الأطلس العالمي لبنية اللغة كمصدر رئيسي، يعتمد على النظريّة التي تفيد بأن الحضارات الأقدم زادت من تنوّعها اللغوي كلّما مر عليها الزمن، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجينات.

 

واستعان التحليل بتلك النظرية في التوصّل إلى أصول اللغة في إفريقيا والتي تعود إلى ألوف السنين عندما بدأ فنّ الكهوف، الذي كان إحدى الوسائل البدائية في التواصل.

 

ويعتقد بأن الانسان الأول ترك افريقيا منذ نحو ثمانية آلاف سنة آخذاً معه بعض التنوّع، ولكن ليس بالكامل.

 

بشكل عام، تم دمج مقاطع صوتية أقلّ داخل اللغات المحلية في المناطق التي استعمرت حديثًا، بينما تستخدم تلك المناطق التي استضافت الحياة الانسانية طيلة ألوف السنين معظم المقاطع الصوتية. ويقول أتكنسون إن هذا دليلا دامغا على أنّ ثمّة أصل واحد للّغة. وقد تم نشر البحث في مجلة (ساينس).

 

 

Email