غلاف مجلة ثقافية يثير عاصفة من الجدل في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار غلاف العدد رقم 48 من مجلة عالم الكتاب، عاصفة من الجدل بين أوساط المثقفين المصريين، بعدما نشرت، مساء الاثنين الماضي، الصفحة الرسمية للمجلة، على موقع فيسبوك صورة غلاف يحمل بورتريه للروائي المصري أحمد مراد.

ولم يفصح الغلاف عن طبيعة الموضوعات التي يتناولها العدد، إلا أن انتقادات حادة وجهت إلى القائمين على تحرير المجلة الثقافية، متهمين المجلة، التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، بأنها تحتفي بالجماهيرية على حساب القيمة.

وفي سياق الجدل الدائر، يقول الدكتور حاتم حافظ، رئيس تحرير مجلة فنون التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب: «إن الأصل في مجلة «عالم الكتاب» هو رصد الكتب وإصداراتها، ومن الطبيعي أن يكون جزءاً من مهامها، مناقشة: لماذا يحقق أحمد مراد مبيعات مرتفعة؟ لكن المشكلة الأساسية أن الغلاف يبدو -على المستوى البصري- كأنه احتفاء بأحمد مراد وما يمثله من كتابة، ويمكن أن يكون الغلاف «بوستر دعائي» لدار نشر أكثر منه غلاف مجلة ثقافية.

وأضاف حافظ في تصريحات لـ «البيان» أن هناك الكثير من الصحافيين الثقافيين الذين ينساقوا خلف فكرة الجماهيرية التي تحقق الشعبية، وفي عالم مواقع التواصل الاجتماعي، نرى استدعاء بعض الصحافيين لنجاحات الآخرين لتحقيق النجاح لأنفسهم، مثلما يحدث مع أحمد مراد، الذي يتم توريطه في هذه المعارك.

ولفت رئيس تحرير مجلة فنون، إلى أن دور المجلات الثقافية، هو إلقاء الضوء على القيمة، وليس على النجاح الجماهيري، فكاتبة شهيرة مثل أجاثا كريستي، لم يدع أحد أنها جديرة بالحصول على جائزة نوبل، رغم كل الجماهيرية التي حققتها.

تساؤلات

من جانبه، يرى الكاتب والمترجم المصري أحمد عبد اللطيف، أن المشكلة في هذا الغلاف، هو أن أحمد مراد لم يكن أبداً من أهم الكتاب المصريين، كما أنه لا يوجد مجلة ثقافية احتفت بأحمد خالد توفيق أو نبيل فاروق كما تحتفي المجلة الآن بأحمد مراد.

وتساءل عبد اللطيف، في منشور على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، في أي لحظة قدمت المجلة نفسها كمجلة متخصصة في صناعة النشر؟ هل تناول صناعة النشر وتناول أزماته يعني الاحتفاء بكاتب بيست سيلر، أم الأولى مجموعة كتاب؟ مؤكداً أنه في كل مرة نسلط الضوء نسحب الضوء ونضاعف الظلام على كاتب جيد.

إرهاب وارتباك

الدكتور زين عبد الهادي رئيس تحرير مجلة عالم الكتاب، أصدر بياناً عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك عنوانه بـ «إرهاب مدعي الثقافة»، قال فيه إن الهجوم الذي طال طرح الغلاف ما هو إلا غيرة من نجاح، واعتراف بالهزيمة أمام كاتب وزع مليون نسخة، من رواية واحدة، وتساءل: ما السر وراء الهجوم على أحمد مراد سوى فشلهم الذريع؟!

بعد ذلك عاد رئيس تحرير «عالم الكتاب» ليحذف هذا البيان، ويعتذر في بيان جديد عن ما إذا قد فُهم الغلاف أو بيانه الأول بشكل خاطئ، مؤكداً احترامه لجميع الآراء سواء من هاجم المجلة أو ساندها، موضحاً أن العمل في «عالم الكتاب» يخضع لمقاييس علمية، تتناول صناعة الكتاب كجزء من صناعة الثقافة وخدماتها، وله رؤية علمية في ذلك.

محتوى العدد

سامح فايز مدير تحرير المجلة، يذهب إلى أن البيان الأول لرئيس تحرير المجلة، جاء لرفض حالة الإرهاب والمصادرة ورفض سيطرة جيتو ثقافي معين على المشهد الثقافي في مصر، خصوصاً أننا نتناول كاتباً حاصلاً على جائزة الدولة للتفوق.

وعن الخيط الفاصل بين صناعة النشر وبين الأدب فيما تم تناوله عن أحمد مراد في هذا العدد محل الجدل، يكشف فايز لـ «البيان» أن ملف أحمد مراد يتناول حركة صناعة النشر بداية من مشروع القرن الثقافي الذي أطلقته المؤسسة العربية الحديثة، أكبر ناشر لأحمد خالد توفيق، ونبيل فاروق، والذي تم استهداف به شريحة القراء من الأطفال والناشئين ومدى تأثير ذلك في صناعة النشر خلال الأعوام الستين الماضية حتى الوصول إلى ظاهرة أحمد مراد.

ويضيف مدير تحرير مجلة «عالم الكتاب» أن العدد يتناول أيضاً بعض روايات مراد من زاوية نقدية تحلل الظاهرة وارتباط الشباب بها، موضحاً «نريد أن نعرف لماذا يشتري الشباب هذا النوع من الروايات».

Email