رأس ملكي من برونز حضارة نيجيريا القديمة في «اللوفر أبوظبي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا متحف اللوفر أبوظبي، الذي أعاد افتتاح أبوابه أمام الجمهور بعد إغلاق 100 يوم بسبب جائحة «كورنا»، الجمهور إلى زيارته مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

حيث يتيح لهم الجولة في قاعاته، بينما تحكي القطع المعروضة سيرة التاريخ، وهو ما يجسده النصب التذكاري لرأس أحد ملوك أوبا إحياءً لذكرى أجداد إمبراطورية بنين القديمة «نيجيريا حالياً»، ويعتبر هذا التمثال المصنوع من البرونز واحداً من قطع المجموعة الدائمة في متحف اللوفر أبوظبي، ويعرض في الجناح 3 قاعة العرض.

ويعود تاريخ النصب التذكاري إلى حوالي 1800 و1850 ويبلغ ارتفاعه 51 سم، ليعكس بتفاصيله نموذج الفن في إمبراطورية بنين القديمة، وهي غير دولة بنين الحالية.

رؤوس الحكمة

وقال سيلفان فوار، أمين المتحف المساعد اللوفر أبوظبي لـ«البيان» : يمثل هذا التمثال البرونزي رأس أوبا، أحد ملوك شعب الأيدو في بنين. وكانت إمبراطورية بنين قد ازدهرت في غرب أفريقيا ما بين القرنين 13 و19.

وأوضح فوار: في كل حفل تتويج له، يأمر أوبا بإنجاز نصب تذكاري لرأس سلفه لعرضه في القصر. وترمز هذه الرؤوس إلى الحكمة، كما أن عبادة الأسلاف كانت تضفي شرعية على حكم الملك. وأضاف: من النظرة الأولى تُذهلنا المجوهرات التي يرتديها أوبا، فعدد صفوف حبات المرجان التي تزيّن رقبته وحجم التاج وكل التفاصيل المنحوتة بدقّة تتمتع بأهمية كبرى.

وتابع: إن عدد صفوف حباب العقد، الذي أخذ بالتزايد مع الوقت، كان يرمز إلى الحكم الملكي وإلى سلطة أوبا. إلى جانب ذلك، فإن تلك الفتحة في أعلى الرأس كانت تحمل أنياب الفيلة.

دور الفن

تحدثت المصادر العربية عن وجود ممالك قوية منذ القرن 10 في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا، ما يدل على كثافة المبادلات التجارية بين الحضارتين، ما يدل على كثافة المبادلات التجارية بين الحضارتين وقد لعبت بعض الممالك مثل غانا التي عُرفت فيما بعد بمملكة «إيفا» دور الوسيط بين التجار العرب من جهة ومناطق مختلفة تقع في وسط إفريقيا من جهة أخرى بهدف تصدير المنتجات الفاخرة مثل الذهب والعاج والتوابل وكذلك تجارة العبيد وقد أمد المؤرخون في رواياتهم على فخامة البلاطات الإفريقية كما تشهد بعض القطع النادرة التي عثر عليها.

وكانت مملكة بنين القديمة «نيجيريا حالياً» من أكثر الممالك ازدهاراً في إفريقيا وكانت محل إعجاب الأوروبيين.

ولعب الفن في العاصمة إيفاً دوراً محورياً، وكانت الغاية من الأعمال الفنية إبراز أمجاد مملكة الأوبا والملك والسلالة الملكية ولهذه الغاية لجأت مملكة الأوبا، إلى تجميع الحرفيين في أحد أحياء من أجل تزيين قصر الملك بالقطع العاجية باعتباره قلب السلطة ومركز العالم.

وكانت المواد الأولية والمنتجات الإفريقية تُقايض مع الأوروبيين مقابل صفائح مصنوعة من النحاس الأحمر أو الأصفر أصبحت فيما بعد بمثابة العملة المتداولة في المملكة.

Email