«الفن الحديث والمعاصر» في جلسة لصالون الملتقى الأدبي و«سوثبي»

أشارت مي الديب مستشارة للفن الحديث والمعاصر العربي والإيراني، إلى أن الفن الحديث بدأ في الشرق الأوسط عام 1908، وبدأت مرحلة الفن المعاصر من 1980، وبينت أن تاريخ وأحداث المنطقة السياسية والحروب التي اندلعت، أدت إلى حدوث حركات فنية مختلفة. جاء ذلك خلال جلسة افتراضية نظمها صالون الملتقى الأدبي بالتعاون مع «دار سوثبي» تحت عنوان «ابتداء الفن المعاصر والحديث في الشرق الأوسط»، وذلك مساء أول من أمس.

تنوع

في مستهل الأمسية قالت أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي: عندما تعلقنا بأهداف الثقافة والإبداع الإنساني وبدأنا رحلة صالون الملتقى الأدبي كنا ولا نزال نرى أن الكتاب والفن والموسيقى وغيرها، قمة الإبداع الفكري. وخلال مشاركاتنا المختلفة في الفعاليات الثقافية والفكرية في الإمارات، بقينا مدركين للقيم التي أعلى شأنها قادة الدولة، والتي أوجدت للفكر الإنساني والإبداع مكانة خاصة.

ورأت المطوع أن الفن المعاصر يمنح الشكل حياة مختلفة. وقالت: لقد ساهمت الحداثة في نقلة تاريخية في عالم الفن المعاصر ليثبت وجوده كفن قوي راح يجدد نفسه بظهور الفن الحديث ليضفي انطباعاً جديداً على مسار الحركة الفنية.

لتبدأ من بعدها مي الديب بسرد تاريخ نشأة الفن الحديث في الدول العربية، إذ قالت: بدأ الفن الحديث في العام 1908 مع فترة انتهاء الدولة العثمانية، والتي أدت لتأسيس دول عربية عدة، مرت بمراحل مختلفة منها نشأة القومية في العام 1952 والحروب المتسلسلة التي مرت على المنطقة. وهو ما أدى إلى أفكار فنية مختلفة، فهناك تواصل من المهم أن ننظر إليه.

أثر فني

وأضافت الديب: إن الاحتلال الأوروبي للشرق الأوسط أدى إلى التأثر بالفن الفرنسي والإيطالي كما حدث مع فنانين مصريين وكذلك في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من الدول العربية. وأوضحت: هو ما أدى إلى تقمص فكر الاستعمار في الأعمال الفنية، كما كان الكثير من الفن ضد الاستعمار.

وأشارت إلى أن هذا ليس في الشرق الوسط فقط، بل رأيناه في فرنسا، عند نشأة الفن الحديث بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، عندما كان يريدون فنوناً حديثة. وقالت: معظم الفنانين العرب تعلموا في أوروبا وحاولوا أن يوصلوا فنهم بفكر الشرق.

واستشهدت الديب بلوحة للفنان عبد الهادي الجزار في الأربعينات «المجنون الأخضر»، ولوحة أخرى لـلفنان محمود سعيد «الدراويش». وعلقت: تبدو هذه الأعمال كالفن الاستشراقي وليست مصرية أصلية بل تتطبع بالطابع الأوروبي. ونرى سلسلة من الأحداث التي جعلت الفنانين يتأثرون بالفن الأوروبي. وكان هناك القليل من الفنانات وباعتقادي، إذ لم تتح لهن الفرصة لكي يسافرن ويتعلمن الفن في الخارج.

كما تحدثت الديب عن بدايات الفن في الدول العربية وتأسيس مدرسة «بوزار» للفن في القاهرة، وتناولت تجربة النحات المصري محمود مختار الذي كان من أوائل الذين ذهبوا إلى فرنسا وتعلموا الفن فيها، وعاد بفكر فنان ينتمي إلى مصر، وظهر هذا من خلال تمثال «نهضة مصر» الموجود في ميدان عام، والذي حضر افتتاحه حينها الملك المصري وسعد زغلول.

واستعرضت الديب بعض التجارب في دول عربية أخرى، كما تحدثت عن بعض المزادات التي تقيمها دار «سوثبي».