يا سوق نايف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنسْتُ واجتاحني قَدْرٌ منَ الَمرَحِ

لمّا رأيتُ جموعَ الناسِ في فَرَحِ

ضجّوا بأصواتِهمْ منْ فَرْطِ فرحتهِمْ

باسمِ الإماراتِ باسمِ الحبِّ والنَّفَحِ

اسمٌ هو الفرَحُ الخفّاقُ في دَمِنا

يُهدي إلى الناسِ ألواناً منَ المِلَحِ

هو الحياةُ التي تَسري بخافِقنا

ينفِي عن النفسِ أثقالاً من التَّرَحِ

اسمٌ هو النّورُ وضّاءٌ ومؤتلقٌ

يُنيرُ أفقَ الدّجى في غايةِ الوَضَحِ

يا اِسمَ دولتِنا للخيرِ مفْخَرةٌ

تُهنا بها عِزّةً منْ كَثْرةِ الِمنَحِ

كم قد أضاء لنا في ليلِ دامِسةٍ

من الليالي التي شاهتْ بذا الكَلَحِ

هذي الجموعُ التي غنّتْ وما بَرِحَتْ

تشدو بأصواتِها للفوزِ والفَلَحِ

تراقصُ الأَملَ البسّامَ في سَهَرٍ

تطاردُ الخوفَ إذ قد غاب كالشّبَحِ

يصفّقونَ كفوفَ الأنسِ من وَلَهٍ

إذ عاد عادتْ لهمْ إشراقةُ الصُّبُحِ

في سوقِ نايفَ يا سوقاً يُنادمني

من حبّهِ في ليالي الصُّفوِ والـمَرَحِ

قد آبَ من محنةٍ وجهاً أغرَّ سنىً

مزخرفاً بالمنى والجِدِّ والنُّجُحِ

قد عاد فيهم ضياءً ضلّ دارتَهُ

حتى تقضّى الذي قد كان من رَزَحِ

يا سوقَ نايفَ يا سوقاً يُشاغلني

ممَّا أراهُ بهِ من هِمَّةِ الكَدَحِ

كمْ ذا سَهِرنا طويلاً في مطاعمِهِ

ما بين أنسٍ وراحاتٍ من الَمزَحِ

وسكّةُ الخيلِ في مرماهُ مُكْملَةً

خطَّ المسيرِ لسوقِ الرّاسِ في وَضَحِ

قد كان للخيلِ فيها مَشْهدٌ نَضِرٌ

يُهدي إلى القلبِ أشْكالاً من الفَرَحِ

وللسبّاقِ بها صَوْلاتُ مَفْخرةٍ

يؤمُّها الناسُ من باكورةِ الصُّبُحِ

يا سوقَ نايفَ يا سوقاً لهُ عَبقٌ

من ذكرياتٍ من الِامتاعِ والمِلَحِ

بقى إلى الآن حيّاً لا يزاحمُهُ

من الجديدِ الذي قد صار كاللَّفَحِ

هُنا القديمُ هُنا الماضي الذي نَبتَتْ

فيهِ التجارةُ وازْدانَتْ من الوُشُحِ

يا أجملَ السوقِ يا مَنْ قَدْ غدا وَطَراً

من سالفٍ ما بهِ شيءٌ من الشَّطَحِ

قد كان سامرَنا في الليلِ ما هَدأتْ

أوقاتُهُ في الحديثِ الحلوِ واللَّمَحِ

يا سوقَ نايفَ يا عنوانَ راحِتنا

في مطعمٍ عندنا أحلى من القَزَحِ

لابْنِ الرّهيفِ الذي قد كان يَجْمَعنا

فيهِ على الحبِّ والآدابِ والمَزَحِ

قد كان من ظُرُفٍ تُغريك جلستُهُ

أدْعو لهُ رَحْمةً كالماءِ في نَضَحِ

ليلٌ وناسٌ وأسواقٌ وزحمتُها

والكلُّ مُنسِجمٌ في واقعٍ سَمِحِ

كمْ ذكرياتٌ لنا فيهِ وما بَرحَتْ

في داخلِ القلبِ لم تْخفتْ ولم تُزَحِ

كمْ ذا جلسنا بِحضْنِ الذكرياتِ مدىً

نَعبُّها صافياً من سائغِ القَدَحِ

كمْ ذا لذاذتُها تجري على فمِنا

أحلى من الشّهدِ فوَّاحاً من الطَّفَحِ

نَسيغُها ذكرياتٍ حينما طَفحَتْ

نَلوكُها في أحاديثٍ من المَرَحِ

بمناسبة احتفال سوق نايف بتسجيل مستوى الصفر من الإصابات بكورونا

 

 

Email