«عزلة الروح» فرح يزدان بعناق الشعر والتشكيل

وفاء القصيمي: الفنان أكثر المبدعين تأثيراً في المجتمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

«مرهفة الحس جداً تستثيرني تلك التفاصيل التي لا ينتبه إليها أحد، في هدوئي ضجة عقلية لا تهدأ أبداً»، هكذا تصف نفسها الفنانة التشكيلية والشاعرة وفاء القصيمي، التي تستضيفها «البيان» للحديث عن الفن التشكيلي وهي الشاعرة التي تهوى كتابة الشعر النبطي، لكن ارتباطها بالفن عميق تولد لديها منذ الطفولة حينما دعم والدها رحمه الله مهارتها في الخط العربي. وتبين أن شغفها بالخط العربي والفن التشكيلي والشعر جمعته في عمل فني فريد أطلقت عليه «عزلة الروح».

 

كيف تعرفين بنفسك كفنانة تشكيلية، ومتى اكتشفت هذه الموهبة؟

لا تزال ذكرياتي مع أبي رحمه الله، وحرصه على تنمية مهاراتي في جماليات الخط العربي لها أعظم الأثر في تنشئتي كفنانة، كما كان فوزي في المسابقات المدرسية في مجال الخط والرسم محفزاً كبيراً، أما عن توجهي الفنّي في الحاضر فهو مزيج من الدمج الحداثي للخطوط العربية في الأعمال الفنية الرقمية والتركيبية.

 

ما علاقة الشعر بالفن التشكيلي، وكيف جمعتِ بينهما؟

أؤمن دائماً بأن الفن هو وجه الشعر الآخر، وأن ما ليس بإمكاننا كتابته باستطاعتنا وصفه بصرياً، والعكس صحيح كذلك، وكما أن الشعر هو شعور محسوس، كذلك الفن هو شعور ملموس، هما بارتباط دائم لا ينتبه إليه الجميع.

 

«عزلة الروح»، حدثينا عن هذا العمل الفني؟

على حواف الحياة وانحناء العمر

             ايْهدّ الإنسان دَرْب الحزن والتعب

إلا دروب النور تاخذ بْقلبه ويِمر

             في «عزلة الروح» وتْردَّه ْبصدرٍ رحب

 

في وتيرة نمط الحياة المتسارع وانحناءاتها الحادة ما يستثير إلهامي للغوص بعمق في بحر غموض المسائل الحياتية والتأمل في خبايا النفس البشرية واستجاباتها للمؤثرات الخارجية، ابتكرت هذا البناء الفني التركيبي باستخدام وحدة زخرفية مفردة تم تطويرها بعد بحوث ودراسات موسعة في تاريخ النقوش الإسلامية، كما تتناول دراسة بحثية في مدى ترابط الزخارف الإسلامية وتداخلها في معاني الشريعة وأركانها بشكل باعث على التساؤلات العميقة، استخدمت أشعاري النبطية التي تتناول الجانب الروحاني والديني في تأطير فلسفيات فكرية وفنية تزخر بها الجوانب الداخلية لهذا العمل الفني التفاعلي.

حال دخول الشخص إلى داخل العمل الفني يمشي باستغراق في رحلة تأملية للطرق التي تنظر بها النفس البشرية إلى الصراع السرمدي المتعلق بالروحانية والسكينة، ويظهر التركيب الفني على شكل مجسم بالشكل الهندسي للنجمة الثمانية تم بناؤه باستخدام وسائط مختلفة ليكون أشبه بالمتاهة كاستعارة تعبيرية عن رحلة الإنسان في الحياة وتكبده مشقة الحزن والتعب والشقاء في طريقه اليومي، قبل حصوله على الراحة والطمأنينة التامة بالشعور الروحاني للصلاة وتأثيرها الإيجابي المطلق على روح الإنسان، تنقل الصلاة الروح الإنسانية إلى رحلة غير مرئية في فترة زمنية قصيرة جداً، ولكنها كافية لتمنحها الراحة من العالم اليومي الذي يعج بالضجيج.

 

كيف يخدم الفن التشكيلي والفنان مجتمعه من خلال أعماله؟

غالباً ما يكون الفنان إنساناً مفكّراً تقضّ مضجعه قضايا المجتمع وخبايا النفس البشرية ويكون نتاج تفكّره العميق أعمالاً فنية تمسّ مشاعر المتلقي وتدفعه لتغيير ما بداخله إيجابياً، لذا يعتبر الفنان من أكثر الأشخاص المؤثرين فعالية في المجتمع.

 

كيف تصفين نفسك كفنانة وشاعرة؟

أجدني مرهفة الحس جداً تستثيرني تلك التفاصيل التي لا ينتبه إليها أحد، في هدوئي ضجة عقلية لا تهدأ أبداً، أمارس العزلة التأملية دائماً، وتلهمني الفلسفيات الفكرية والمفارقات اللحظية المؤثرة، أنتظر لحظة الإلهام بشغف منقطع النظير لأنهمر شعراً أو فناً، كما أنني قارئة نهمة تستهويني الكتب العميقة الملهمة التي تستحث التفكير والتأمل.

 

أبرز الفعاليات التي شاركتِ فيها كفنانة تشكيلية؟ وماذا يمثل لك الفن؟

عُرضت أعمالي الفنية في عدد من المعارض الخاصة والعامة في أنحاء الإمارات العربية المتحدة، وفي عدد من المعارض الدولية في فرنسا وكوريا وألمانيا. ومُنحت جائزة المرأة العربية في الفن عام 2016، وكنت من المرشحين الفائزين بالجائزة الدولية للفنّانين الناشئين لعام 2014.

 

إلى أي مدرسة فنية تنتمين؟

الفنان الحقيقي لا يحب التقليد، وتصنيفه إلى مدارس شيء لا يعنيه، فعليه أن يبدع وينتج ويتلمس أسلوبه الخاص به حسب إمكاناته وثقافته، وعلى المتلقي أو الناقد تصنيف العمل إلى أي مدرسة ينتمي، وقد يتميز بأسلوبه الخاص به بعد مسيرة فنية حافلة بالتجارب والنضوج الفني والخبرة الذوقية.

 

طموحاتك على الصعيد الفني؟

أتمنى أن يتم دعم الفنانين المبدعين أكثر بتقديم المنح لهم وزيادة عدد المعارض التي تهتم بالفنانين المحليين أكثر من الفنانين الأجانب، لأنه بالفعل هناك الكثير من المواهب المحلية المبهرة والجديرة بالظهور والتركيز الإعلامي عليها.

Email