استطلاع «البيان »

الأمية الإعلامية تتسيّد «مواقع التواصل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنظر مبادرات منظمة تحالف الأمم المتحدة للحضارات التابعة للأمم المتحدة، إلى محو الأمية الإعلامية كمنبر للحوار بين الثقافات ومنع العنف وخطاب الكراهية، بوصفه شكلاً موسعاً من أشكال تعليم بناء السلام في ظل تعرض المجتمعات المعاصرة المستمر لتحدي المعلومات المتضاربة والمتأرجحة بين الحقيقة والمغالطات المتعمدة على الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت الردود والآراء والأرقام متقاربة على السؤال الذي طرحته «البيان»: هل الأمية الإعلامية تخترق مواقع التواصل وتشتت الرأي العام؟، فكانت النتائج كالتالي: على موقع البيان الإلكتروني، كانت أجوبة المستطلعة آراؤهم 73 % بنعم، و27 % بلا، أما في تويتر، فقد أجاب 93 % بنعم و7 % بلا، وعلى فيسبوك، كانت النتيجة 97 % نعم و3 % لا.

ويؤكد البروفيسور أحمد ازي أستاذ علم نفس والعلوم التربية في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن الأمية الإعلامية إحدى أهم المخاطر الثقافية التي لا يمكن وضع معالجات فورية للحد من مخاطرها، ولكن علينا الاعتراف أن محوها هو شرط أساسي للتعلم مدى الحياة، وذلك بسبب آليات الإعلام الجديد والفضاء المفتوح الذي يمكن أصحاب الأفكار المتطرفة والسلبية من نشر أفكارهم التي لا تخدم الرأي العام بقدر ما قد تسبب العديد من الإشكاليات المجتمعية.

وتشير الدكتورة نجوى الفزَّاع غريس، أستاذة بالمعهد العالي للتربية والتكوين المستمر، في جامعة تونس، أن على القنوات الإعلامية العمل بشكل مكثف ومشترك بهدف رفع مستويات الوعي لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والمتابعين للوسائط الإعلامية بشكل عام، نحو ما يتم نشره دون نقد أو تحليل، ويترتب عليه تجييش للمشاعر الإنسانية والأفكار والأطروحات المستقبلية من خلال تبني لغة الخطاب دون وعي أو إدراك كامل بتفاصيل الموضوع محل الاهتمام نتيجة للثقة المتناهية في شخصية الكاتب، الذي قد يكون متمرساً وممارسا للمهنة أو أنه من نجوم تلك المواقع، وتكون النتيجة الجهل التام بالمسارات الحقيقية للمضمون والمحتوى.

ويوضح الدكتور يحيى بن إبراهيم آل مفرح مدير الإدارة العامة للتعليم المستمر في وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، أن الأشخاص الذين يعانون من الأمية الإعلامية تمارس عليهم الكثير من الضغوط النفسية التي تتلاعب بالعقول والمشاعر، وبالتالي يتم قتل ملكة النقد وشلها لدى الجمهور.

وبالإضافة إلى أنّ استخدام السجل العاطفي يفتح الباب أمام اللاوعي ويعطّل ملكة التفكير ويثير الرّغبات أو المخاوف والانفعالات.

في الوقت الذي تمر خلاله المجتمعات العربية بالعديد من التغيرات المجتمعية والثقافية، والتحولات الاقتصادية التي تفرض على القائمين على الوسائل الإعلامية دعم المحتوى المقدم من خلال الفضاء المفتوح لوسائل التواصل الاجتماعي بموضوعات ملهمة تصوب الأخطاء الناجمة عن الآراء العشوائية المفخخة.

Email