يضم مقتنيات النجوم وآلاتهم وألبوماتهم

متحف «الروك آند رول» شاهد على تطور الموسيقى في أيرلندا

جدار المشاهير التابع للمتحف | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

على بعد مسافة قصيرة من معهد الفيلم الايرلندي، يقع متحف الروك آند رول، الذي يحتضن بين جدرانه تاريخ موسيقى الروك اند رول في ايرلندا، ويستعرض تطورها، وأبرز من مروا في ساحتها، وتركوا بصمتهم الذهبية فيها. ورغم أن بوابة المتحف لا تطل على الشارع الرئيسي، إلا أن العين لا يمكن أن تخطئه، فبمجرد أن تقترب منه، حتى يلفت ناظريك ذلك الجدار الأحمر الكبير، الذي علقت عليه صور بأحجام ضخمة، لعدد من مشاهير الروك في ايرلندا، فيما يحمل الجدار عنوان «جدار المشاهير»، حيث يقصده العديد من زوار منطقة التمبيل بار، لالتقاط بعض من الصور التي تحفظ ذاكرتهم.

ما إن تلج بوابة المتحف الكبيرة، حتى تجد نفسك تسير في أروقة صغيرة، تشبه إلى حد ما المتاهة، ولكنها تتميز بلونها الأحمر، وبعض مناطقها المعتمة، فيما تجد بالكاد مكاناً خالياً في هذه الأروقة، حيث تتوزع على جنباتها بعض الأجهزة الموسيقية، ومكبرات الصوت، وأسلاك طويلة، كلها كانت تستخدم في الخدمات اللوجستية للحفلات الضخمة. أما الجدران فهي على خلاف المتاحف العادية، تخلو تماماً من صناديق الزجاج، التي تخبئ وراء جدرانها الشفافة بعضاً من الأدوات الموسيقية، ويبدو أن إدارة المتحف قد آثرت إبقاء الأدوات ومقتنيات النجوم وألبوماتهم الموسيقية كما هي، حيث يمكن لمسها، لتشعر أن المكان برمته ينبض بالحياة، ويستعيد أصوات من رحلوا عن الدنيا، بعد أن تركوا في ساحات موسيقى الروك اند رول بصمة ذهبية، لا تمحى.

غيتار غالاغر

في المتحف الذي زارته «البيان»، أدوات كثيرة وآلات موسيقية يكاد الغيتار يهيمن عليها، معظمها أصلي ويحمل تواقيع نجوم الروك، كما في غيتار الراحل روري غالاغر، الذي يعد واحداً من أهم عازفي ومؤلفي أغنيات الروك في ايرلندا، حيث اتسعت شهرته كثيراً لتصل إلى أقاصي الأرض، ذلك الغيتار تجده معلقاً في إحدى زوايا ركنه الخاص بالمتحف، وهناك أيضاً ما تركه ميكا ويلانز لمحبي موسيقى الروك، فيما لا يمكن غض الطرف عن تلك الغرفة التي تحتوي على إرث فرقة U2 التي تشكلت في منتصف السبعينيات، وضمت كلاً من بونو وذي ايدج وادم كلاينون ولاري مولن جونيور، واستطاعت أن تحلق سريعاً في سماء موسيقى الروك اند رول، وأن تصبح واحدة من أشهر الفرق الأيرلندية، وذلك لما قدمته من سحر لافت في أغنياتها التي لا تزال حتى اليوم تتصدر المبيعات.

طابع خاص

خلال جولتك في المتحف، تمر بغرف كثيرة لكل واحدة منها طابعها الخاص، فيما يظل القاسم المشترك بينها، هو الاهتمام بكل ما يتعلق بموسيقى الروك، بدءاً من الآلات الموسيقية وليس انتهاءً بألبومات حققت أرقاماً قياسية في المبيعات. في جولتنا داخل المتحف، يتوغل المرشد السياحي ديفيد روا بالحديث عن الغيتارات المعلقة، وميزاتها، وتاريخ كل واحد منها، ويتوقف طويلاً أمام غيتار روري غالاغر، ويقول: «كان روري غالاغر، عازفاً في فرقة الرولينغ ستونز، ولكنه آثر لاحقاً تركهم ليبدأ مشواره الخاص»، ويشير في حديثه إلى غيتار غالاغر الذي أصاب بعض أجزائه الصدأ نتيجة العرق الذي كان يتصبب من غالاغر خلال مشاركته في الحفلات الغنائية. فيما يذهب ديفيد روا بعيداً في حديثه عن الألبومات الغنائية، مثل (The Pogues) و(Enya) وكيف حققت هذه أرقاماً قياسية في المبيعات، كما يشير أيضاً إلى قميص «البيجامة» التي ارتداه الراحل مايكل جاكسون خلال إحدى زياراته إلى دبلن، فيما يفيض ديفيد في حديثه عن مغني الروك المعروف فيل لينوت، الذي رحل عن الدنيا في 1986، حيث قامت دبلن بتخليد ذكراه عبر منحوتة نحاسية موجودة في أحد شوارع العاصمة الرئيسية.

فيلم قصير

رغم تعدد الغرف التي تحمل كل واحدة منها حكاية مختلفة، تظل الأهم بينها تلك التي يعرض فيها فيلم قصير، حول تطور موسيقى الروك في ايرلندا، وكيف دخلت منذ ظهورها في الستينيات إلى نسيج الحياة اليومية للمجتمع الايرلندي، فيما تقفز مشاهد الفيلم بين أساطير موسيقى الروك في ايرلندا، مثل كلانسي براذرز التي أطلت برأسها مطلع الستينيات، وأيضاً المغني كريستي مور، وغيرهما من النجوم الذين صعدوا بهذا النوع من الموسيقى في سماء ايرلندا، ليظل هذا الفيلم أشبه بوثيقة تكشف حقيقة الإنجاز الموسيقي الذي حققته ايرلندا في الروك اند رول.

الجولة في المتحف قد لا تتعدى 45 دقيقة، ولكنك قد لا تتخيل كمية المعلومات التي سيمطرك بها مرشدك السياحي داخل المتحف، الذي يقع بالقرب منه أهم استوديوهات تسجيل الموسيقى في دبلن، وعلى رأسها استوديو «تيمبل لاين ريكوردينغ» (Temple Lane Recording)، والذي لا تزال أبوابه مفتوحة منذ 1984، وحتى اليوم.

Email