فلسطين .. علاقة حب بين ستيني وثمانينية تنتهي بالزواج

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يمنعهما كبرهما في السن، ولا حديث الناس عن الزفاف الغريب في المجتمع الفلسطيني، بقدر ما جمعهما الحب في مكان يجمع المسنين الذين لا يوجد مأوى لهم.

هاشم وسعاد مختلفان في العمر بقدر كبير، لكنهما مجتمعان في الحب الذي ولد بينهما في لحظات قليلة خلال اجتماعهما في لحظات الترفيه داخل بيت الأجداد في مدينة أريحا، ليتوجا هذا الحب بعقد قران أمام الجميع، وموافقة الجميع، ليحظيا بحضور كل أطياف المجتمع الفلسطيني على هذا الزفاف الجميل.

ونظم مركز بيت الأجداد، احتفالاً كبيراً بمناسبة يوم المسن العالمي، تم خلاله عقد قران أكبر زوجين في فلسطين من نزلاء بيت الأجداد، في حدث غير مسبوق بحضور جماهير غفيرة من كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، التي شهدت عقد قران كل من سعاد النابلسي (80 عاماً)، وهشام مصلح (65 عاماً)، إصراراً منهما على تحدي أعمارهما، وإيماناً منهما بأن العمر ليس عائقاً أمام أي تجربة جديدة في الحياة.

وأكد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية داوود الديك في الاحتفال أهمية تضافر الجهود وتعاون كافة المؤسسات لتحسين جودة الخدمات المقدمة لكبار السن وتطويرها، وقال: «عندما نتحدث عن كبار السن فنحن لم نعد نتحدث عن نهاية الحياة، بل عن بدايتها».

وفي تفاصيل عقد القران، قال مدير مؤسسة بيت الأجداد ركاد شجاعية، إن النزيلين في مركز بيت الأجداد هم أرملان وبالغان وعاقلان، ومنذ أربعة أسابيع حضر كلاهما إليه ليطرحا عليه فكرة مشروع الزواج بحكم تقدمهما في السن، وانتظر فترة ليتراجعا عن الفكرة، ولكنهما أصرا، وتحدثا من جديد عن الفكرة ورغبتهما في ذلك.

وطلبا منه أخذ الموافقة على زواجهما، وهنا تحرك بصفته مديراً للمركز، وتوجه بهذا الطلب لوزارة التنمية الاجتماعية، وتم اتخاذ مجموعة من الخطوات الأولية، مثل موافقة شقيق العروس المقيم خارج فلسطين، وموافقة الرأي الشرعي، ولم يكن هناك أي مانع من طرفهما.

وبدأ المركز باتخاذ الإجراءات الداخلية بموافقة وزير التنمية الاجتماعية الدكتور أحمد مجدلاني، والاستعجال في الخطوات لإتمام عقد القران، وخاصة أن المركز كان يجهز لاحتفالية اليوم العالمي لكبار السن، فقرر مدير المركز إعلان الزفاف في هذا اليوم أمام الجميع، لتكون رسالة للعالم، أن الأمل موجود في الحياة، ما دام الإنسان يتمتع بقواه العقلية والصحية، إضافة إلى أن الإنسان مهما يكون فهو بحاجة إلى شريك في حياته، حسبما قال شجاعية.

وأضاف لـ«البيان»: «العروس مقيمة في المركز منذ ثلاث سنوات، والعريس منذ سنة ونصف، ولدينا قسم للنساء، وآخر للرجال، ويلتقيان أثناء الأنشطة الترفيهية اليومية، ولم نكن نعرف أن هناك علاقة حب بين العروسين، ولكن كنت أشاهدهما يأكلان ويشربان معاً».

ويوجد في بيت الأجداد 48 رجلاً وامرأة من المسنين من مختلف المحافظات الفلسطينية، إضافة لنزيلة من اليونان، ويتم استقبال الجميع من دون النظر إلى أساسهم العرقي أو الديني، ويتم استقبال جميع الحالات الإنسانية، لأن جميعهم بحاجة إلى رعاية صحية واجتماعية، ولا يوجد لهم معيل، ومن منطلق ديني يمنع المركز استقبال أي مسن له أبناء، إلا إذا كان لهم أبناء غير أسوياء، أو يقيمون خارج البلاد.

وأكد شجاعية أنه تم عقد القران بين العروسين، أثناء حفل اليوم العالمي لكبار السن، بعد الحصول على شهادات وفاة زوج العروس، وزوجة العريس، وتم استدعاء المأذون أثناء الاحتفال على مسمع ومرأى المشاركين في المناسبة، وتم عقد القران، وكان الشاهد على عقد القران وكيل الوزارة داوود الديك، ورئيس بلدية أريحا.

وينتظر مدير المركز إعلان وزير التنمية الاجتماعية عن الزفاف، لنقل العروسين لقضاء وقت جميل في منزل العروس المتواجد في نابلس، على أن يعودا بعد ذلك لبيت الأجداد، فكلا العروسين من محافظة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وفي تعليق العريس هشام على حفل عقد قرانه على عروسه، قال إنه تعرف على عروسه داخل بيت الأجداد، بعد وفاة زوجته، و«ربنا كتب النصيب ووافقت على طول على طلبي، وأنا ساعدتها».

ويخطط العريس للسكن فترة من الزمن في منزل عروسه في نابلس، ومن ثم العودة إلى بيت الأجداد، متوقعاً أن يقضيا وقتاً جميلاً في حياتهما.

 

كلمات دالة:
  • فلسطين ،
  • المجتمع الفلسطيني،
  • أريحا،
  • سعاد النابلسي،
  • هشام مصلح
Email