يعرض ضمن المجموعة الدائمة للمتحف

قناع الأميرة «حنوت تاوي» في اللوفر أبوظبي..حكاية فرعونية خالدة

تابوت «حنوت تاوي» المعروض في المتحف | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زالت الحضارة المصرية القديمة، التي ازدهرت قبل آلاف الاعوام، تذهل العالم بما تركته من آثار وفن، وتثير التساؤلات لمعرفة المزيد عن أعمالها المتشبعة بالفكر قبل الفن، فلكل أثر قصة ترويها المعروضات، المنتمية للأعمال المقتناة بمتحف اللوفر أبوظبي (المجموعة الدائمة)، من بينها القناع الجنائزي للأميرة الفرعونية «حنوت تاوي»، المتميز بألوانه وزخارفه، فوجه الأميرة المنحوت في قناع خشبي والمطلي بالذهب بعناية فائقة، يبرز ملامحها الجملية وعينيها السوداوين المصنوعتين من عجينة البلور.

أقنعة ذهبية
وقالت آمنة راشد الزعابي، أمين متحف مساعد - قسم الآثار في المتحف: ساد الاعتقاد بمصر القديمة أن القناع الجنائزي المصنوع من الخشب المطلي بالذهب يحاكي (جلد الآلهة) الذي لا يفنى، ويرتبط قناع «حنوت تاوي» ارتباطاً وثيقاً بالأقنعة الذهبية المعروضة بالردهة الكبرى للمتحف.

وتابعت: عند مقارنة هذه الأمثلة، نلتمس عناصر مشتركة بين مختلف الحضارات التي كانت تلجأ لتغطية وجوه موتاها بأقنعة مذهبة، على مر العصور.

وأضافت: لهذا نتساءل، هل يضمن الذهب الخلود بحكم طبيعته غير القابلة للتلف؟ أم أنه يحمينا من الفناء؟ يبدو الذهب ببريقه الأخّاذ وكأنه يديم نور الحياة ويطمس عتمة الموت، ويلمع في ظلمات القبور، ولكننا لم نعثر خلف هذه الأقنعة سوى على العظام، لقد كانت رغبة الإنسان في الحياة الأبدية بصيص أمل يتشبث به الناس جميعاً في مواجهة الموت الحتمي.

تطور
وعلى الرغم من أن الممارسات والمعتقدات الجنائزية المصرية تبدو ثابتة، إلا أنها بدأت تتطور منذ عصر الأسر الحاكمة الأولى، وفي بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، وبينما كانت تمر باضطرابات سياسية، أثارت عملية نهب المقابر الملكية في مدينة طيبة شعوراً عاماً بالقلق وأدت إلى تغيير العادات الموروثة فتضاعفت أعداد المغلفات الواقية.

ولهذا، دُفنت «حنوت تاوي» ابنة الفرعون في قبو جنائزي خاص مكون من 3 توابيت الواحد داخل الآخر، وتكرر ذكر اسمها ولقبها عليهم، فقد كانت ربة المنزل المبجلة، وابنة الملك «شيشنق» سيد الأرضين والملكة «شيبت أزيت»، وعلى الرغم من صعوبة تحديد هوية الفرعون المذكور؛ نظراً لتعدد الملوك الحاملين لاسم «شيشنق»، الذين حكموا بداية الألفية، فإن اسم هذا الملك ربط بين الأميرة والأسرة 22 من الأسر الحاكمة (945-716) ق.م.

حرفية ورُسمت «حنوت تاوي» على التوابيت ويداها مقبوضتان، وتظهر باسطة أصابعها الطويلة على الصندوق الخارجي، وتشير نعومة أصابعها والدقة في رسم تفاصيل الأصابع إلى براعة الحرفيين القائمين على خدمة الأسرة الملكية.

Email