محمد بن عيسى لـ«البيان»: أصيلة إطلالة العرب على العالم ومشروعها الثقافي شهد ميلاده الثاني

موسم أصيلة يطوي نسخته الـ41 واعداً برؤى جديدة

محمد بن عيسى يتحدث خلال الحفل التكريمي لأهالي أصيلة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد 3 أسابيع حافلة بالرؤى والأفكار المتنوعة والنقاشات الثرية وإيقاعات الشعر وألوان التشكيل وأنغام الموسيقى وأنماط الغناء، أسدلت أصيلة الستار على النسخة الـ41 لموسمها الثقافي الدولي، بحفل تكريمي لجمع من أبناء المدينة الناشطين والمتميزين في مجالات عدّة، أقيم أول من أمس في قاعة مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بالمنطقة القديمة في المدينة، بحضور الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى ومسؤولين في المؤسسة، وأعضاء المجلس البلدي «جماعة أصيلة»، وحشد من الأهالي والمكرمين.

استثمار في الانسان

وخلال لقاء خاص مع «البيان» قبيل الحفل الختامي، أطلق محمد بن عيسى على موسم العام الجاري تسمية الميلاد الثاني لمشروع أصيلة الثقافي، وقال: «لقد أمضينا 40 سنة في إقامة هذا الموسم، وواجهتنا أشياء مفرحة وغير مفرحة، لكننا أنجزنا الكثير، واستطعنا أن نحقق أهدافاً كثيرة رغم كل التحديات، وأهمها أن نجعل من أصيلة هذه النقطة العربية الأفريقية، منتدى يلتقي فيه العرب والأفارقة معاً، وكذلك مع القادمين من القارات الأخرى، لاسيما أمريكا اللاتينية وآسيا وغيرهما..».

وأكد بن عيسى أن مؤسسة منتدى أصيلة كان لديها هدف آخر يتمثل في جعل الثقافة مورداً مثل الموارد الطبيعية كالذهب والفضة والبترول. وقال: «كان الناس يضحكون منا، لكني كنت أرى دائماً بأن الإنسان لديه من الخامات في مخيلته وقدرته على الابتكار ما يجعله مورداً حقيقياً للتنمية، ولذلك استثمرنا جهداً كبيراً في الجيل الصاعد، من مهندسين وأطباء وموظفين وصحافيين، وهؤلاء كانوا في سن التاسعة في بدايات مواسم أصيلة، وإضافة إليهم، أذكر السكان كباراً وصغاراً الذين أدخلنا في سلوكهم احترام البيئة والنظافة في المدينة، لأن ما نسعى إليه ليس القيمة المادية، بل جودة الحياة والأكل والشراب في بيئة نظيفة وراقية».

وتحدث عن إسهام أصيلة في إقامة جسور بين أقوام في شتى أنحاء المعمورة، قائلاً:« نحن نحتاج إلى أن يرانا الآخر بصورتنا المميزة. نحن نسدل الستار على العام الأول في الطفل الجديد، وبكل صدق، أقول لم تكن لدينا رؤى واضحة نهاية الموسم الماضي، وكنت أتشكك في إقامته هذا العام، ولما نظمنا هذا الموسم، شارك في الورش التشكيلية والأمسيات الغنائية فنانون كبار، كما تحدث في الندوات ضيوف من النخب العربية والأفريقية والعالمية في أجواء رحبة، وهذا طبعاً يثلج الصدر».

وجهات نظر

وعن الرؤية المتبعة في البرنامج الفكري للموسم، ختم بن عيسى بالقول: «قلت سابقاً وأكرر الآن إنه لا ينبغي أن تتحول ندوات أصيلة إلى محاكم، ومن أراد أن يحاكم نظامه فليحاكمه في بلده، نحن هنا لا نحاكم الأنظمة ولا القادة، بل نتبادل وجهات النظر والرؤى والتوجهات ونستفيد من التجارب.. أنا متفائل الآن، ولكن يبقى الجانب المادي هو ما يؤرقنا وأكلاف الأنشطة والاستضافة التي تتضاعف كل عام، وأريد من إخوتنا العرب التيقّن بأن أصيلة هي أرض لهم للإطلالة على العالم، هذا لا يعني ألا يقيموا حدثاً مثل موسم أصيلة، فنحن لا نتنافس مع أحد، ولكننا نمد أيدينا إلى الآخرين».

ثقافة في خدمة التنمية

وكان الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة قد تحدث في مستهل الحفل التكريمي قائلاً: «إن تتويج أبناء ونساء ورجال أصيلة اليوم، دليل على أن الأهداف التي سعت إليها المؤسسة منذ نشأتها الأولى في جعل الثقافة في خدمة التنمية قد تحققت. واعتبر أن الدورة 41 شكلت ميلاداً جديداً لموسم أصيلة الثقافي الدولي، بعد النجاح الكبير الذي حققته، سواء على المستوى التنظيمي، أو من حيث قيمة الضيوف والوفود المشاركة في فعالياتها». ووعد بن عيسى الحضور بالعمل من جديد على تنظيم دورة مقبلة برؤية جديدة وأحلام كبرى.

بعد ذلك، تم توزيع الجوائز وشهادات التقدير على الفئات التالية: الأم المثالية، والمرأة العاملة، وصيّاد السنة، والصانع التقليدي، ورياضي السنة، وجائزة البيئة، والعمل الجمعوي، وطفلة السنة، بالإضافة إلى جوائز ورشة كتابة الطفل التي توزعت إلى القراءة والإبداع، وامتلاك الدقة اللغوية، فضلاً عن الخيال.

تكريم

تقديراً من مؤسسة منتدى أصيلة لاجتهادهم المتواصل في الرفع من المكانة التعليمية للمدينة، كرمت المؤسسة الفائزين هذه السنة بشهادة البكالوريا بامتياز في شعب العلوم الفيزيائية، وعلوم الحياة والأرض، والعلوم الاقتصادية، والعلوم الإنسانية، والآداب العصرية.

Email